شبَّه برلماني بريطاني حالي ووزير دفاع سابق ما تقوم به اسرائيل حاليا بالسر في
بريطانيا بالأفعال السرية التي كان يقوم بها جهاز الاستخبارات التابع للاتحاد السوفيتي (كي جي بي) خلال فترة الحرب الباردة.
ونقل الكاتب البريطاني المعروف
بيتر أوبورن في
مقال نشره موقع "ميدل إيست آي"، وترجمته "عربي21" عن السير نيكولاس
سواميس، وهو الحفيد الأكبر لزعيم بريطانيا في الحرب العالمية الثانية الراحل وينستون تشيرشيل، قوله "إن نشاطات السفارة
الإسرائيلية شبيهة بتلك التي كان يقوم بها عملاء المخابرات السوفياتية الكيه جي بي".
وكان سواميس قد شغل سابقا منصب وزير الدفاع البريطاني، كما أنه واحد من مجموعة من النواب البريطانيين الذين يطالبون الحكومة في لندن حاليا بفتح تحقيق شامل في المؤامرة التي تبين بأن السفارة الاسرائيلية ضالعة بها لإسقاط مجموعة من البرلمانيين ووزير حكومي بسبب مواقفهم المعارضة للاحتلال الاسرائيلي.
ونقل أوبورن عن سواميس قوله: "يرقى ذلك إلى مستوى ما كانت المخابرات السوفياتية تقوم به لإفساد الديمقراطية والتدخل في العملية السياسية القانونية".
كما لفت أوبورن في مقاله الى أن وزيرة الخارجية في حكومة الظل إيميلي ثورنبري قالت إن هذه الفضيحة "قضية أمن قومي"، وطالبت بناء على ذلك بفتح تحقيق جاد جدا.
ويتابع أوبورن: "نحتاج لأن نعرف ما إذا كان ماسوت قد اتخذ أي خطوات فعلية لإلحاق الضرر بألان دانكن، نائب وزير الخارجية، وبكريسبين بلانت، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم؟ هل تم استهداف أي من أعضاء البرلمان الآخرين من قبل الإسرائيليين؟ ماذا كان يعرف السفير الإسرائيلي مارك ريغيف عن نشاطات ماسوت؟ وإذا لم يكن يعرف، فلماذا؟".
ويضيف: "الأهم من ذلك، نحن بحاجة لأن نعرف من أين أتى ماسوت بالمليون جنيه إسترليني ليعطيها لجمعية أصدقاء إسرائيل في حزب العمال؟ وما هي الأموال الأخرى التي صرفها على المنظمات السياسية البريطانية؟ وهل تم دفع أي أموال بصفة شخصية لأي من أعضاء البرلمان ولغيرهم؟
وإلى أي مدى كان ماسوت مؤثراً وفعالاً في صياغة وتشكيل الخطاب السياسي داخل المملكة المتحدة؟".
ويؤكد أوبورن أنه "لو أن أي بلد آخر تورط في مثل هذه العملية – بما في ذلك الأقطار الحليفة مثل فرنسا والمملكة العربية السعودية أو الولايات المتحدة الأمريكية – لكنا في حاجة ملحة لنعرف الأجوبة على هذه الأسئلة.. قد تكون إسرائيل بلدا حليفا، ولكنها بالتأكيد ليست استثناء على القاعدة.
كما يرى أوبورن في مقاله أنه "إذا لم تبادر بريطانيا بالتحقيق في هذا السلوك الإسرائيلي المنحرف فإننا بذلك نعطي الضوء الأخضر لمزيد من مثل هذه العمليات الباطنية على التراب البريطاني".