نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمحرر الشؤون السياسية بيتر وولكر، تقول فيه إن
بريطانيا أعلنت عن تبني تعريف جديد لمعاداة السامية، بشكل أصبح يضم أي شجب حاد لدولة
إسرائيل، مشيرة إلى أنه بهذه الطريقة فإنه لا يستطيع أحد التفريق بين نقد
اليهود، الذي يعد معاداة للسامية، ونقد سياسات إسرائيل ضد الفلسطينيين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن بريطانيا تعد من أوائل الدول التي ترى أن انتقاد إسرائيل هو شكل من أشكال المعاداة لليهود، وهي أول دولة تعمل بهذا التعريف الجديد، لافتا إلى أن الحكومة تبنت رسميا التعريف الذي يشمل شجبا حادا لإسرائيل، حيث قالت رئيسة الوزراء البريطانية
تيريزا مي، إن التعريف الجديد سيؤدي إلى مواجهة جرائم الكراهية ضد اليهود.
ويقول وولكر إن بريطانيا هي أول دولة تستخدم التعريف الذي تم الاتفاق عليه في أيار/ مايو الماضي في مؤتمر عقد في برلين تحت عنوان "التحالف الدولي لذكرى المحرقة"، مشيرا إلى أنه جاء في بيان من مقر رئيسة الوزراء في داونينغ ستريت أن التعريف "سيؤكد أن المذنب لن يبقى دون عقاب لمواقفه المعادية للسامية؛ لأن المصطلح لم يعرف بشكل جيد، أو لأن المنظمات المختلفة والجمعيات لديها تفسير مختلف له".
وتورد الصحيفة أن
معاداة السامية، بحسب تعريف "التحالف الدولي لذكرى المحرقة"، هي "مفهوم معين عن اليهود، يمكن من خلاله التعبير عن الكراهية ضدهم، وعادة ما تظهر معاداة السامية من خلال التعبيرات اللفظية أو الجسدية ضد اليهود وغيرهم، أو ضد ممتلكاتهم، أو ضد مؤسسات المجتمع اليهودي ومنشآته الدينية".
ويلفت التقرير إلى أن المؤتمر قدم لاحقا تفاصيل حول التعريف الجديد، الذي يضم انتقادات موجهة ضد إسرائيل، "فهم منها أنها تعني اليهود بشكل جماعي"، وأضاف أن "نقد إسرائيل، الذي يشبه النقد الموجه ضد أي دولة، لا يمكن اعتباره معاداة للسامية"، منوها إلى أنه بحسب المعلومات الإرشادية الأخرى التي تشرح التعريف، فإن من معاداة السامية هي اتهام اليهود بأنهم موالون لإسرائيل أكثر من دينهم أو لدولهم، أو وصف إسرائيل بأنها دولة عنصرية في جوهرها.
ويذكر الكاتب أن مظاهر القلق حول انتقاد إسرائيل، وتجاوزه لمعاداة السامية، جاء من خلال اللجنة التي أعلن عنها زعيم حزب العمال جيرمي كوربين، حول اتهامات معاداة السامية في داخل حزبه، حيث تم فصل نائبة كوربين في مجموعة الدعم "مومينتوم" جاكي وولكر في تشرين الأول/ أكتوبر، عندما تساءلت عن ضرورة توفير الإجراءات الأمنية للمدارس اليهودية، وحول يوم ذكرى الهولوكوست.
وبحسب الصحيفة، فإن عددا من النواب اليهود تعرضوا لتحرشات عبر الإنترنت، مشيرة إلى أن تم سجن رجل في تشرين الأول/ أكتوبر، بعدما أرسل رسائل معادية للسامية إلى النائبة لوسينيا بيرغر، بالإضافة إلى أنه تمت إدانة رجل آخر في كانون الأول/ ديسمبر؛ بسبب تحرشاته بنائب يهودي، من خلال رسائل ساخرة ومعادية للسامية.
وينقل التقرير عن متحدثة باسم كوربين، قولها إن حزب العمال يوافق على تعريف التحالف الدولي لذكرى المحرقة، وأضافت: "يتفق جيرمي كوربين وحزب العمال مع الرأي القائل إن اللغة أو التصرف الذي يظهر كراهية ضد اليهود هو معاداة للسامية، وأنها بغيضة وغير مقبولة".
وينوه وولكر إلى أن مي ستلقي اليوم خطابا، تقول فيه: "من غير المقبول أن تكون هناك معاداة للسامية في هذا البلد، والأسوأ من هذا هي التقارير التي تتحدث عن زيادة حوادثها، ونحن، بصفتنا حكومة، نقوم بالتغيير، والتعامل مع هذه التقارير، ونتبنى الإجراء المناسب، وهذا يعني أن هناك تعريفا واحدا لمعاداة السامية، سواء في اللغة أو التصرف، الذي يعبر عن كراهية ضد اليهود لأنهم يهود، وأي واحد يجرم في هذا فإنه سيتحمل المسؤولية".
وتبين الصحيفة أن الشرطة البريطانية بدأت تستخدم نسخة من تعريف "التحالف الدولى لذكرى المحرقة"؛ لمساعدة الضباط على ما يمكن اعتباره معاداة للسامية، لافتة إلى أن وزيرة الداخلية أمبير رود أعلنت في خطاب لها أن الحكومة ملتزمة بتوفير تعزيزات أمنية جديدة للمدارس اليهودية والمعابد وغير ذلك من مؤسسات المجتمع اليهودي.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن رود أشارت إلى تهديد التطرف الإسلامي، وتصاعد اليمين المتطرف، وقالت: "نتعامل مع أمن المجتمع اليهودي بجدية، وسنواصل وضع الإجراءات القوية والممكنة؛ للتأكد من توفير الأمن لهذا المجتمع وللمجتمعات الأخرى كلها".