شنت وسائل الإعلام
الإيرانية، السبت، هجوما شرسا ضد
تركيا وشخص رئيسها رجب طيب
أردوغان، بسبب موقف بلاده من معركة
الموصل في
العراق.
وكان أردوغان قد طالب بمشاركة جيش بلاده في معركة الموصل، من أجل الحفاظ على هوية المدينة وبقاء أهل السنة وعدم الإخلال بتركيبة المدينة الديموغرافية على يد مليشيات
الحشد الشعبي الشيعي.
وردا على موقف تركيا من معركة الموصل، قال حسين إبراهيمي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق في البرلمان الإيراني، إن أردوغان أصبح فاقدا لأي شعبية ومكانة في داخل تركيا وخارجها، على حد تعبيره.
وأضاف إبراهيمي: "ستهزم تركيا في العراق بصورة مفضوحة، وإن احتلال تركيا لجزء من الأراضي العراقية من دون التنسيق مع الحكومة المركزية في البلاد يُبين لنا أن هناك اتفاقيات وتفاهمات سرية تمت بين أنقرة وواشنطن لتقسيم العراق".
ورأى أن تحرك تركيا في الموصل يخدم السعودية، وأن اتخاذ قرار كهذا وبهذه الصورة العاجلة للتدخل في الموصل يؤكد أن هناك اتفاقا (تركيا-سعوديا) في هذا الشأن"، لافتا إلى أن "تركيا لن تحصل على أي نتيجة من السعودية في ملف الموصل"، على حد وصفه.
وفي السياق ذاته وبحسب متابعة أجرتها "
عربي21"، فقد قال محمد شريعتي سفير إيران الأسبق في منظمة التعاون الإسلامي، إن "تركيا من خلال مشاركتها في معركة الموصل تحاول أن تلعب دور إيران في العراق".
وأضاف شريعتي: "تركيا تقول: لماذا إيران تتواجد بقوة في العراق ولكن لا يسمح لتركيا أن يكون لها دور فاعل وتواجد في العراق؟"، موضحا أن "التواجد الإيراني في العراق يتم عبر التنسيق مع الحكومة العراقية، عكس تركيا التي ترفض بغداد تدخلها في الشؤون الداخلية للبلاد".
وهاجم موقع "تابناك" التابع للحرس الثوري الإيراني تركيا بشدة، واعتبر أن ما أسماها "العثمانية الحديثة" تريد التوسع وترسيخ تواجدها ومفاهيمها ونفوذها في العراق عبر الموصل من جديد.
وقال إن "هذا التوجه السياسي الحديث لتركيا يمثل توجها للسياسة العثمانية الجديدة، أو عودتها من خلال التعدي على جيرانها"، لافتا إلى أن "التدخل التركي في شمال العراق سيعقد ملف الموصل كثيرا"، بحسب تعبيره.
وضمن الهجوم المتواصل للإعلام الإيراني ضد الرئيس التركي، قالت صحيفة "سياسة روز" الإيرانية إن "أردوغان يلعب في النار من خلال تصريحه عن إعلان نية تركيا بالمشاركة في معركة تحرير الموصل من تنظيم الدولة".
واعتبرت الصحيفة، أن "جميع التيارات والأحزاب السياسية في العراق رافضة للتدخل التركي بالموصل، وعلى تركيا أن تخضع لإرادة الشعب العراقي الذي عبر عن رفضه القاطع ضد تدخل الجيش التركي في الموصل".
ويقول مراقبون للشأن الإيراني إن مشاركة تركيا في معركة الموصل ستشكل سدا منيعا ضد التطهير العرقي الطائفي للعرب السنة بالمدينة، وكذلك فإنها ستحول دون تغيير التركيبة المذهبية لمحافظة نينوى التي يحاول الحشد الشعبي الشيعي تهجير أهلها العرب السنة تحت غطاء محاربة تنظيم الدولة، كما حدث في بغداد والأنبار.
وعلمت "
عربي21" من مصادر خاصة من داخل إيران، أن "فيلق قدس الإيراني أرسل فرقة خاصة من قوات الحرس الثوري الإيراني للمشاركة بمعركة الموصل".
ولفتت إلى أن "هذه الفرقة لديها صور وعناوين وأسماء ضباط وطيارين عراقيين شاركوا بالحرب (العراقية-الإيرانية)، وإن أصحاب الأسماء المدرجة في هذه القوائم سوف تتم تصفيتهم أو اعتقالهم ونقلهم إلى إيران كما حدث في بداية الغزو الأمريكي للعراق".