ناقشت صحيفة "
الغارديان"، الأربعاء، القصف المكثف للنظام السوري والطيران السوري على
حلب، قائلا إن العالم الخارجي عاجز عن مساعدة السوريين، وداعيا لمنع رئيس النظام السوري من الانتصار بالحرب.
وقال أدريان هاميلتون، محرر الشؤون الخارجية ونائب رئيس تحرير "الأوبزيرفر" السابق، إنه من الفظيع القول والتفكير بأن أفضل شيء لإنهاء الحرب هو انتصار
الأسد.
وقال الكاتب إن هذا التوجه لا يمكن القبول به، موضحا في الوقت نفسه أن الغالب أن النظام هو الذي سينتصر في هذه المعركة.
وارسو وحلب
وقارن الكاتب ما يجري في حلب بسيطرة النازيين على مدينة وارسو عام 1944 ميلادية، والتي رآها العالم انتصارا للعنف والقسوة حينها، موضحا أن ما يجري الآن شبيه بما جرى حينها، "فمهما كانت المقاومة شديدة ومنظمة، فإن العسكرية ستنتصر في النهاية".
وأشار هاميلتون إلى تصريحات الولايات المتحدة والغرب التي وصفت ما يجري بـ"جريمة الحرب" و"الكارثة الإنسانية"، متهمة روسيا بها.. مستدركا في الوقت نفسه بأنهم عاجزون عن فعل أي شيء.
وتابع الكاتب القول: "إن من يتذكر والد الأسد، حافظ، وكيفية قمعه لانتفاضة حماة، لا يمكن أن يشك لأي مدى يمكن أن تذهب قسوة النظام العلوي الذي قتل 40 ألف مدني حينها".
وذكّر الكاتب بما قامت به روسيا في الشيشان وأوكرانيا، مضيفا أن من يعرف تصرفاتها هناك يعلم أنه لا يوجد معايير إنسانية يمكن أن توقف البراغماتية الروسية عندما ترى ضعفا لدى أعدائها.
وقال: "الأسد مع الطيران الروسي سيستمر في القتل، ولا شيء يقال في الغرب، ولا يتوقع تحول عسكري مفاجئ، وهو ما لن يغير شيئا".
ما التالي؟
دعا الكاتب لتجاوز ما يجري في حلب، بسبب العجز عن فعل أي شيء باستثناء خطابات الأمم المتحدة.
وقال: "فشلت الدبلوماسية بشكل واضح، وعلى الغرب أن يتقبل حقيقية أن روسيا تدخلت وأنقذت الأسد وهي تمسك بمعظم الأوراق وستكمل انتصارها باستعادة حلب، ضمن سعيه لاستعادة كل البلاد، من الأكراد ومن تنظيم الدولة".
وما زالت المعارضة المسلحة تسيطر على أكثر من نصف البلاد، مدعومة من جبهة فتح الشام، التي تمثل اتفاقا رئيسا بين وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، قبل أن ينهار هذا الاتفاق.
ودعا الكاتب إلى أن يكون التوجه الرئيس الآن في
سوريا، هو الأولوية الإنسانية، عبر الضغط على الأسد لإدخال المساعدات الإنسانية، وحث أوروبا على القيام بواجبها الأخلاقي تجاه اللاجئين.
وأعاد الكاتب تأكيده أن المشكلة الرئيسة تظل هي الأسد، الذي لا يمكن أن تعمل معه أي مجموعة معارضة أو دولة غربية.
وأكد الكاتب أن روسيا وإيران فقط هما القادرتان على استبدال الأسد، والدعوة، ولو بقي النظام، إلى رحيل الأسد.