نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لمحررها للشؤون الدفاعية كيم سينغوبتا، ينقل فيه عن مسؤولين غربيين في مجال الاستخبارات، قولهم إن
تنظيم الدولة يسمح للبنات والأولاد في المناطق التي يسيطر عليها، باستخدام تطبيق على الحاسوب يسمح لهم بالدخول إلى المواقع الجهادية العنيفة، خاصة أنه يستخدم المقاتلين الصغار بشكل كبير في حرب البقاء، التي يخوضها في كل من العراق وسوريا.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن مسؤولين أمنيين وعسكريين، قولهم إن محاولة "خلق جيل جديد من الإرهابيين" تأتي وسط دفعة لتجنيد الجيل الشاب في الغرب؛ للقيام بهجمات ضد أهداف في أوروبا وأمريكا، والسفر أيضا إلى الشرق الأوسط للقتال هناك.
ويقول الكاتب إن عدد
الأطفال الذين يقاتلون على الجبهات في العراق وسوريا قد زاد، مشيرا إلى أن تقديرات زعمت أن العدد قد يصل إلى 50 ألف طفل، وذلك في ضوء الخسائر الفادحة التي تكبدها تنظيم الدولة في المعارك الأخيرة في كل من العراق وسوريا، حيث يقوم بالدفاع عن الموصل، التي تعد آخر معاقله في العراق، بالإضافة إلى مدينة الرقة، وهي عاصمة ما يطلق عليها الخلافة في سوريا.
ويضيف سينغوبتا أن حوالي 300 طفل مقاتل ماتوا في المعارك، معظمهم وهم ينفذون عمليات انتحارية، مرجحا موت آخرين في العمليات المقبلة، ويعتقد أن لدى تنظيم الدولة حوالي 1500 من أشبال الخلافة، لافتا إلى أن مسؤولين أمنيين يحذرون من مخاطر تلقين فكر التنظيم على نفسية الأطفال، وما سيحدث لهم عندما تنتهي المعركة.
وتلفت الصحيفة إلى أن شبكة الإنترنت تعد وسيلة عامة للتجنيد والتثقيف التي تستخدمها الحركات الجهادية للتأثير على الشباب في الغرب والشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الحكومة البريطانية كشفت عن أنه تم منع حوالي 50 شخصا من السفر إلى سوريا خلال الـ12 شهرا الماضية، وهو ضعف العدد المسجل العام الماضي (23 حالة)، في الوقت الذي قل فيه عدد الكبار الذين يسافرون إلى سوريا.
ويفيد التقرير بأن السلطات البلجيكية أعلنت الأسبوع الماضي عن اعتقال مجموعة من الشبان الصغار؛ بتهمة التخطيط لهجمات ضد المتسوقين في أعياد الميلاد، منوها إلى أن السلطات الألمانية اعتقلت في بداية هذا الشهر صبيا عمره 12 عاما في لودويغزشافين، أثناء محاولته تفجير قنبلة مسمارية.
ويذكر الكاتب أن تنظيم الدولة أقام أكشاكا أو مقاهي إنترنت، حيث يقوم الأطفال في مناطقه في العراق وسوريا بقراءة منشوراته أو مجلة "رومية"، بالإضافة إلى مواقع الإنترنت التي تدرسهم اللغة العربية، لافتا إلى أن مجلة "رومية" حلت محل مجلة "دابق"، التي أصدرها التنظيم، ويعكس اسمها ما يؤمن به التنظيم من حتمية المعركة الأخيرة بين الخير والشر، وذلك اعتمادا على روايات تقول إن بلدة دابق الواقعة في شمال سوريا هي أرض الملحمة بين الكفر والإيمان، لكن خسارة التنظيم للبلدة ومناطق أخرى أعطى صورة بأن الجهاديين ليسوا في موقع المنتصر حاليا.
وتنوه الصحيفة إلى أن صور الأسلحة والبنادق واضحة في مواقع الإنترنت المخصصة للأطفال، بالإضافة إلى المعالم المهمة في المدن الأوروبية، مثل
برج إيفل في باريس وساعة
بيغ بن في لندن.
ويورد التقرير نقلا عن العقيد جون دوريان، من قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، قوله: "ما يقوم به التنظيم هو فعل خسيس، فهو مستعد لاستخدام الأطفال في عمليات انتحارية، ورؤيته عن نهاية العالم مدمرة للمجتمع في كل مكان سيطر عليه، وما يريد عمله هو خلق مشكلة جيلية من خلال أيديولوجيته السامة"، ويضيف دوريان: "لقد قام التنظيم بتصميم تطبيق يستخدم لتغيير مبادئ الأطفال، ومن المفترض أنه لتعليم اللغة العربية، إلا أن الكلمات التي يتعلمونها تتعلق بالعنف والتطرف، مثل الدبابات والقنابل اليدوية، ويعطي الأطفال جوائز إذا قالوا إنهم مستعدون للقيام بهجمات في الغرب، والأهداف المقترحة هي
تمثال الحرية في نيويورك، وبرج إيفل في باريس، وبيغ بن في لندن".
ويتابع دوريان قائلا: "بالتأكيد نحن قلقون جدا مما يتعلمونه عبر التطبيق ومن تحويله إلى حقيقة، وفي الوقت ذاته نريد حماية هؤلاء الأطفال عندما يحين الوقت، خاصة أن ضررا كبيرا وقع عليهم، ويجب التخلص منه".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن غالبية الأطفال في صفوف تنظيم الدولة هم من السوريين والعراقيين، وبأعداد كبيرة من اليمنيين والمغاربة، لافتة إلى أن هناك حوالي 50 طفلا لعائلات بريطانية، انضم آباؤهم لصفوف التنظيم، بالإضافة إلى أعداد مماثلة من فرنسا وأستراليا ودول غربية أخرى.