دعا المرشح الرئاسي
المصري السابق، السفير عبد الله الأشعل، إلى تدشين منتدى للمثقفين والمفكرين العرب لإصلاح العلاقة بين الحاكم والمحكوم في العالم العربي، من أجل إنهاء الخلافات وتوحيد الجهود نحو إنقاذ الأمة.
أهمية المنتدى
وأضاف – في تصريحات لـ"
عربي21"-: "صارت الشعوب العربية في مواجهة حكامها الذين يحتكرون أدوات القوة، ويتهربون من التغيير وإصلاح العلاقة مع المواطن، ويزعمون الحديث نيابة عن الأوطان، وينصبون الأذرع القضائية والتشريعية والإعلامية، ويشخصنون العلاقات والقضايا بعيدا عن المصلحة العربية العليا"، منوها إلى أن ثورات الشعوب فشلت في دفع الحكام إلى التغيير المنشود لأسباب مختلفة، بحيث صارت الديمقراطية بعيدة المنال".
واستطرد قائلا: "من ناحية أخرى، انحدر العالم العربي إلى أحوال تهدد وجوده بشعوبه وموارده ونظمه. من ناحية ثالثة فشلت النخب العربية في القيام بدورها في أن تنتصر لقضايا الشعوب وتبصير الحكام بواجباتهم".
ولهذا يرى "الأشعل" أنه بات من الضروري تدشين منتدى للمفكرين العرب لإنقاذ الأمة التي قال إنها "تعرضت لكل أصناف الهوان، وصار العرب عالة على المجتمع الدولي، فتخلت عن دورها الحضاري بعد أن ضلت بوصلتها الحقيقية في العروبة والإسلام، فصار الجسد العربي والإسلامي مصابا بحالة سرطانية، توشك أن تودي بالعروبة والإسلام وبحياة شعوبهم".
ولفت إلى أن "التجمع مقترح لأكبر عدد من المثقفين والمفكرين العرب، ويكون لهم موقع الكتروني، ويعبرون عن ضمير الأمة العربية، ويحرصون على وقف المخاطر على وجودها وسلامتها والمؤامرة عليها والاضطراب الذي أصابها وجعلها عالة على الأمم الأخرى، بعد أن فقدت دورها وبوصلتها وتدفع للخروج من التاريخ عبر خطة منظمة، بحيث لا يبقى في المنطقة سوى الخرائب العربية، وعلى جثتها تنتصب إسرائيل والحركة الصهيونية".
عضوية المنتدى
وقال "الأشعل": "يشترط لعضوية المنتدى أن يكون مثقفا له أثره على الحاكم والمحكوم، وأن تغطي العضوية كل المنطقة العربية من داخل المنطقة ومن خارجها، كما يشترط ألا يكون مصنفا ضمن المعسكرات المتناحرة، وألا يكون قد احترق في مأساة النخبة، وله مصداقية عند قواعد المثقفين، وأن يؤمن بالأمة العربية ودورها الحضاري"، لافتا إلى أن اللجنة التأسيسية تناقش شروط العضوية وأوضاعها.
مهام المنتدى
وذكر "الأشعل" أن مهام المنتدى هي التعبير عن آمال الأمة وشعوبها والتعليق في كل المناسبات والأحداث الماسة بها، والإعلان عن موقف المنتدى من القضايا العربية، والسعي لتنقية الأجواء العربية وتسوية الخلافات وتقريب الهوة بين الحاكم والمحكوم، والدفاع عن القضايا العربية في مواجهة الخارج.
وأكد أهمية "الالتزام بمساعدة القدس وحقوق الشعب الفلسطيني وتطويره، والالتزام بالمبادئ التي تحكم عمل المنتدى التي تضعها اللجنة التأسيسية، وتنقية العلاقات بين الشعوب والحكام، وبين الشعوب بعضها بعضا وبين الحكام أيضا، وضرورة تحقيق الاصطفاف العربي بين الشعوب والحكام من أجل تحقيق مشروع النهضة العربية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتطوير الجامعة العربية".
وتابع: "يجب إدخال صيغة التوحد حول مشروع النهضة بصرف النظر عن التصنيفات الدينية والعرقية والطائفية، واعتماد المنهج العقلاني الذي يركز على الحرية السياسية والدينية وقبول الآخر المختلف على أساس أن العروبة ثقافة تتسع للجميع، كما أن الحرية الدينية تسمح باحترام عقائد الغير وحرياتهم الدينية".
وشدّد على ضرورة "نبذ الانقسامات والتقسيمات بين ألوان سياسية وطائفية، على أساس أن المصلحة العليا للأمة تحقق جميع المصالح الفرعية، ووقف تسوية الحسابات التاريخية والفكرية بين قوى واتجاهات تدفع الأمة ثمنها"، داعيا لحماية الأمة من التدخلات والتسللات الخارجية التي تزرع الفتنة وتشتت وحدتها.
ونوه إلى أن مهام المنتدى تشمل كذلك، "السعي لاحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون واستقلال القضاء وإشاعة العدل والحرية وإصلاح النظم السياسية والاجتماعية، وتحقيق الانسياب الثقافي والتواصل الاجتماعي والاتصالي بين شعوب الأمة".
دواعي إقامة المنتدى
وأكد أن هناك الكثير من الدواعي لإقامة المنتدى على رأسها حالة الانقسام داخل المجتمعات العربية، وبين الحاكم والمحكوم وضبط أحوال التغيير السلمي ومخاطر الاستبداد والتبعية، وحالة الانقسام بين الشعوب العربية، وحالة الانقسام بين النظم العربية، بالإضافة للضعف العربي العام وتفتيت الأوطان العربية والدخول في حروب أهلية واشتداد العواصف الإرهابية وتفاقم التدخلات الأجنبية، والتحالفات الأجنبية العربية.
آليات عمل المنتدى
وأوضح أن آليات عمل المنتدى تتمثل في إعادة ترميم بوصلة المصلحة العليا، وإعلان المواقف أو إبلاغ ذوي الشأن بها حسب المقتضى والمصلحة، والانحياز لهذه المصلحة العليا، وتصويب الإعلام العربي وترشيده، بحيث يكون أداة إيجابية لتحقيق أهداف المنتدى، وألا ينزلق إلى الانقسام والارتداد إلى حالة التردي الذي عانته الأمة عقودا طويلة.
كما تشمل تلك الآليات، إطلاق برامج لتوعية الرأي العام بأساسيات المعرفة والمواقف التي تساعده على المشاركة في صياغة القرار، وتشكيل لجنة العمل الطوعية التي تتابع تحقيق الأهداف وتنظيم مؤتمر سنوي للمراجعة، وإصدار نشرة أسبوعية وتحقيق التعاون مع المؤسسات العربية كافة.
ودعا "الأشعل" - الذي شغل منصب مساعد وزير الخارجية الأسبق- إلى التركيز على الإعلام والرأي العام، وتخصيص وحدة للقضية الفلسطينية في المجال الإعلامي والسياسي والدبلوماسي لتعزيز الساحة الفلسطينية، ودعم صمودها والدفاع عن القضية على كل المستويات القانونية والإعلامية والدبلوماسية.
وشدّد على أهمية "تكوين الكوادر العربية الشبابية وغرس الإيمان بمستقبل الأمة وتطوير الفكر العقلاني الحديث، والتعاون مع كل الهياكل القائمة من أجل الهدف المشترك (المؤتمر القومي العربي والإسلامي والاتحادات العربية)، واجتذاب أصدقاء مشروع النهضة العربية من مختلف القارات".
مبادئ عمل المنتدى
وأوضح أن مبادئ عمل المنتدى تقوم على "التفاهم بين الحاكم والمحكوم لتحقيق التغيير السلمي ونبذ القمع والقهر، وضرورة احترام حقوق الإنسان، واستبدال العلمانية والليبرالية والعسكرية والأمنية والدينية بالمنهج العقلاني لبناء المجتمع المدني، ونشر ثقافة القانون والديمقراطية".
ومن هذه المبادىء – بحسب "الأشعل"- إعادة بناء "النخب العربية التي فقدت البوصلة واستثمار طاقتها الإيجابية، واعتماد الوعي والعلم والتعليم والثقافة ونبذ الفساد والاستبداد والتبعية، والحرية الدينية وحماية الدولة لهذه الحرية واحترام التنوع والتعدد وثقافة الاختلاف الحضاري، ووضع استراتيجية لتحويل الطاقة الإرهابية للشباب والدولة إلى طاقة إيجابية".