أكد مختصون أن
حرائق الغابات التي اندلعت قبل ثلاثة أيام في "
إسرائيل"، كشفت "ضعف وهشاشة" دولة الاحتلال التي باتت عاجزة عن السيطرة على تلك الحرائق، ما دفعها إلى طلب المساعدة من بعض الدول.
واندلعت العديد من الحرائق داخل "إسرائيل"، في الأحراش والغابات، وأدت سرعة الرياح إلى توسعها وانتشارها بشكل كبير، وهو ما دفع "إسرائيل" الأربعاء، إلى طلب إرسال مساعدات من عدة دول، من أجل السيطرة على الحرائق التي التهمت مساحات شاسعة من الأراضي في شمال الأراضي المحتلة.
وفي أعقاب اجتماع عقد الأربعاء، ضم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين
نتنياهو، ووزير الأمن الداخلي جلعاد أردان؛ قال نتنياهو في تصريح صحفي، إنه "طلب من سلاح الجو في الجيش الإسرائيلي، وطيران الإطفائية؛ المشاركة في إخماد الحرائق"، موضحا أنه "من الممكن أن نطلب من جيراننا مساعدة كهذه أيضا" وفق ما نقله موقع "i24" الإسرائيلي.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الدول التي طلب نتنياهو منها المساعدة هي اليونان وتركيا وقبرص وإيطاليا، إضافة إلى روسيا وكرواتيا، مشيرة إلى أن "أحوال الطقس والرياح تعيق قدرة طواقم الإطفاء الإسرائيلية على السيطرة على النيران بقوى ذاتية".
وألمح نتنياهو إلى وجود بعض الإشارات التي تدل على أن بعض الحرائق المنتشرة في أنحاء البلاد كانت متعمدة، وقال: "هناك أدلة على تعمّد بعض الحرائق".
دولة هشة
وقال الباحث في الشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد، إن "طريقة تعامل إسرائيل مع الحرائق المندلعة، واستنجادها بدول خارجية؛ يدلل على أنها غير مستعدة بشكل جيد لمواجهة مثل تلك الحرائق"، مشيرا إلى أنها "ليست المرة الأولى التي تستنجد فيها إسرائيل بدول خارجية في حالة حدوث حريق".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "عدم استعداد الاحتلال لأحداث كهذه؛ يشير إلى وجود ضعف وإهمال داخل هذه الدولة الهشة"، لافتا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يركز على الجانب الأمني والعسكري كثيرا؛ لأنه يستشعر الخطر ممن حوله، ويهمل أحداثا أخرى قد تقع، مثل هذه الحرائق".
وأوضح أبو عواد أن "مصدر قوة إسرائيل هو الضعف الإقليمي"، مضيفا أنه "لو كانت هناك دول إقليمية قوية توازي دولة الاحتلال؛ لما كانت إسرائيل تتمتع بهذه القوة".
وتابع: "الجبهة الداخلية لدى الاحتلال رخوة، ولا يعول عليها كثيرا، وهذا ما كشفته الحروب السابقة".
وحول تلميح نتنياهو إلى وجود فعل متعمد؛ بين الباحث أن رئيس وزراء الاحتلال "يريد شماعة كي يعلق عليها فشل حكومته في التعامل مع الحرائق"، مضيفا أن نتنياهو "عندما حمّل الحادثة لجهة فاعلة؛ تمكن بسهولة من طلب الدعم والعطف الخارجي".
وأكد أبو عواد أن "الجمهور الإسرائيلي بات يشعر بالخطر من جميع النواحي، كما أنه بدأ يفقد ثقته تدريجيا بالحكومة الإسرائيلية، وخاصة في مواجهة التحديات الحالية".
قوية بغيرها
من جانبه؛ لم يستبعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، عثمان عثمان، أن تكون هناك "دوافع سياسية قومية خلف تلك الحرائق"، مشيرا إلى أن "إسرائيل في حالة حرب مع الشعب الفلسطيني، ومن المشروع أن يستخدم الفلسطينيون مثل تلك الأدوات في إيذاء الاحتلال".
وقال لـ"
عربي21" إن ما حدث "يكشف أن جبهة الاحتلال الداخلية؛ غير قادرة على القيام بالأعباء الملقاة على عاتقها في حال وقعت حرب، أو حدثت انفجارات كيماوية في مخازن الأمونيا بحيفا أو مناطق أخرى"، مستدركا بأن "من المهم أن نتذكر أن هناك من يهب دوما لنجدة دولة الاحتلال، ولا يسمح بسقوطها".
وأضاف عثمان: "إسرائيل قوية ليس بإمكاناتها الذاتية، وإنما بإمكانات العالم الذي يدعمها ويقف بجانبها، إضافة إلى ضعف الدول العربية المحيط بها".
وسادت حالة من القلق المجتمع الإسرائيلي، بعد فشل الجهود الرامية لنقل خزانات الأمونيا من مدينة حيفا المحتلة، إلى صحراء النقب؛ وهو ما دفع "الكنيست" الإسرائيلي الاثنين الماضي، إلى عقد جلسة طارئة لبحث تداعيات هذا الفشل، حيث تشير التقديرات الإسرائيلية إلى احتمالية مصرع نحو 17 ألفا و500 إسرائيلي في حال انفجرت تلك الخزانات بسبب ضربة صاروخية، أو حدوث خلل ما، وفق ما نقله موقع "i24" الإسرائيلي.