قال وزير الخارجية الأمريكي، جون
كيري، السبت، إن "القصف العشوائي" الذي يقوم به
النظام السوري في
حلب يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، داعيا روسيا إلى محاولة وقف ذلك.
وأضاف في ختام اجتماع للقوى الداعمة للمعارضة السورية في باريس، أن "القصف العشوائي من قبل النظام ينتهك القوانين أو في كثير من الحالات يعدّ جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب"، ودعا روسيا إلى "بذل قصارى جهدها لإنهاء ذلك".
اقرأ أيضا: الجمعية الأممية تصوت بأكثرية لوقف إطلاق النار في سوريا
وفي باريس، عقدت عشر دول غربية وعربية تدعم المعارضة السورية اجتماعا للبحث في الوضع الإنساني في حلب.
وحضر الاجتماع المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، رياض حجاب.
ويتواصل القصف على الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قصفا جويا وصاروخيا استهدف منذ صباح السبت الأحياء المتبقية تحت سيطرة الفصائل في حلب، بينها أحياء الفردوس والمعادي وبستان القصر.
وردت الفصائل المعارضة بإطلاق قذائف صاروخية على الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام، ما أسفر عن مقتل "تسعة مدنيين"، وفق المرصد السوري.
وأفاد شهود عيان غرب حلب، بتحليق كثيف للطائرات الحربية في أجواء المدينة، ومشاهدتهم أعمدة دخان تتصاعد من الأحياء الشرقية.
ومنذ منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر، تمكنت قوات النظام مدعومة بمجموعات مسلحة موالية من إحراز تقدم سريع داخل الأحياء الشرقية، وباتت تسيطر على أكثر من 85 في المئة من مساحة هذه الأحياء، التي كانت تحت سيطرة الفصائل منذ عام 2012.
"قصف غير طبيعي"
ووصف المتحدث باسم الدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة "الخوذ البيضاء"، إبراهيم أبو الليث، القصف بأنه "غير طبيعي".
وأوضح خلال تواجده في جنوب شرق حلب أن "الشوارع امتلأت بالأشخاص العالقين تحت الأنقاض. إنهم يموتون لأننا غير قادرين على انتشالهم".
ويسعى النظام السوري إلى استعادة السيطرة على حلب، ثاني مدن البلاد، بأي ثمن، في خطوة من شأنها أن توجه ضربة موجعة للفصائل المعارضة. وفي حال نجحت في ذلك، سيكون النظام السوري قد أمسك بمفاتيح مفاوضات السلام.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرولت، بعد لقاء باريس، أن المعارضة "على استعداد لاستئناف المفاوضات (مع النظام) دون شروط مسبقة".
وعقدت العام الجاري ثلاث جولات من المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة السوريتين، بإشراف الأمم المتحدة، لكنها باءت جميعها بالفشل.
فرار المدنيين
ويجتمع خبراء روس وأمريكيون السبت، في جنيف، في محاولة "لإنقاذ حلب من دمار تام"، وفق ما كان أعلنه كيري.
ودفع التصعيد العسكري عشرات الآلاف من سكان الأحياء الشرقية إلى الفرار. وتوجه معظمهم إلى أحياء تحت سيطرة قوات النظام.
اقرأ أيضا: كيري يعلن عن اجتماع روسي أمريكي بجنيف لـ"إنقاذ حلب"
وأفاد المرصد السوري بـ"فرار أكثر من ألفي مدني" السبت، من الأحياء الشرقية.
وكانت الأمم المتحدة قد أعربت الجمعة عن قلقها، إزاء معلومات حول فقدان المئات من الرجال، بعد هروبهم من شرق حلب إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام، وكذلك منع آخرين من الفرار من مناطق المعارضة.