قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن هجوما بسيارة ملغومة نفذه مسلحون أكراد في مدينة ديار بكر بجنوب شرق البلاد الجمعة قتل ثمانية أشخاص وأصاب أكثر من 100 آخرين.
وقال يلدريم للصحفيين إن شخصا يشتبه في أنه عضو في حزب العمال الكردستاني المحظور قتل أيضا في الانفجار.
من جانبه، قال مكتب حاكم إقليم ديار بكر التركي إن الانفجار الذي وقع بأكبر مدن جنوب شرق تركيا، الجمعة، نجم عن انفجار سيارة ملغومة مضيفا أن الاعتقاد السائد هو أنه من فعل حزب العمال الكردستاني.
وقال في بيان مكتوب إن الانفجار وقع حوالي الساعة الثامنة صباحا قرب منشأة تابعة للشرطة في حي باجلار بمدينة ديار بكر.
وذكر المسؤولون أن سيارات إسعاف أرسلت إلى المكان بعد الانفجار، ويأتي بعد ساعات على توقيف رئيسي "حزب الشعوب الديمقراطي" وعدد من نواب هذا الحزب الموالي للأكراد في البلاد، في إطار تحقيق "لمكافحة الإرهاب" مرتبط بمتمردي حزب العمال الكردستاني، الذي تعده أنقرة إرهابيا.
واعتقلت السلطات التركية الزعيمين المشاركين لحزب الشعوب الديمقراطي، المؤيد للأكراد، وتسعة آخرين من نواب الحزب بالبرلمان في ساعة مبكرة الجمعة، بسبب إحجامهم عن الإدلاء بشهادتهم فيما يتعلق بجرائم ذات صلة "بدعاية إرهابية".
وقالت وزارة الداخلية التركية، إن أوامر اعتقال صدرت بحق 13 نائبا بالبرلمان، لكنه لم يتم اعتقال سوى 11 فقط لوجود اثنين من النواب التابعين للحزب بالخارج.
وقال محامون تابعون للحزب، إن الشرطة التركية داهمت منزلي زعيمي الحزب صلاح ديمرتاش وفيجن يوكسيكداج، في ديار بكر أكبر مدينة في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية.
وقال الحزب في تعليق على تويتر: "يدعو حزب الشعوب الديمقراطي المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراء ضد انقلاب نظام أردوغان"، في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وداهمت الشرطة أيضا وفتشت مقر الحزب في وسط أنقرة، وأظهرت لقطات تلفزيونية مسؤولين بالحزب يتشاحنون مع الشرطة خلال المداهمة، بينما قال شاهد إن الكثير من سيارات الشرطة والمركبات المسلحة أغلقت المداخل المؤدية إلى الشارع الذي يوجد به مقر الحزب.
وقال شاهد، إن مجموعة من المحتجين حاولت الوصول إلى مكاتب الحزب وهي تردد شعارات، لكن الشرطة أوقفتهم قبل أن يتمكنوا من دخول الشارع.
وترددت أنباء عن إيجاد صعوبة كبيرة في فتح مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك، بالإضافة إلى تطبيق واتساب للرسائل الفورية في أنحاء تركيا بعد بدء عمليات الاعتقال عند منتصف الليل.
وحزب الشعوب الديمقراطي هو ثالث أكبر الأحزاب في البرلمان التركي، حيث يمتلك 59 مقعدا من مقاعد البرلمان وعددها 550 مقعدا، وعادة ما يتمتع أعضاء البرلمان في تركيا بالحصانة من الملاحقة القضائية، لكن الحصانة رفعت عن الحزب المؤيد للأكراد في وقت سابق هذا العام.
وتتهم تركيا حزب الشعوب الديمقراطي بأنه له صلات بحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا منظمة إرهابية.