اتهم
المغرب رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي بمحاولة "عرقلة قرار المغرب استعادة مكانه الطبيعي والشرعي داخل أسرته المؤسساتية الأفريقية"، مشددا على أن طلب عودته للمنظمة يحظى بمساندة وموافقة غالبية الدول الأعضاء فيها.
وقال بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، الأربعاء، إنه وبعد أن أخرت
نكوسازانا دلاميني زوما، رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، توزيع طلب المغرب على أعضاء الاتحاد "بشكل غير مبرر"، فإنها تواصل "تحركها للعرقلة، من خلال اختلاق شرط مسطري غير مسبوق ولا أساس له لا في نصوص ولا في ممارسة المنظمة".
وأوضح بلاغ للوزارة، أنه من خلال هذا الشرط المسطري الجديد، فإن رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي ترفض بشكل تعسفي رسائل دعم المغرب الصادرة عن وزارات الشؤون الخارجية للبلدان الأعضاء بالاتحاد الأفريقي، لافتة إلى أن رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي "تتناقض مع واجبها في الحياد ومع قواعد ومعايير المنظمة وإرادة بلدانها الأعضاء".
وشددت الوزارة على أن "المغرب يحظى حتى الآن، بالوثائق الداعمة، بالمساندة والموافقة الكاملة للغالبية العظمى للبلدان الأعضاء، التي تفوق بشكل كبير تلك المنصوص عليها في الميثاق التأسيسي للاتحاد الأفريقي"، مشيرة إلى أن هؤلاء الأعضاء سبق لهم أن وجهوا لرئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي رسائل دعم، رسمية وسليمة قانونيا، لقرار عودة المغرب إلى المنظمة الأفريقية ابتداء من القمة المقبلة.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس عبر في منتصف تموز/ يوليو عن رغبة بلاده في الانضمام سريعا إلى الاتحاد الأفريقي وذلك بعدما خرجت المملكة المغربية من المنظمة الأفريقية في 1984 احتجاجا على قبول ما يوصف "الجمهورية العربية الصحراوية" التي أعلنتها "جبهة
البوليساريو" من طرف واحد عضوا فيها.
ويحتاج المغرب لعودته مجددا للمنظمة الأفريقية، إلى التصويت على هذا القرار من غالبية ثلثي الدول الأعضاء.
وبدأت قضية الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب و"البوليساريو" من جهة، وبين هذه الأخيرة وموريتانيا من جهة ثانية إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1979 مع موريتانيا، التي انسحبت من إقليم وادي الذهب، قبل أن تدخل إليه القوات المغربية، عام 1991، بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأعلنت "البوليساريو" قيام "الجمهورية العربية الصحراوية"، عام 1976 من طرف واحد، اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضوا بالأمم المتحدة، ولا بجامعة الدول العربية.
وفي المقابل عمل المغرب على إقناع العديد من هذه الدول بسحب اعترافها بها في فترات لاحقة، وتسبب الاعتراف من طرف الاتحاد الأفريقي سنة 1984 إلى انسحاب الرباط من المنظمة الإفريقية. قبل أن تعلن الشهر الماضي رغبتها في العودة إلى المنظمة الأفريقية من جديد.
وتصر الرباط على أحقيتها في الصحراء، وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد استعادة المغرب لها إثر انتهاء الاحتلال الإسباني.