قالت صحيفة "الموندو" الإسبانية إن وضع
اللاجئين بشكل عام والأطفال خصوصا في العالم لم يتغير منذ
غرق الطفل السوري
إيلان كردي وحتى اليوم، في الحادثة التي أثارت تعاطف العالم بأسره وفقد 423 طفلا عقبها حياتهم بسبب اللجوء.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إنه بعد سنة من حادثة غرق الطفل الكردي، شددت الرقابة على الطرقات التي يسلكها المهاجرون وأصبحت الاتفاقات حولهم أكثر تصلبا.
وأضافت أنه منذ انتشار صورة الطفل الكردي، مستلقيا على الشاطئ، فقد ازدادت الأمور سوءا. كما أن سرعة انتشار هذه الصورة، اضطرت كلا من هولاند وميركل وكاميرون، للتعليق عليها.
وأوردت الصحيفة أن الضجة التي أثارتها المصورة الفوتوغرافية التركية، أفاقت الضمائر الأوروبية ودفعت القادة الأوروبيين إلى التعهد ببذل مزيد من الجهود كي لا يضطر طالبو اللجوء إلى المخاطرة بحياتهم في بحر إيجة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المفارقة أنه قبل وفاة إيلان، لم تسجل حالات عديدة لموت
الأطفال في بحر إيجة؛ إلا أنه بعد هذه الحادثة، تكررت هذه الحالات ليصل عددها إلى 423 طفلا.
وبالإضافة إلى ذلك، فإنه منذ هذا الحادث المؤلم، أصبح الهاجس الأوروبي الوحيد هو الحد من تدفق اللاجئين وإغلاق الطرق الجديدة التي يسلكها الفارون من الحرب. كما أن أوروبا لم تفكر أبدا في إيجاد سبل لضمان ممر آمن لمنع المزيد من الوفيات.
ومن بين هذه الإجراءات القاسية وغير المتوقعة في هذا الظرف، نذكر على سبيل المثال، بناء جدار أوربان في المجر أو الإغلاق التدريجي لطريق البلقان أو نشر سفن حربية تابعة لحلف شمال الأطلسي في منطقة بحر إيجة في شباط/ فبراير من هذا العام أو اتفاق بروكسل مع أنقرة لترحيل اللاجئين، الذي ما زال معلقا إلى حد الآن.
وأشارت إلى أن هذا كله جرى بحق اللاجئين فضلا عن إغلاق مخيمات اللاجئين مثل مخيم إيدومني، على الحدود بين اليونان ومقدونيا أو مصادرة السلطات الدنماركية للأشياء الثمينة التي يحملها اللاجئون مقابل التكفل بمصاريف الإقامة. كما أنه تم الاستعاضة عن الشعارات المكثفة لـ"مرحبا باللاجئين"، بأخرى معادية لهم من قبل جهات مناهضة لحركة الهجرة، مثل حزب استقلال المملكة المتحدة وحزب الجبهة الوطنية الفرنسي وحزب البديل من أجل ألمانيا.
تجدر الإشارة إلى أن والد الطفل الكردي، دفع ثروة طائلة للمافيا، من أجل التمكن من صعود القوارب وبداية رحلتهم نحو أوروبا. كما أن هذه المحاولة تكررت لمرتين، وفي الثالثة، غرقت العائلة بسبب الرياح. كما أن هذه القصة المثيرة، مرت من التعاطف المكثف على شبكات التواصل الاجتماعي، إلى النسيان المطلق.
وبينت الصحيفة أن صورة الطفل الكردي هي الأكثر انتشارا في التاريخ، إلا أن وضع اللاجئين، حتى الأطفال أو القُصّر منهم، لم يتغير إلى الأحسن. وإضافة إلى ذلك، فإنه تم اختزال ردود الفعل، في خضم الضوضاء الإعلامية، في "هاشتاغ" للتعاطف الرقمي مع هذه الضحية. أما في العالم الواقعي فقد توفي حوالي 423 طفلا.