نشرت صحيفة "إلموندو" الإسبانية تقريرا سلطت فيه الضوء على احتفال الشعب التركي بالذكرى السنوية للجمهورية التركية وبما قدمه
أردوغان من إصلاحات حظيت بإعجاب شعبه منذ توليه الحكم.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن الشعب كان قد احتفل بالذكرى الثالثة والتسعين لإعلان الجمهورية التركية من خلال تقديم عرض عسكري، فضلا عن تعليق الأعلام التركية في الشرفات.
كما زار أردوغان ضريح مصطفى كمال "
أتاتورك" الذي يعتبره رمزا من رموز الوطن. وعلى الرغم من تعارض الأهداف السياسية لكليهما، إلا أنما يجمعهما هومصلحة
تركيا وحمايتها من الأعداء.
وأشارت الصحيفة إلى أن الانقلاب العسكري فشل يوم 15 تموز/ يوليو، حيث صب في مصلحة أردوغان وذلك بفضل دعم الشعب له. والجدير بالذكر هو أن الانقلاب ساهم في مزيد إرساء مبادئ الديمقراطية فضلا عن إضفاء مزيد من الشرعية على حكومة أردوغان. وقد جعل أردوغان يوم 15 تموز/يوليو عطلة وطنية أراد من خلالها تخليد إحدى أصعب الأيام التي عاشتها تركيا.
من جهة أخرى، كانت التظاهرة الحاشدة التي عقدت في إسطنبول يوم 7 آب/ أغسطس والتي شارك فيها قادة الحكومة واثنين من أحزاب المعارضة اليسارية، عاملا من عوامل تأكيد هزيمة الانقلابيين والفوز على مختلف الدول الغزاة مثلما حدث في حرب الاستقلال التي امتدت بين سنة 1919 و1923، مما سمح بالانتقال إلى مرحلة أخرى في تاريخ الجمهورية التركية.
ولفتت الصحيفة إلى خطاب الحكومة التركية الذي دعا من خلاله أردوغان إلى تعزيز قيم "تركيا الجديدة"، حيث أن الأتراك يعتبرونه بمثابة الرئيس الحازم ضد الأعداء الذين ينتمي معظمهم إما إلى جماعة فتح الله غولن، أو الذين يرسلون القوات إلى سوريا والعراق خلسة أو يحاولون الترويج لدستور رئاسي جديد.
كما شارك زعيم حزب الحركة القومية اليميني، دفلت بهجلي في استقبال العيد الوطني في قصر أردوغان الجديد، وهو ما سلط الضوء على التوافق السياسي بين عديد الأحزاب التركية. ويعد دفلت بهجلي أحد المواليين للسياسة العثمانية والداعمين الرئيسيين للتدخل الشامل الذي يشنه الرئيس التركي ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا.
ويسود اعتقاد لدى أغلبية الشعب التركي بأن أردوغان يعتبر أفضل رئيس في تاريخ تركيا الحديث. أما فيما يتعلق بالمغامرات التي يقوم بها أردوغان، فهي ليست إلا محاولات لاستعادة أمجاد العثمانيين، التي مازالت راسخة في أذهان الأتراك إلى حد الساعة. وفي هذا الإطار، يبدو أن أردوغان قد أرسل قواته إلى العراق وتحديدا إلى الموصل لتحريرها من قبضة تنظيم الدولة، خاصة وأنها تمثل مرجعية مهمة للعثمانيين.
وتمكن رجب طيب أردوغان من الوصول بتركيا إلى أعلى المراتب مستندا في ذلك على الأسس التي اعتمدها العثمانيون قبل سنة 1923. وفي هذا السياق، صرح أردوغان أثناء افتتاح محطة القطارات فائقة السرعة يوم السبت الفارط، أنه لا يمانع ما يقوله الغرب ولا يهمه ذلك، فما يهمه حقا هي أمته دون سواها.