عاد أكثر من 12 مليون تلميذ فرنسي إلى صفوف الدراسة، الخميس، وسط إجراءات أمنية مشددة بعد عطلة صيفية شهدت هجمات دموية بالدولة التي أصبحت أحد الأهداف الرئيسية لتنظيم الدولة.
ونشرت
الشرطة دوريات مسلحة خارج المدارس في أرجاء البلاد بينما تجمع الطلاب والأهالي والمعلمون عند بوابات الدخول.
وتواجه الحكومة الفرنسية قبل ثمانية أشهر فقط من الانتخابات ضغوطا لطمأنة 65 مليون فرنسي ينتابهم القلق جراء هجوم الدهس الذي نفّذه متشدد بشاحنة في مدينة نيس في تموز/ يوليو الماضي وأسفر عن مقتل 86 شخصا فضلا عن حادث قتل قس.
وفي مدرسة برنار باليسي الابتدائية في بلدة "جوانفيل لو بون" شرقي باريس، شملت الإجراءات الأمنية حظرا شاملا لدخول ذوي الأطفال مع أولادهم إلى حرم المدرسة، فضلا عن وجود الشرطة المحلية خلال فترة دخول الطلاب.
وقالت فايزة طيباوي التي يرتاد ابنها المدرسة للمرة الأولى: "الفارق هو أننا للأسف لم نعد نتمكن من دخول المدرسة".
وأضافت: "لكنني أقول لنفسي إن هذا أمر إيجابي جدا لأن هذا يعني أن أي شخص بالغ غريب لن يتمكن بدوره من الدخول. لا تعرف أبدا ما قد يحدث .. الأمن مهم جدا للبلدة ولأطفالنا قبل كل شيء، ومن المهم أن نشعر بالاطمئنان".
وقال أوليفييه دوسنه، عمدة بلدة "جوانفيل لو بون"، إن موازنة قيمتها 100 ألف يورو (111 ألف دولار) قد خصصت لتحسين أمن المدارس.
وصرف جانب من تلك المخصصات لتزويد مداخل المدارس بزجاج معتم يمنع الموجودين خارجها من اختلاس النظر إلى الداخل. كما أنفق المزيد على تدريب طواقم المدارس على الإخلاء واحتواء الأزمات وفقا لتعليمات شملت كافة أنحاء البلاد.
وقال دوسنه: "سيكون لديهم المزيد من المعدات مثل الصفارات وأجهزة الاتصال اللاسلكي والاتصال الداخلي".
كما تلقى مديرو المدارس توجيهات بتنظيم تدريبات للتلاميذ والموظفين على الإسعافات الأولية وخطوات الإنقاذ، فضلا عن التدريب على كيفية التصرف خلال الهجوم مثل الاختباء والتزام الصمت.
وجرت موجة من الهجمات في الأشهر الماضية على الرغم من حالة الطوارئ التي فرضت بعد هجمات في تشرين الثاني/ نوفمبر قتل فيها إسلاميون متشددون 130 شخصا في باريس وبالقرب منها.
ودعا تنظيم الدولة أتباعه إلى شن هجمات داخل
فرنسا وخصوصا على المدارس العلمانية التابعة للدولة.