فتح تمدد الصراع المحتدم بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس والقيادي الفتحاوي المفصول محمد
دحلان، وبلوغه أبعادا إقليمية، باب التكهن واسعا حول موقف الأردن من التشابك والتصعيد اليومي بين الطرفين مع اقتراب انعقاد مؤتمر حركة فتح السابع.
وعلى الرغم من عدم صدور تصريحات من مسؤولين أردنيين تحدد وجهة الدولة وموقفها من حالة الاشتباك، فإن فتور العلاقة بين عمان والرئيس عباس تشي باقتراب الأردن أكثر من مربع "القاهرة أبو ظبي دحلان".
ويرى المحلل السياسي شاكر الجوهري، أن "الأردن معني تماما بالتوصل إلى حل سياسي للقضية الفلسطينية، ويبحث عن كيفية تحقيق ذلك والخروج من حالة الاستعصاء التي تعصف بالمشهد السياسي بعيدا عن صراع الرئاسة داخل السلطة الفلسطينية وحركة فتح".
وأوضح الجوهري لـ
"عربي21"، أن الرؤية الأردنية للحل تبدأ من الداخل الفلسطيني بمصالحة حركتي فتح وحماس، وبإنهاء
الخلاف بين دحلان وعباس؛ الأمر الذي من شأنه أن يشكل عامل تحريك للأجواء السياسية الراكدة".
وأشار إلى أن الأردن يمارس ضغوطا على الرئيس عباس الذي يرفض في الحالتين المصالحة، رغم أن المصالحة مع "حماس" لا تأخذ طابعا جديا.
من جهته، قال المحلل السياسي ساري عرابي، لـ"
عربي21"، إن "موقف الأردن من الخلاف بين محمود عباس ومحمد دحلان مرتبط بمجموعة من العوامل، وليس موقفا ذاتيا قائما؛ فالعامل الإقليمي والعلاقة ببعض دول المنطقة التي تتبنى محمد دحلان في هذه الفترة، وتحديدا دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر، يدفعان الأردن إلى اتخاذ موقف توافقي ينسجم مع الرغبة العربية".
ما بعد عباس
ولفت عرابي إلى أن "الأردن كان يتبنى موقفا حياديا في السابق بين محمود عباس ودحلان؛ ولكن أظهر الأردن في الفترة الأخيرة أنه أكثر ميلا لمحمد دحلان نتيجة طبيعة العلاقة التي تربط الأردن بالإمارات ومصر".
وأشار عرابي إلى أن "عباس تعرض لضغوط عربية من أجل المصالحة مع محمد دحلان، وكان يرفض ذلك في كل مرة".
ورأى المحلل السياسي أن "المصالحة التي يريدها الأردن تأتي لسببين أساسيين؛ أولهما يتعلق بالأدوار الوظيفية لمحمد دحلان على مستوى الإقليم وبالضرورة على مستوى الحالة الفلسطينية؛ وثانيا أن الأردن دولة لصيقة، وهي أكثر الدول التي لها ارتباط تاريخي بفلسطين". وأوضح أن "انهيار السلطة الفلسطينية في مرحلة ما بعد محمود عباس، سيؤثر بشكل كبير جدا على الأردن، فهو معني باستيضاح صورة المشهد ما بعد عباس وضمان عدم انعكاس ذلك على الوضع الداخلي في الأردن".
الرباعية العربية
من جهته، اعتبر المحلل السياسي ماجد عزام، أن ما يسمى بالرباعية العربية (الإمارات والسعودية ومصر والأردن)، في وضع لا يسمح لها بالتدخل الجدي لإنهاء خلاف عباس-دحلان، وترتيب البيت الفلسطيني بسبب أوضاعه الداخلية والتحديات التي تعصف بالمنطقة.
وأكد عزام أن هذا "هو ما يشجع عباس على مزيد من التعنت في المصالحة مع دحلان، مستثمرا بذلك الموقف الدولي الذي يواصل دعمه".
وأشار عزام في حديث لـ"
عربي21" إلى أن "الأردن يهمه أن يكون البيت الفلسطيني منسجما؛ تمهيدا لأي تسوية أو حل سياسي في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية؛ لكنه لا يريد أن يكون طرفا في هذا الخلاف الحاصل بين دحلان وأبو مازن كما فعلت الإمارات ومصر، وهو يتصرف بحذر في هذا الملف".
ويخشى مراقبون من ارتفاع وتيرة التصعيد بين عباس ودحلان مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر حركة فتح السابع أواخر الشهر الجاري، بعد التراشق الإعلامي بين الطرفين إثر اتهام عباس المبطن لدحلان بالوقوف خلف اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.