ذكرت شبكة "فوكس نيوز"، الاثنين، نقلا عن مصادر لم تسمها، أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد
ترامب، سيختار الرئيس التنفيذي لشركة "إكسون موبيل"،
ركس تيلرسون، وزيرا للخارجية.
وفي وقت سابق، قال مسؤول بارز في الفريق الانتقالي لترامب، إن تيلرسون هو المرشح الأبرز لشغل منصب وزير الخارجية في الإدارة الأمريكية الجديدة.
وسيعلن ترامب صباح الثلاثاء، اختيار رجل الأعمال الذي اكتسب خبرته الدبلوماسية من إبرام صفقات مع دول أجنبية من بينها روسيا، لصالح أكبر شركة للطاقة في العالم.
وقال المسؤول إن ترامب اختار تيلرسون (64 عاما) بعدما دعمه عدد من الجمهوريين، بينهم وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر، ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، ووزير الدفاع السابق روبرت غيتس.
وكتب ترامب في تغريدة على "تويتر"، مساء الاثنين: "سأصدر إعلاني بشأن وزير الخارجية المقبل صباح غد (الثلاثاء)"، وهو آخر منصب رئيس في إدارته، لم يعرف بعد من سيتولاه.
وهناك أمر واحد مؤكد، هو أن وزير الخارجية لن يكون ميت رومني، حاكم ماساتشوسيتس السابق، الذي أعلن انسحابه من هذا السباق، الاثنين.
وكتب المرشح الجمهوري السابق للرئاسة في صفحته على موقع "فيسبوك": "كان شرفا لي أن يتم ترشيحي لمنصب وزير الخارجية لبلدنا العظيم". ووصف مناقشاته مع ترامب بـ"اللطيفة والمفيدة".
وذكرت شبكة "سي أن أن" أن ترامب اتصل به ليبلغه أنه لم يتم اختياره للمنصب.
وتربط علاقات أعمال وثيقة بين تيلرسون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي منحه وسام الصداقة الروسي في عام 2013.
وذكرت وسائل الإعلام الأمريكية، خصوصا "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" وشبكة "أن بي سي نيوز"، أن دونالد ترامب حسم خياره، وسيعلن تعيين تيلرسون.
والمرشحان الآخران المحتملان هما المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ديفيد بترايوس، والسيناتور بوب كوركر، الذي يتمتع باحترام كبير.
واختيار تيلرسون يتطابق مع الرغبة التي عبر عنها ترامب خلال الحملة، بتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، بعد توتر في السنوات الأخيرة، خصوصا بسبب الأزمة في سوريا.
لكن هذا المرشح لا يلقى إجماعا بما في ذلك في معسكر ترامب. وقال السيناتور الجمهوري، جون ماكين، لشبكة "سي أن أن" إن "هذا الرجل (بوتين) سوقي، وقاتل، ولا أعرف كيف يمكن أن يكون شخص ما صديقا لعميل سابق لجهاز الاستخبارات السوفياتي (كي جي بي)".
"صديق فلاديمير"
وأكد السيناتور الجمهوري، مارك روبيو، أن "الصداقة مع بوتين ليست صفة أتطلع إلى توفرها لدى وزير للخارجية".
وهذان الموقفان لا يبشران بمرور هذا التعيين بسهولة في مجلس الشيوخ الذي ينبغي أن يصادق عليه في تصويت.
وفي الوقت ذاته، سيحقق الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون في الهجمات المعلوماتية والتدخلات الروسية في الانتخابات الأمريكية، ما يعزز الضغط على موسكو، بينما يحاول ترامب التقرب منها.
وقالت وكالة الاستخبارات المركزية، في تقرير سري كشفت صحيفة "واشنطن بوست" مضمونه، الجمعة الماضي، إن روسيا تدخلت عبر هجماتها الإلكترونية في الحملة الانتخابية، بهدف محدد، هو مساعدة دونالد ترامب على الفوز، وليس بهدف زعزعة حسن سير الاقتراع.
لكن ترامب الذي سيتولى مهامه في 20 كانون الثاني/ يناير المقبل، يرفض هذه النتائج، ويهاجم جهاز استخبارات تلطخت سمعته بتقاريره الخاطئة بعد اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، عن الصلات بين صدام حسين وتنظيم القاعدة.
وأدلى ترامب بتصريحات من هذا النوع مرات عدة في مقابلات، وكرر ذلك الاثنين. وكتب على "تويتر": "إن لم يضبط القراصنة بالجرم المشهود، فمن الصعب جدا معرفة من قام بالاختراق. لماذا لم ينشر ذلك قبل الانتخابات؟".
"لا خبرة" دبلوماسية
الملف الآخر الذي سيتحتم على وزير خارجية إدارة ترامب معالجته بعد توليه مهامه في 20 كانون الثاني/ يناير، هو العلاقات مع الصين.
ومنذ مطلع الشهر الجاري، ضاعف ترامب تصريحاته المربكة حيال بكين التي كانت قد رحبت بانتخابه في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر.
وعزت بكين تصريحاته أولا إلى "عدم خبرته" في الدبلوماسية، لكنها وجهت الاثنين أول تحذير واضح من تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة غداة تصريحات له، هدد فيها بتغيير مسار 40 عاما من العلاقات الصينية-الأمريكية.
وأعربت عن قلقها من تصريحات ترامب عن إمكانية تراجع واشنطن عن دعم سياسة الصين الواحدة، إذا لم تقدم بكين تنازلات حول التجارة، وقضايا أخرى.
من جهة أخرى، ذكرت وكالة "بلومبرغ" أن رجل الأعمال الشعبوي الثري سيرجئ مؤتمرا صحفيا كبيرا كان يفترض أن ينظمه الخميس، ويتحدث فيه بالتفصيل عن الطريقة التي ينوي فيها التوقف خلال ولايته الرئاسية، عن إدارة إمبراطوريته العقارية الدولية لتجنب أي تضارب في المصالح.
وسيتم تأجيل المؤتمر الصحافي إلى الشهر المقبل، قبل توليه الرئاسة رسميا، لكن ترامب لم يحدد أي موعد بعد.