نشرت صحيفة "الجورنال" الإيطالية تقريرا؛ تحدثت فيه عن العلاقات التي تجمع بين
إسرائيل ومصر، والتي بلغت ذروتها بفضل القاسم المشترك الذي يجمع بينهما، وهو مواجهة حركة
حماس التي تعدّ بمثابة "العدو المشترك" في قطاع
غزة.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن التعاون العسكري بين إسرائيل ومصر كان في الواقع نتيجة للوضع في سيناء، بعد توسع نفوذ تنظيم الدولة في المنطقة. وبسبب الأوضاع التي خرجت عن السيطرة في شبه الجزيرة، أذنت إسرائيل لمصر مرارا وتكرارا بنشر المزيد من الجنود والدبابات في سيناء، ووراء الحدود والمناطق المسموح بها بموجب اتفاقية كامب ديفيد.
وذكرت الصحيفة أن
مصر سمحت لإسرائيل في المقابل، في عدة مناسبات، بتنفيذ غارات جوية في سيناء، وهو ما يثبت الانسجام والتفاهم الذي لم يسبق له مثيل في أي مرحلة من المراحل التاريخية للعلاقة بين الجانبين.
ولفتت الصحيفة إلى أن العديد من المصريين يعتبرون أن إسرائيل تمثل تهديدا للفلسطينيين، حيث إنهم يتعاطفون مع الفلسطينيين ويرفضون رفضا قاطعا التطبيع مع إسرائيل؛ الأمر الذي برز مرة أخرى في عهد عبد الفتاح
السيسي. كما يرى المصريون أن التقارب العسكري بين إسرائيل ومصر سيكون له تداعيات سلبية، خاصة بعد أن تعاونتا على تدمير شبكة واسعة من الأنفاق التي بناها الفلسطينيون بين قطاع غزة وسيناء والتي تستخدم في تزويد حركة حماس بالسلاح، كما تقول الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن السفارة الإسرائيلية في القاهرة فتحت من جديد في تشرين الأول /أكتوبر 2015 كما أعادت مصر فتح سفارتها في تل أبيب؛ بعد بضعة أشهر. ومصر والأردن هما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان وقعتا معاهدات سلام مع إسرائيل، رغم أن هذه العلاقات الحساسة تمس بالقضية الفلسطينية.
وأفادت الصحيفة أن السيسي لا يخجل من إظهار فرحه بتوطيد علاقاته مع إسرائيل، وبتطور مستوى التعاون الذي تحقق بين الجانبين.
ورأت الصحيفة أن التعاون الوثيق بين مصر وإسرائيل يحظى دون شك بموافقة الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في المنطقة، أي تلك الأنظمة الملكية الموالية للغرب، في إشارة لدول الخليج والأردن.
وفي الختام، تحدثت الصحيفة عن محاور التعاون بين "إسرائيل" ومصر التي يمكن أن تكون مفيدة في التصدي "للأعداء المشتركين" مستقبلا، على غرار عزل إيران على المدى المتوسط والطويل، خاصة وأنه سيبقى من المستحيل تحديد الآثار المترتبة عن الانقسامات الحالية وعدم الاستقرار في المنطقة.