أثارت زيارة اللواء الليبي المتقاعد، خليفة
حفتر، إلى
روسيا، للمرة الثانية، تساؤلات حول الدور الذي يمكن أن تلعبه موسكو من أجل إنقاذ مشروع الجنرال الطامح لحكم
ليبيا، وما إذا كان سيطلب حفتر مجددا تزويده بالأسلحة، بعدما تم رفض ذلك خلال الزيارة الأولى في 27 حزيران/ يونيو الماضي.
والتقى حفتر -الذي وصل إلى موسكو الأحد- كلا من وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ووزير الخارجية سيرغي لافروف؛ لمناقشة الأوضاع الراهنة في ليبيا على الصعيدين العسكري والسياسي، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.
قاعدة روسية في بنغازي
من جهته، كشف موقع "ديبكا" الإسرائيلي، المتخصص في التحليلات العسكرية والاستخبارية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى للتدخل العسكري في ليبيا إلى جانب قوات حفتر، المدعوم من قبل مصر وبعض دول الخليج، مقابل أن تقيم روسيا قاعدة بحرية جوية ثانية في البحر المتوسط، على مسافة 700 كم فقط من أوروبا، مشابهة لقاعدة حميميم الروسية القريبة من اللاذقية، بحسب الموقع.
توازن عسكري
وفي هذا السياق، قال الضابط في رئاسة الأركان الليبية بطرابلس، العقيد عادل عبد الكافي، إن "هدف حفتر من زيارة روسيا هو إدخالها على خط الصراع داخل ليبيا، فالآن الولايات المتحدة الأمريكية تساعد بشكل عسكري في عمليات سرت، وهو يريد إشراك موسكو لإحداث توازن عسكري".
وأضاف لـ"عربي21": "أما بالنسبة لروسيا، فهي تريد أن يكون لها حصة من الكعكة الليبية، وطمعا في الوعود التي يعطيها حفتر لفرنسا وروسيا بأن يكون لهما قواعد عسكرية داخل ليبيا في ظل التحالف الروسي - الفرنسي غير المعلن، وأمام التمدد الصيني الهندي في أفريقيا"، موضحا أن "روسيا تأمل في وجود قاعده عسكرية لها في الشرق الليبي؛ من أجل تواجد مستمر في البحر الأبيض المتوسط"، كما قال.
من جهته، رأى المحلل السياسي الليبي، أحمد الروياتي، أن "
التسليح هو كلمة السر في زيارات حفتر المتكررة للدول الكبرى، ومنها روسيا، وهذه الزيارة تأتي لمواكبة المتغيرات السياسية العالمية، وأهمها وصول دونالد ترامب لرئاسة أمريكا".
وأوضح لـ"عربي21" أن "الزيارة لن تغير شيئا من المشهد؛ كون بقية دول أوروبا لن تسمح بتمدد أو تدخل روسي فى ليبيا؛ لأنه سيضر بمصالحها ومشاريعها التي تخطط لها في ليبيا؛ لذلك ستكون زيارته الحالية شكلية كسابقاتها، ولن يعود حفتر إلا بخفي حنين"، بحسب تعبيره.
اتفاق الصخيرات
وقال عضو حزب العدالة والبناء الليبي، المبروك الهريش، إن "الزيارة جاءت لاستغلال فرصة "عدم نجاح" الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات إلى الآن؛ لذا يراهن حفتر على تخلي الأطراف الدولية عن دعم الاتفاق، خاصة بعد الانتخابات الأمريكية الأخيرة.
وأضاف لـ"عربي21": "لكن التحالف الأمريكي الأوروبي لن يسمح بالتدخل الروسي في ليبيا على غرار ما حدث في سوريا، وهو ما يجعل رهان حفتر خاسرا"، وفق تقديره.
من جانبه، رأى الناشط السياسي، خالد الغول، أن "حفتر يبحث عن أي حليف يمكّنه من حكم ليبيا، فهو حلمه الذي سيعوض خيباته الكثيرة في محطات حياته، وربما وجد الأمريكيين والأوروبيين غير جادين في التعامل معه، فأراد أن يجرّب روسيا؛ ليحصل على الدعم، أو لتكون وسيلة ضغط يحقق بها ما يصبو إليه".
أمر مستبعد
لكن الكاتب الصحفي، فوزي الحداد، رأى أن "إقامة قاعدة عسكرية روسية في ليبيا أمر مستبعد جدا، فحفتر يسانده الروس في حربه ضد الإرهاب، وروسيا لديها حسابات تختلف عن الغرب، ومن مصلحتها الظهور كخصم للغرب في ليبيا، كما هو حالها في سوريا؛ لأن الغرب يميل إلى تمكين تيار الإخوان المسلمين على حساب التيار الذي يمثله حفتر بالنسبة لموسكو"، كما قال.
وأضاف لـ"عربي21": "الدعم الروسي لحفتر معروف، ومقابل ذلك فإن الجيش الليبي في حال تم رفع الحظر عنه، فإن صفقات التسليح -المقدّرة بالمليارات- ستجعل
السلاح الروسي حاضرا على حساب الشركات الغربية"، وفق تقديره.
ويفرض مجلس الأمن الدولي حظرا على صادرات السلاح إلى ليبيا منذ عام 2011.