لاقت مشاركة طواقم الدفاع المدني التابعة للسلطة الفلسطينية وبأمر من رئيس
السلطة محمود عباس في
إطفاء الحرائق المندلعة في مدينة حيفا شمال دولة الاحتلال استنكارا واسعا من قبل الفلسطينيين؛ الذين عبروا عن خيبة أملهم من السلطة التي امتنعت عن تقديم أدنى أشكال المساعدة لجهاز الدفاع المدني أثناء الحرب في غزة، فيما اعتبرت السلطة المشاركة بإخماد الحرائق واجبا إنسانيا.
استنكر مدير عمليات الدفاع المدني والناطق الإعلامي باسم دفاع مدني غزة الرائد رائد الدهشان ما أقدمت عليه السلطة الفلسطينية من تقديم المساعدة في إخماد الحرائق في حيفا في وقت تتجاهل فيه منذ سنوات مطالبات الجهاز واحتياجاته الملحة في قطاع غزة .
ولفت الدهشان في حديث لـ"
عربي21" للصمت المطبق من الحكومة في رام الله تجاه الأوضاع الصعبة لطواقم الدفاع المدني في غزة والتي تعاني من نقص كبير في المعدات والإمكانات فضلا عن قطع الرواتب عن كافة مرتبات الجهاز منذ سنوات .
تكيل بمكيالين
وقال الدهشان" طلبنا مرارا من حكومة الوفاق توفير معدات تساعدنا في تقديم الخدمات للمواطنين في غزة باعتبارها بؤرة حدث ساخنة ، لكن الحكومة لم تعر اهتماما لندائنا ولم تتعامل معنا بالعدل والإنصاف أسوة بالضفة الغربية التي وفرت لطواقم الدفاع المدني فيها كل الإمكانيات الحديثة ".
وأشار أن الحكومة تكيل بمكيالين فهي تهمش غزة وتعزز إمكانات الدفاع في الضفة ؛ بل وتشارك في إطفاء حرائق العدو رغم أننا طلبنا المساعدة منها في الحرب الأخيرة على غزة ولم تلبي النداء ".
وناشد الدهشان الحكومة برام الله بالقول " أبناء قطاع غزة يحتاجون مساعدتكم ..فصل الشتاء عالأبواب والإمكانات ضعيفة وجميع العربات والمضخات قديمة وبالية ولا تصلح للعمل".
من جهته اعتبر الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال في حديث لـ"
عربي21"؛ "أن توجه طواقم الدفاع المدني لإطفاء الحرائق في الكيان يعكس طبيعة الدور الذي تقوم به السلطة التي ارتبطت بالاحتلال".
وقال أبو هلال "هذا الموقف ليس غريبا على السلطة فهي دائما تقف في المكان والزمان الخطأ ..فالذي يقدم المساعدة الأمنية ضد أبناء شعبه لن يتورع عن تقديمها عبر إطفاء الحرائق ".
وذكّر أبو هلال بموقف السلطة إبان الحرب الأخيرة على غزة واتهمها بتقديم معلومات للاحتلال كان من شأنها زيادة حمم النار واللهب وزيادة أمد الحرب في غزة ".
ضمن الرسالة الإنسانية
وقال أبو هلال "حكومة التوافق الفلسطينية تمردت على التوافق وهي أداة في يد رئيس السلطة وأعوانه ولا تقدم أي شيء لغزة ؛ بل تقاسمها في لقمتها عبر فرض الضرائب وسرقة المساعدات التي تقدم لها ".
وكانت السلطة الفلسطينية أكدت في بيان مقتضب الخميس أن طواقم الدفاع المدني ستقدم المساعدة في إخماد الحرائق المندلعة في عدة مناطق في "إسرائيل".
وأوضحت أن المساعدة الفلسطينية ستكون من خلال إيفاد طواقم وإطفائيات، حيث ستنضم إلى الطواقم الدولية العاملة في هذا المجال. وأوضح أن طواقم الدفاع المدني لديها الأهلية والقدرة على تقديم مساعدة فاعلة لما تمتلكه من تدريب ومركبات ومعدات.
وأكدت أن ذلك يأتي ضمن الرسالة الإنسانية التي يحملها جهاز الدفاع المدني، وأنها ليست المرة الأولى التي يقدم فيها المساعدة لدول مختلفة، مثلما حصل مع زلزال هاييتي عام 2010، وحريق الكرمل عام 2011"