رغم أن أهله اضطروا إلى ترك منزلهم ومغادرة
حلب قبل أن يحاصر جيش النظام المنطقة، فضل المتطوع الشاب
أنس الباشا المكوث في المدينة وممارسة نشاطه كمهرج ليرسم البسمة على وجوه الأطفال، قبل أن يقتل تحت
القصف.
أنس، الذي تزوج قبل شهرين، كان لا يتردد في إرسال المال لمساعدة أهله، كما أنه تطوع في جمعية "فسحة أمل" الأجنبية؛ ليخدم أطفال مدينته دون أي مقابل.
ورغم أن أنس وزملاءه من المتطوعين يعملون في هذه الجمعية تحت ضغط نفسي رهيب، إلا أنهم يحاولون جاهدين دعم الأطفال اليتامى والمحرومين والمرعوبين نفسيا، متناسين خوفهم من كل ما يحيط بهم.
ونقلت وكالة "الأسوشييتد برس" عن زميلة أنس الباشا في الجمعية قولها، إنه "كان يبتكر مجموعة من "الاستكشات" المضحكة؛ ليضفي الفرح في قلوب الأطفال ويقرب من خلالها المسافات في ما بينهم".
مهمة أنس التطوعية كانت تقتضي منه ومن زملائه توفير الدعم النفسي، المعنوي والمادي لأكثر من 365 طفلا من 12 مدرسة، وتمكنوا بالفعل من رسم الفرح على وجوه الأطفال ولو للحظات قصيرة.
مقتل أنس الباشا، بعدما انهالت القذائف على أحد الأحياء المحاصرة في غرب مدينة حلب، جعل زملاءه الذين نجوا بأعجوبة يتوقفون عن عملهم مؤقتا، لكنهم أكدوا أنهم يأملون بمعاودة عملهم التطوعي في القريب العاجل، إذ قالت سمر حجازي إحدى المتطوعات في الجمعية "نشعر بتعب شديد، ونتوق إلى استعادة نشاطنا لنتمكن فعليا من متابعة عملنا".