قالت صحيفة "الغارديان" إن عضوا من حزب الليبراليين الديمقراطيين البريطاني سيحضر مؤتمرا مثيرا للجدل في دمشق، نظمه والد أسماء
الأسد، زوجة رئيس النظام السوري.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن وفدا يضم لورد أوكسفورد ريموندن أسكويث، إلى جانب عدد من الأكاديميين، سيشارك في ورشة عمل، تنظمها الجمعية البريطانية السورية، التي أنشأها
فواز الأخرس، والد أسماء، وسيحضر الورشة عدد من مسؤولي حكومة الأسد، بالإضافة إلى عدد من الصحافيين السوريين البارزين.
وتذكر الصحيفة أن الجمعية البريطانية السورية نظمت ورشة عمل لمدة يومين، تبدأ يوم غد الأحد، وموضوعها "تداعيات الحرب على
سوريا"، مشيرة إلى أن الجمعية أنشئت في عام 2000، ورئيسها هو اختصاصي أمراض القلب فواز الأخرس.
ويلفت التقرير إلى أنه عندما بدأت الحرب الأهلية السورية عام 2011، فقد توقفت الجمعية. وقتل منذ ذلك الوقت حوالي ما يزيد على 400 ألف شخص، معظهم مات بسبب القوات التابعة للنظام السوري، مشيرا إلى أن المؤتمر الدولي، الذي ينظمه الأخرس، يعد الأول منذ الحرب الأهلية.
وتعلق الصحيفة قائلة إن "المؤتمر هو أول إشارة على زيادة الثقة لدى النظام، وأنه ينتصر في الحرب السورية ضد المقاتلين المعارضين له، وتأتي هذه المناسبة بعد أول مقابلة صحافية لأسماء الأسد، التي بثتها قناة تلفزيونية روسية هذا الشهر".
وبحسب التقرير، فإن مدير جمعية التفاهم البريطاني العربي "كابو" كريس دويل قال إن مشاركة لورد أوكسفورد تعد غير موفقة؛ لأنها مشاركة في مناسبة "علاقات عامة"، لافتا إلى أن أسكويث/ لورد أوكسفورد يدير أول جلسة في المؤتمر، وهي "خلفيات الحرب الأهلية السورية"، وأضاف دويل أن على "النظام محاولة تقوية دبلوماسيته العامة، وتوسيع مداها في
بريطانيا. إنهم يحاولون تقديم المؤتمر على أنه محايد، لكنه ليس بهذه الطريقة، فالمتحدثون فيه هم مسؤولون بارزون من النظام، بالإضافة إلى آخرين داعمين له بقوة".
وتابع دويل قائلا إن "الوفود البريطانية المشاركة تقوم بتعزيز رواية النظام، من أن الحياة عادت إلى طبيعتها، في الوقت الذي يقوم فيه باستهداف حلب وغيرها من المدن السورية بالقنابل العنقودية. من الخطأ المشاركة في المؤتمر، فلو كنت مشاركا في المسار الدبلوماسي الثاني فإن هذا جيد، أما إن كنت مشاركا في نوع من البروباغندا فلا"، وواصل دويل قائلا: "لا أعتقد أن وزارة الخارجية البريطانية ستكون راضية عن هذا الأمر"، بحسب الصحيفة.
وتنوه الصحيفة إلى أن من بين المتحدثين البريطانيين في المؤتمر الضابط السابق للقوات الخاصة الميجر جنرال جون هولمز، الذي يدير شركة خدمات أمنية، ومحلل الشؤون الدفاعية في معهد "روسي" كمال علام.
ويفيد التقرير بأن حزب أسكويث عبر عن عدم علمه برحلة أحد أعضائه إلى دمشق، وقال الحزب في تعليق له: "كان لورد أوكسفورد جزءا من وزارة الخارجية لعدة عقود، قبل أن يصبح عضوا في حزب الليبراليين الديمقراطيين، ونفترض أن رحلته تم ترتيبها من خلال صلات عملها أثناء عمله في الوزارة"، مستدركا بأن الحزب عبر عن شجبه القوي لاستمرار المذابح التي يقوم بها نظام الأسد مع داعميه الروس ضد المدنيين السوريين، وقال إنه طالب بدعم إنساني عاجل للمناطق المحاصرة، وحث الحكومة البريطانية على إنشاء مناطق آمنة.
وتكشف الصحيفة عن أن عددا من المشاركين سافروا على حسابهم الخاص، حيث سافروا إلى بيروت، ومنها نقلوا برا إلى دمشق، ولا يعرف عما إذا كان النظام سيتولى مصاريف إقامتهم، مشيرة إلى أنه من بين المشاركين في المؤتمر وزير الدولة لشؤون المصالحة علي حيدر، وبثينة شعبان، وهي واحدة من مستشاري الأسد المهمين، وفارس حبيب، وهو مسؤول من حلب، الذي سيقدم ورقة "لماذا لم تنجح المصالحة في حلب حتى الآن؟".
ويتوقع التقرير أن يغطي التلفزيون السوري المؤتمر، حيث "سيبالغ في التغطية" بحسب دويل، منوها إلى أن الأخرس لن يتحدث في المؤتمر، لكنه القوة المحركة له، بصفته طبيبا معروفا في حي هارلي للأطباء، وتمتع بعلاقات واسعة مع الأحزاب كلها، وحضر هو وزوجته سحر العطري في عام 2010 مأدبة عشاء أعدتها الملكة إليزابيث على شرف أمير قطر.
وتبين الصحيفة أن الأخرس حاول منذ بداية الحرب الابتعاد عن الأضواء، ورفض الحديث مع الصحافيين، لافتة إلى أنه يعتقد أنه يوزع وقته بين لندن ودمشق.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن الأخرس ولد في مدينة حمص، ثالث المدن السورية، وانتقل إلى بريطانيا عام 1973، حيث التقى مع زوجته، التي كانت تعمل في السفارة السورية، وولدت ابنتهما أسماء عام 1975، وعاشت في منطقة أكتون، حيث عرفت باسم "إيما" أثناء دراستها في المدرسة وفي كلية كوينز.