وعد المدير العام لقناة
الجزيرة،
ياسر أبو هلالة، بقناة جديدة "بالكامل، بالشكل والمحتوى"، بتغيير غير مسبوق على مستوى العالم، بدءا من الساعة السادسة مساء الثلاثاء، مع الانطلاقة الجديدة للجزيرة، في ذكرى تأسيسها العشرين.
وأكد أبو هلالة، في حديث خاص لـ"
عربي21"، أن الانطلاقة لن تقتصر على الدورة البرامجية، لكنها "ستكون قناة جديدة بالكامل، في الشكل والمحتوى، ضمن تغيير غير مسبوق على مستوى أي قناة في العالم، رغم الحفاظ على الثوابت".
وأشار مدير الجزيرة، إلى أن التغيير سيؤدي إلى "تبديل مفهوم النشرات بالكامل"، مشيرا إلى استحداث "النشرة التفاعلية"، التي تعتمد على المنصات الرقمية، بدل الأخبار التقليدية، واعدا بأن المشاهد سيلمس ذلك.
وأوضح أبو هلالة أن هذا التغيير سيتم بالكوادر نفسها، ودون تغيير للميزانية "التي كانت نصف ميزانية عام 2013، بسبب الظروف المعروفة"، مؤكدا أن "الجزيرة" ستكون على قدر هذا التحدي "لتحقيق الإنجاز".
"سنبقى المدعي العام"
وحول الهجمات التي تتعرض لها شبكة "الجزيرة"، أكد أبو هلالة أن القناة "ستحفظ مكانها، الذي أخذته منذ تأسيسها قبل عشرين عاما، كمدعٍ عام لدى محكمة الجنايات الدولية"، موضحا أنها ستحافظ على دورها "التاريخي" بتقديم لوائح الادعاء بحق المتهمين المجرمين، تاركة الحكم لـ"المحاكم والأجيال".
وقال أبو هلالة إن "الجزيرة لا تملك حاملات طائرات، أو عضوية في مجلس الأمن، لكنها تملك مذكرات الادعاء التي تقدمها ضد المجرمين"، مشيرا إلى "توثيق الجزيرة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وجرائم الاحتلال الأمريكي للعراق، وجرائم الأنظمة الطائفية المتطرفة، كما الجماعات المتطرفة"، مشيرا إلى أن دورها ينتهي بـ"توثيق الجريمة وتأطير الرأي العام، المحلي والعالمي، باتجاه إنصاف الضحايا".
ووصف أبو هلالة هذا الدور بـ"المقلق"، موضحا أن "المجرم يسعى لتعطيل كاميرات المراقبة، ليرتكب الجريمة"، كما وعدهم بأن كاميرات "الجزيرة" ستبقى فعالة، مشيرا إلى أن دفاعهم "كان باتهامها بالفبركة والتزوير"، مؤكدا أن "الجزيرة" ستبقى "لسان صدق في الآخرين".
خارج الشاشة
وقال مدير عام قناة "الجزيرة" إن الشبكة تعتمد "المبادرة والريادة" في العمل الصحفي، موضحا أنها أسست عدة منصات ومبادرات جديدة، أبرزها "التدوين"، ومنصة "ميدان" الشبابية، ومنصة "اللغات".
وحول التدوين، أشار أبو هلالة إلى أن الجزيرة "أعادت إحياء التدوين"، عبر منصة "مدونات الجزيرة" مستهدفة قطاع الشباب بين 15 و30 عاما، واستطاعت تحقيق "أربعة ملايين قارئ لعشرة آلاف مدون"، رغم أنها لم تكن المشروع الرئيس.
وأشار أبو هلالة إلى تأسيس منصة "ميدان" الجديدة، المخصصة لشريحة الشباب في العالم العربي.
وقال المدير العام للجزيرة إنها ستركز على اقتحام لغات جديدة، بمنصة جديدة، مشيرا إلى أننا العرب "خسرنا الكثير من قضايانا، لأننا لم نحدث العالم بلغتهم عن قضايانا"، موضحا أنها ستركز على اللغتين: الصينية، أكبر لغة في العالم، والإندونيسية، سابع لغة في العالم، وأكبر بلد مسلم.
"الأجرأ والأجمل والأسبق والأعمق"
وحول توجهات الجزيرة في مرحلتها القادمة، أكد ياسر أبو هلالة في حديثه، أن الجزيرة ستبقى "القناة الأجرأ، والأجمل، والأسبق، والأعمق".
وأوضح أبو هلالة أن "الجزيرة" هي الأجرأ، باقتحامها ميادين وقضايا عسكرية وسياسية من ناحية، وقضايا فكرية بنقاشات جريئة من ناحية أخرى، مقدمة إياها بالشكل "الأجمل"، من حيث الأستوديوهات والكاميرات وتقنيات البث والتطبيقات والمجسمات الثلاثية الأبعاد وغيرها.
وقال إن القناة على مدى العشرين عاما الماضية، كانت "الأسبق"، بالوصول إلى الأماكن الخطرة التي دفعت الجميع للحاق بها، كما أنها "الأعمق" بتجاوزها السطحية بالتعامل مع الأخبار، عبر معالجة وتحليل وتأطير الخبر ووضعه في سياقه، بحسب قوله.
وأكد المدير العام على أهمية "التواجد"، ميدانيا في المساحات الساخنة، وإلكترونيا ضمن المنصات الجديدة، مع الحفاظ على المحتوى مع التحول الرقمي، لأن "المحتوى هو الملك"، مشيرا إلى سعي الجزيرة لتقديمه وعرضه في منصات متعددة للوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور، بمضاعفة للمحتوى، وتحسين للشكل، مع حفاظ على الهوية.
تحدي التنوع والمحلية
وضمن التحديات في المرحلة المقبلة، قال أبو هلالة إن "التنوع" من أكبر التحديات، بسبب طبيعة القناة ومتابعاتها العاجلة، مشيرا إلى أنها عملت على تفادي هذا التحدي عبر برنامج جديد هو "صباح الجزيرة"، الذي يغطي اهتمامات المرأة والشباب والطفولة، دون الخروج عن الإطار الإخباري للقناة ومتابعة العواجل.
وأشار أبو هلالة إلى أن البرنامج سيركز على "الشريحة التي لا تذهب لأعمالها"، وهم المرأة والأطفال، وطرح قضاياهم، بناء على أكبر شبكة عمليات إخبارية في العالم، من الأرياف والقرى والزراعة والميادين والميادين الشعبية والمطاعم الأوروبية، بعيون عربية، للعالم، وللعالم العربي، مستشهدا بأن "بعض العرب يجهلون بعضهم، فالحديث لخليجي عن موسم الزيتون، أو لأردني عن صيد اللؤلؤ، أو لمشرقي عن المغرب، أشبه بالعجائب"، مؤكدا سعي الجزيرة لسد هذه الفجوة.
أما التحدي الآخر، بحسب أبو هلالة، فهو تحدي المحلية، بسبب الطابع العربي للقناة، معتبرا أن "أكبر منافس للجزيرة هي القنوات المحلية، التي لا تستطيع منافستها".
وأكد أبو هلالة أن القناة استطاعت تجاوز هذا التحدي، بكونها "أول قناة في العالم فتحت صفحات محلية، بحسب البلدان العربية"، مشيرا إلى أنها "حققت حضورا مذهلا في هذا المجال، عبر تقديم منتجات خاصة للمقاطع المصورة على الإنترنت، مؤكدا أن القنوات الكبرى في العالم، مثل "القنوات الأمريكية، وبي بي سي، وفرانس 24، لا تملك قنوات محلية".
بالإضافة إلى ذلك، فقد كانت "الجزيرة"، بحسب أبو هلالة، أول قناة تستخدم تقنية البث المباشر على "فيسبوك"، للتغطية الإخبارية.
"ملتزمون بميثاقنا مع المشاهد"
وقال أبو هلالة إن "الجزيرة ملتزمة بميثاقها مع المشاهد، وفي اللحظة التي تتخلى عن ميثاقها، الذي تتوارثه عاما بعد عام، فإنه سيتخلى عنها".
وأوضح أن هذا الميثاق هو أن "تحافظ الجزيرة على المشاهد، وتعمل على توسيع شريحة المشاهدين، وأن تبقى قناة للرأي والرأي الآخر، حافلة بالتنوع والتعدد، ومتميزة بالجرأة والحضور، ساعية لتلبية احتياجات المشاهدين"، طالبا من المشاهد "السماح على الخطأ والتماس العذر عند التقصير".
"حشد برامجي"
وفي انطلاقتها الجديدة، الثلاثاء، تبدأ الجزيرة ببث مجموعة جديدة من البرامج الحوارية والوثائقية والمجلات التلفزيونية المتنوعة، ضمن تغيير فني وتقني شامل يتزامن مع احتفال الشبكة بالذكرى العشرين لإطلاقها، بحسب ما أعلنت القناة على موقعها.
وتعرض البرامج الجديدة مواضيع مختلفة، من بينها قضايا ثقافية واقتصادية وبرامج عن السفر والتجارب الملهمة وقصص النجاح، وبرامج حوارية سياسية في قوالب إبداعية ضمن تجديد في محتوى القناة يعتبر الأكبر منذ انطلاقتها وحتى الآن.
ومن بين هذه البرامج، سيقدم المذيع علي الظفيري برنامجا بعنوان "المقابلة"، يروي سيرة حياة شخصيات برزت في مجالات السياسة أو الفكر والثقافة والفن، أولهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتقدم فيروز زياني أسبوعيا برنامجا بعنوان "للقصة بقية" يناقش قضايا سياسية أو عامة تهم المشاهد العربي وتؤثر في حياته، يعرض البرنامج القضية بأبعاد مختلفة، حيث يطرح جزءا منها بشكل قصصي عبر وثائقي مدته نصف ساعة، ثم يستكمل بقيتها بحوار مع متخصصين ومهتمين، مع إتاحة فرصة للمشاهدين للتفاعل مع القصة عبر منصات التواصل الاجتماعي بأشكالها المختلفة.
أما المذيع محمود مراد، فسيقدم برنامجا أسبوعيا بعنوان "سباق الأخبار" يتناول الشخصية والحدث الأكثر أهمية خلال الأسبوع، وفقا لتصويت المشاهدين ويفتح النقاش حولهما في قالب تفاعلي جديد.
ومن بين العناوين الجديدة برنامج "خارج النص" الذي يتناول في قالب توثيقي نوعي الأعمال الأدبية والفنية التي أثارت الجدل أو منعت من النشر أو طالها مقص الرقيب.
أما برنامج "مغتربون" فيتناول في كل حلقة قصة نجاح شخصية عربية غادرت موطنها الأصلي، واستقرت في المهجر، بحسب "الجزيرة.نت"، بالإضافة إلى برنامج "المسافر"، الذي يطوف به المذيع حازم أبو وطفة بين دول مختلفة ليسلط الضوء على أهم معالمها الثقافية ومزاراتها السياحية.
وتأتي هذه العناوين لتضاف إلى أربعة برامج استقصائية أعلنت القناة عن إطلاقها مؤخرا، وستعرض ضمن "ساعة تحقيقية" مساء كل أحد.
وتعمل "الجزيرة" على إطلاق برامج أخرى تفاعلية وفنية وسلاسل وثائقية ستظهر تباعا في الأشهر القادمة، بالإضافة لبرامجها المعتادة، أبرزها: "الاتجاه المعاكس"، و"بلا حدود"، بحلة جديدة تواكب الشكل الجديد للقناة.