سارع رئيس النظام
المصري، عبد الفتاح
السيسي، إلى تهنئة نظيره الأمريكي، دونالد
ترامب، كأول رئيس عربي يقوم بتهنئة الرئيس الأمريكي الجديد، بفوزه بمنصب الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة الأمريكية.
وقال بيان صادر من الرئاسة المصرية، فور إعلان فوز ترامب، صباح الأربعاء، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتقدَّم بخالص التهنئة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، متمنيا له كل التوفيق والنجاح في أداء مهامه ومسؤولياته القادمة في رعاية مصالح الشعب الأمريكي الصديق الذي منحه الثقة في القيادة، ومتطلعا إلى تعزيز علاقات التعاون بين مصر والولايات المتحدة على المستويات كافة، على حد قوله.
وأضاف البيان أنه انطلاقا من العلاقة الاستراتيجية الخاصة التي جمعت بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية على مدار عقود كبيرة مضت، وإيمانا بالدور الهام والأهداف المشتركة التى تحققها، وتصونها تلك العلاقة في دعم استقرار منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وحماية مصالح شعوب هاتين المنطقتين، فإن جمهورية مصر العربية تتطلع لأن تشهد فترة رئاسة الرئيس دونالد ترامب ضخ روح جديدة في مسار العلاقات المصرية الأمريكية.
وقال إنه يتطلع إلى مزيد من التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة الشعبين المصري والأمريكي، وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها.
وتابع البيان: "تتوجه جمهورية مصر العربية بالتهنئة للشعب الأمريكي الصديق بمناسبة استكمال الاستحقاق الانتخابي الرئاسي بنجاح، متمنية دوام الرخاء والاستقرار والتقدم لشعب الولايات المتحدة الأمريكية".
اقرأ أيضا: دول تهنئ ترامب.. وأخرى "مصدومة"
إعلام السيسي يحتفي بالفوز وبكري ينتشي
واحتفت وسائل الإعلام المحلية بفوز ترامب، وأبرزت تهنئة السيسي له، وتطلعه لأن تشهد ولاية ترامب "ضخ روح جديدة في مسار العلاقات المصرية الأمريكية"، بحسب البيان.
وأعادت مواقع إلكترونية قريبة من سلطات الانقلاب، نشر ما قاله ترامب عن السيسي، وما قاله الأخير عنه، لدى زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، في أيلول/ سبتمبر الماضي، التي التقى فيها السيسي كلا من ترامب وكلينتون، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال السيسي، في حوار مع شبكة "سي أن أن" الأمريكية، إن المرشح الرئاسي الأمريكي عن الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، سيكون، قائدا قويا، بلا شك.
وفي المقابل، وصف ترامب السيسي، بأنه "شخص رائع"، وفق تصريحات نقلتها عنه قناة "فوكس" التلفزيونية، بعد اجتماعه مع السيسي، مضيفا: "إنه رجل رائع" و"كانت توجد كيمياء جيدة.. كان يوجد شعور جيد بيننا".
ومنتشيا بالفوز، قال الإعلامي الموالي لسلطات الانقلاب، مصطفى بكري، إن فوز ترامب يعني محاسبة أوباما لجماعة الإخوان، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وسجن هيلاري كلينتون.
وكتب بكري، عبر حسابه بموقع "تويتر": "هذا يعني أننا أمام متغيرات مهمة في الاستراتيجية الأمريكية في مواجهة جماعة الإخوان، وعناصر الإرهاب، يقابله تقارب مع البلدان التي تواجه الإرهاب، وفي المقدمة مصر والعراق".
وأضاف: "فوز ترامب هزيمة للإخوان والإرهاب ونهاية داعش ومنظمات الإرهاب في سوريا وعالمنا العربي، وأيضا إعادة النظر في قانون جاستا الذي استهدف التآمر على السعودية، وابتزازها".
وتابع: "فوز ترامب يعني انقساما حادا داخل المجتمع الأمريكي، وسجن هيلاري كلينتون، ومحاسبة أوباما على دعمه للإخوان"، مضيفا: "لا نهلل لترامب فكلهم سواء، لكن هناك متغيرات لا أحد يستطيع أن يتجاهلها، فوز ترامب يعني أيضا دعما بلا حدود للعدو الإسرائيلي، رغم توتر العلاقة بينه وبين نتنياهو، ومزيد من العنصرية ضد السود والعرب والمسلمين"، وفق قوله.
سر الغزل بين السيسي وترامب
وكانت تقارير إعلامية ذكرت أن الغزل المتبادل بين السيسي وترامب يعود إلى أسباب عدة أبرزها "تطابق الموقف المتطرف لكل منهما تجاه الحركات الإسلامية، إذ يضع كلاهما الأخيرة في خانة "التنظيمات الإرهابية"، بالإضافة إلى العداء المشترك لجماعة الإخوان المسلمين.
يذكر أن مستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط، وليد فارس، خرج عقب لقاء السيسي وترامب يوم 19 أيلول/ سبتمبر 2016، ليكشف أن ترامب تعهد للسيسي بالعمل على قانون يصنف جماعة الإخوان المسلمين بأنها "منظمة إرهابية"، وذلك في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية.
وقال فارس، في تصريحات لصحف مصرية، إن ترامب معجب بـ"تمكن السيسي من مواجهة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط التي تعج بالفوضى، وتعاني كثيرا من الإرهاب".
وفي السياق ذاته، قال محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تسفي برئيل، في تحليل نشرته الصحيفة الثلاثاء، تحت عنوان "في العالم العربي ينتظرون المدير الجديد للشرق الأوسط"، إن لدى بعض الزعماء بالشرق الأوسط أسبابا كافية للأرق، وهم يتابعون بقلق مؤشرات انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وأضاف أن أول هؤلاء هو السيسي، الذي هو في أمسّ الحاجة لدعم أمريكي قوي لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي تواجهها بلاده.
ورأى برئيل أنه في ظل تحسن العلاقات بين نظام السيسي وروسيا خلال الفترة الماضية، وحال فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة في واشنطن، المعروف بميله لبوتين، فسوف يجد السيسي فيه داعما جديدا، وسيصبح صديقا مشتركا لبوتين وترامب، وفق قوله.