أعلن فريق عمل مبادرة "وطن للجميع"، المعروفة إعلاميا بمبادرة واشنطن (تهدف لتوحد ثوار
مصر)، أن تصورهم هو مشروع مستقل بذاته، ولا يخضع تنظيميا أو إداريا أو فكريا لأي كيان آخر، سياسي أو غيره، ولا يهدف إلى منافسة أي مشروع أو نشاط آخر.
وقالوا- في بيان لهم الثلاثاء-: "
مبادرة وطن للجميع من إنتاج مجموعة من المصريين يجمعهم حب هذا الوطن وهمومه المتعلقة برفع الظلم والفساد عنه من أجل إخراج الأمة المصرية من ذلك البئر السحيق الذي أسقطنا فيه انقلاب عسكري على ثورة 25 يناير".
وشدّدوا على عدم انتمائهم لكيان سياسي بعينه، مشدّدين على أنهم ليسوا جزءا من نقاش أو أوراش حوارية سابقة، وإنما هم يشكلون اتجاها مستقلا يودون من خلاله أن يعبروا عما طالب به المصريون من عيش وحرية وكرامة وعدالة.
وكان زعيم حزب غد الثورة، أيمن نور، قد أكد أنه تم عقد الكثير من الأوراش بهدف توحد ثوار يناير في بعض الدول المختلفة من بينها تركيا وقطر والسودان وفرنسا وأمريكا، إلا أنهم فوجئوا بتحول ورشة أمريكا إلى مبادرة ووثيقة، لافتا إلى أنه يرفض بعض بنود مبادرة "وطن للجميع" رفضا قاطعا، وخاصة البند الخامس المتعلق بالهوية الإسلامية لمصر، والذي أثار جدلا واسعا بشأنه.
وشدّد "نور"- في تصريحات إعلامية مؤخرا- على أن "وطن للجميع" ليست مبادرة، بل جزءا من أوراش عمل أخرى سيتم دمجها في إطار رؤية موحدة لإعلان تنسيقية وطنية خلال الفترة المقبلة ضمن مشروع مظلة وطنية جامعة.
وأشار البيان إلى أن مبادرة (وطن للجميع) تضم "شخصيات مستقلة وأخرى تنتمي لكيانات ثورية متنوعة، فقد اجتمعوا معا على رؤية مشتركة ومبادئ جامعة انبثق عنها الخروج بوثيقة (وطن للجميع) بما في مبادئها من تنوع يحقق الحد الأدنى من التوافق ويعكس رؤية حالمة بتوحيد صفوف قوى الثورة بهدف إنقاذ مصر من مصير مجهول وبركان قادم يحرق الأخضر واليابس".
وأضاف: "نهدف من إصدار وثيقة (وطن للجميع) توجيه دعوة جادة وخالصة لكل من يهمه أمر الوطن في الداخل والخارج للتوافق حول عدد المبادئ المكونة لها كأرضية مشتركة يمكن أن يجتمع عليها أكبر عدد ممكن من الكيانات الثورية والسياسية، بما تمثل من مرونة وتشاركية تعكس التنوع الفكري الذي يثري الحالة الثورية المصرية، مما يؤدي في نهاية المطاف وبعد سلسلة من الخطوات العملية إلى تبني مشروع وطني جامع بشقيه الثوري والسياسي يعبر بصورة واقعية عن تطلعات الشعب المصري ويسهم في إيجاد آليات يمكن من خلالها تحقيق أهداف ومطالب ثورة 25 يناير".
واختتموا البيان بقولهم: "نحن إذ نعلن ذلك، فإننا نود التأكيد على قبولنا التام للتعاون والعمل مع كافة الأفكار الثورية التي تطرح على الساحة سواء كانت مقدمة من كيانات أو رموز سياسية بغرض تدعيم حالة الوحدة الوطنية والاصطفاف التي نراها الحل الأمثل للتغلب على نظام الحكم العسكري كخطوة أولى لتوحيد الجهود نحو المشروع الوطني الجامع الذي ندعو الجميع إليه".
وفي 15 أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلن فريق عمل مبادرة "وطن للجميع" رسميا عن تفاصيل مبادرتهم التي أثارت ردود فعل متباينة على الساحة السياسية المصرية، وأعلن الكثيرون رفضهم لها بينما رحب بها البعض.