دخلت
هدنة توسطت الأمم المتحدة في التوصل إليها باليمن حيز التنفيذ، قبل منتصف ليل الأربعاء بدقيقة واحدة، وذلك بعد ساعات من ضربات جوية بقيادة
السعودية على قواعد عسكرية في العاصمة صنعاء، ومعارك بين قوات متناحرة قرب حدود المملكة.
وقال التحالف بقيادة السعودية، في بيان، إنه سيحترم الهدنة -التي تبلغ مدتها ثلاثة أيام- إذا ما احترمها خصومه من جماعة
الحوثيين المدعومة من إيران، وسمحوا بإيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق القتال، وحافظوا على الهدوء على الحدود.
وقال سكان إن الغارات الجوية أصابت المواقع في الساعات الأولى من الصباح، وهي الأحدث في سلسلة من الضربات الجوية منذ أن تدخلت السعودية وحلفاؤها العرب في الحرب
اليمنية قبل 19 شهرا.
وبرغم الدعم من التحالف، لم تحقق القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا سوى مكاسب طفيفة في الآونة الأخيرة ضد خصومها من حركة الحوثيين ووحدات من الجيش المتمركزة في صنعاء.
وقالت القوات الموالية للحوثيين، مساء الثلاثاء، إنها أطلقت صواريخ على قاعدة للجيش السعودي، وصدت محاولة من القوات الحكومية المدعومة من السعودية؛ للسيطرة على تقاطع استراتيجي يربط بين محافظتين بأقصى الشمال.
وأخفقت عدة جولات سابقة من وقف إطلاق النار في التمهيد لإنهاء الصراع، لكنها أبطأت بدرجة كبيرة وتيرة القتال في الحرب التي أودت بحياة 10000 شخص على الأقل.
وأبلغ الرئيس عبد ربه منصور هادي وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الرسمية، الأربعاء، بأنه يتوقع أن ينتهك خصومه الهدنة.
ونقلت الوكالة عنه قوله عقب اجتماع مع السفيرين الأمريكي والبريطاني: "لا نتوقع منهم اليوم إلا مزيدا من المراوغة والتسويف والمماطلة".
ودعا البرلمان في صنعاء -الذي يهيمن نواب موالون للحوثيين على الأغلبية فيه- الأربعاء، إلى "الالتزام الكامل" بالهدنة، وذلك بعد يوم من قول مجلس سياسي يقوده الحوثيون في العاصمة إنه سيلتزم بالهدنة.
ويأمل دبلوماسيون أن تمدد أطراف الصراع الهدنة، التي تبلغ مدتها 72 ساعة، بدءا من منتصف الليل، وأن تمهد الهدنة السبيل لإرسال المساعدات الإنسانية مع انتشار الأمراض والجوع في البلاد.
وأبلغت منظمة الصحة العالمية عن تفشي الكوليرا في صنعاء هذا الشهر، وقالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة إن الحرب قلصت إنتاج الحبوب إلى النصف، وإن 1.3 مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية الحاد.
وقال جيمي مكجولدريك، منسق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية لليمن، للصحفيين في جنيف، الأربعاء: "القتال لا يزال مستمرا في كثير من المناطق".
وأضاف: "لا تقبل كل الأطراف بوقف إطلاق النار مثلما شاهدنا في مرات سابقة... نأمل أن يبدأ، وأن تتاح فرصة لأن يتماسك، ونتمكن من بذل مزيد من الجهد، والوصول إلى مزيد من المناطق".