صاحب ظهور "صدام"، نجل اللواء المتقاعد خليفة
حفتر، بزي عسكري ورتبة نقيب، جدلا كبيرا في الشارع الليبي، حتى بين مؤيدين حفتر، خاصة بعدما ظهر يجلس بجانب كبار القيادات العسكرية في قوات حفتر، في الأردن، وسط حالة تخوف من تكرار تجربة العقيد الراحل معمر القذافي، حيث عين أبناءه على رأس المؤسسة العسكرية ومنحهم الرتب العسكرية.
وأثار هذا الظهور؛ عدة تساؤلات، مثل: من منح نجل حفتر رتبة نقيب؟ وما المهمة التي سيكلف بها مستقبلا؟ وهل هناك علاقة بين هذا الأمر وعدم ثقة حفتر في كل من يحيطون به؟ وما مصير صدام حفتر السياسي والعسكري؟
ويشار إلى أن أحد المقربين من حفتر أكد لـ"عربي21"؛ أن اللواء المتقاعد لا يثق بمن حوله، وأنه يغير حراسته بين الفترة والأخرى.
لكن، اللواء عبد الرازق الناظوري، رئيس أركان القوات الليبية التابعة لحفتر، قال في تصريح خاص لـ"عربي21"؛ إن "صدام حفتر، هو ضابط في الجيش الليبي، بقرار من القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية، ورئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح"، حسب قوله.
صفقات السلاح
من جهته، كشف الضابط برئاسة الأركان الليبية بطرابلس، العقيد عادل عبد الكافي، أن "هذا الأمر له علاقة بصفقات السلاح، حيث يتولى نجلا حفتر، صدام وخالد، هذه الصفقات، ويمثلان والدهما فى المشهد العسكري الخارجي والداخلي، وهو ما أكده القيادي بقوات حفتر، صقر الجروشي، في تصريحات صحفية من قبل"، وفق عبد الكافي.
وأضاف لـ"عربي21": "رئيس البرلمان عقيلة صالح وداعمه خليفة حفتر؛ يهينان كل القوانين العسكرية"، وقال إن صالح "منح الرتب لمن لا يستحق، وعلى رأسهم حفتر (منحه رتبة مشير)، بل تم منح بعض الجنائيين رتبا عسكرية، ورتبة نقيب التي أعطاها لابنه المدني لا تعطى للضابط إلا بعد مرور ست سنوات خدمة وممارسة من تخرجه".
وحول دوره في المستقبل، قال عبد الكافي: "حفتر لا يثق بأى أحد إلا أبناءه، لذا حراسه الشخصيون هم أبناء عمومته فقط"، مضيفا: "في قضية
التوريث، قد يكون لأبنائه دور في المنطقة الشرقية المسيطرين عليها، وحاليا يقود ولداه أكبر كتيبتين. وعلى نفس خطى القذافي؛ يطلقون عليهم لواءات مجحفلة"، على حد وصفه.
ورأى رئيس جمعية التضامن لحقوق الإنسان الليبية، جمعة العمامي، أن "منح صدام حفتر هذه الرتبة وهو رجل مدني؛ يعطي دلالة واضحة على محاولة حفتر إيجاد مكانة لأبنائه في المؤسسة العسكرية".
وأوضح لـ"عربي21": "هذه الخطوة سوف تضعف موقف العسكريين من معسكر
عملية الكرامة (بقيادة حفتر)؛ الذين يطالبون ببناء المؤسسة العسكرية على أسس مهنية"، وفق تقديره.
رتبة رسمية
وعلق الناشط الحقوقي الليبي المقرب من حفتر، عصام التاجوري، بقوله: "كثر الحديث عن دور صدام ابن المشير (يقصد حفتر) وعلاقته بالمؤسسة العسكرية كونه مدني، وعندما أرسل الشاب إلى دورة عسكرية، أظن في الإمارات العربية، واجتازها، وتمت تسوية وضعها التراتبي وفقا لإجازته العلمية المتحصل عليها مسبقا، وهي الماجستير خرجت أيضا ذات الأوساط تستنكر وتشكك، وهذا أمر عجيب"، كما قال.
وقال لـ"عربي21": "اعتقد أن الالتفات إلى هذا الأمور مضيعة وقت، وعلى القيادة العسكرية (لقوات حفتر) أن تدير ظهرها لهذه الأمور"، مضيفا: "أما بخصوص الثقة استنادا لقيام ابنه (حفتر) بحراسته، فهذه قمة السخف، خاصة في مثل هذه الأوضاع الصعبة، وتنامي تغلغل جل مخابرات الدول المتربصة بالجيش وقياداته"، على حد قوله.
مجرم حرب
أما الكاتب الصحفي الليبي، مختار كعبار، فقد رأى من جانبه؛ أن "ما حدث يتعارض مع القانون العسكري الليبي، كون "صدام حفتر، يحمل الجنسية الأمريكية نظرا لإقامة والده جزءا كبيرا من حياتهم في الولايات المتحدة الأمركية، ناهيك عن كونه لم يدرس العسكرية ولم يحصل على دورة واحدة".
وقال لـ"عربي21": "حفتر يقوم بتهيئة نجله للقيام بدور ما من خلال إظهاره في وسائل الإعلام، أنه موفد لرؤساء أجانب، مثل مقابلة بوتين في زيارة سابقة إلى روسيا، وعدة زيارات إلى الأردن، لكن هذا لن ينجح، كون أغلب العسكريين، وخاصة في غرب
ليبيا، لن يقبلوا به، بعدما أعلنت مجموعة كبيرة من الضباط في بيان منذ فترة، بعد اجتماع لهم بالعاصمة طرابلس، أن حفتر نفسه مجرم حرب"، على حد وصفه.