جيش حماس الإلكتروني سيدافع من أجل البقاء على مواقع التواصل

شددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على أنها "لن تتراجع" في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وستعمل على الحفاظ على وجودها على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن إدارة "فيسبوك" هي "الخاسر الأكبر" جراء حربها التي تستهدف الشعب الفلسطيني.

وقال القيادي في الحركة، صلاح البردويل: "فوجئنا في الآونة الأخيرة بإغلاق إدارة فيسبوك عددا كبيرا جدا من صفحات الشخصيات والنشطاء الفلسطينيين، الذين يدافعون عن حقوق شعبنا الفلسطيني، ويشرحون للعالم المعاناة والكارثة التي يمر بها شعبنا بسبب الاحتلال الإسرائيلي في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأوضح، في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "هذا الإغلاق جاء بناء على التنسيق القائم ما بين إدارة موقع فيسبوك والاحتلال الصهيوني"، مضيفا: "هذه الشركة تحولت من شركة خدمة عالمية إلى شركة منحازة بشكل كامل للكيان الصهيوني".

وأكد البردويل أن "الخاسر الأكبر جراء تلك السياسية هي فيسبوك؛ لأنها لم تقدر الخسارة التي ستجنيها على المدى الطويل جراء حربها التي تستهدف الشعب الفلسطيني".

وأشار القيادي إلى أن هذه الحرب "تجلب علي فيسبوك تذمرا كبيرا من مئات الملايين من المسلمين والعرب، وكذلك المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني، إضافة لمئات الملايين من أحرار العالم، الذين يرفضون التمييز والانحياز الكامل لصالح طرف ضد طرف آخر".

وأضاف: "ما قامت به فيسبوك عمل على تحويل شبكات التواصل إلى شبكات قطيعة؛ بحيث يستهدف مجتمعا لصالح مجتمع وطرف ثان".

واعتبر البردويل أن إغلاق العديد من الصفحات من قبل إدارة "فيسبوك" هو "عمل عنصري بامتياز، لن نقبله، وسنعمل على مواجهته؛ عبر شرح هذه القضية، وتفعيل التعاطف الكبير معنا ضد هذا الإجراء الوقح الذي تقوم به إدارة من قبل موقع فيسبوك".

وتابع: "كي تعلم فيسبوك في نهاية المطاف أنها هي الأكثر خسارة من هذا الإجراء، وأن الحق الفلسطيني أكبر من كل المحاولات البائسة التي يقوم بها العدو الصهيوني، وأن الذي يراهن على هذا العدو وتلك العنصرية لن يفلح أبدا، ولن يستطيع أن ينتصر على إرادة الشعوب وحقوقها".

وحول كيفية مواجهة "جيش حماس الإلكتروني" لهذه الحرب التي تشنها "فيسبوك" ضد صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية، قال البردويل: "عالم الإنترنت مفتوح للجميع، وبكل تأكيد نحن سنمارس حقنا بأن نكون موجودين على كل شبكات التواصل الاجتماعي، وكافة المواقع التي تسمح لنا بأن نشرح قضيتنا".

وأضاف: "إذا حرمنا، سندافع عن حقنا في الوجود على هذه الشبكات، ونبحث عن شبكات أخرى"، لافتا إلى أنه من "المهم أننا لن نفوت فرصة الدفاع عن حقوقنا، ولن نتراجع أو نهمل الدفاع عن قضيتنا الفلسطينية العادلة".

وأغلقت إدارة موقع "فيسبوك" خلال الأيام الماضية العديد من الصفحات الفلسطينية على الموقع، وهو ما اعتبر تتويجا للاتفاق الأخير بين "فيسبوك" والاحتلال الإسرائيلي، وذلك بزعم أن منشورات تلك الصفحات لا تتوافق مع شروط الموقع للنشر.

والتقى بتاريخ 12 أيلول/ سبتمبر الجاري وزير الأمن الإسرائيلي، جلعاد أردان، ووزيرة العدل الإسرائيلية، أييلت شاكيد، مع المسؤولين في شركة فيسبوك العالمية؛ بهدف التوصل إلى ترتيبات حول إزالة المحتويات "التحريضية".

وأكدت شاكيد، عقب اللقاء، أن مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها "فيسبوك" و"جوجل" و"يوتيوب"، استجابت لنحو 95% من الطلبات الإسرائيلية بمسح منشورات وصفتها بأنها "تحرض الفلسطينيين على العنف"، وفق ما أوردته المواقع الإسرائيلية.

وقالت شاكيد، النائبة في "الكنيست الإسرائيلي" عن حزب "البيت اليهودي" المتطرف: "هدفنا الرئيسي هو أن تنفذ هذه الشركات أعمال مراقبتها الخاصة للمحتوى الذي يتضمن تحريضا"، وهي التي طالبت بـ"إبادة الفلسطينيين"، ووصفت الأطفال الفلسطينيين بـ"الثعابين".