أثارت تصريحات نائب الرئيس
العراقي السابق طارق
الهاشمي، عن اعتراف الجنرال
الإيراني قاسم
سليماني بعلاقته مع
تنظيم القاعدة ودعم بلاده للمليشيات العراقية، التساؤل حول أهمية تلك التصريحات في الوقت الحالي وما إذا كان سيترتب عليها شيء على صعيد العلاقة بين البلدين.
وكشف الهاشمي في لقاء تلفزيوني، السبت، إن قاسم سليماني أخبره في لقاء جمعهما في طهران عام 2007 أن بلاده على علاقة مع تنظيم القاعدة، وأنها تدعم في الوقت ذاته مليشيات عراقية وتخلق الفوضى في العراق تخوفا من الوجود الأمريكي.
وتبنى تنظيم القاعدة في العراق عندما كان يتزعمه الأردني أبو مصعب الزرقاوي، الكثير من العمليات العسكرية والتفجيرات في العراق، فيما تتهم الحكومة العراقية التنظيم بقتل المئات من المدنيين جراء تلك الهجمات.
ولمعرفة مدى تأثير تلك المعلومات التي أدلى بها الهاشمي في الوقت الحالي، رأى أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور مؤيد الوندي في حديث لـ"
عربي21" أن "لقاء الهاشمي مع سليماني تم في 2007 وفي هذا العام كان لا يعد ذا قيمة".
وأوضح، أن الفترة التي التقى فيها الهاشمي بسليماني في عام 2007 كانت الحرب الأهلية، وطوال تلك الفترة كان إنكار لحضور سليماني في الساحة العراقية، حتى ظهر بشحمه ولحمه ما بعد منتصف عام 2014، بعد وصول تنظيم الدولة إلى آمرلي وصلاح الدين.
وأشار الوندي إلى أن الحكومة العراقية بقيت لوقت طويل تنكر حضور هذا الرجل (سليماني) إلى حين تم تأطيره في عام 2015 بوصفه مستشارا عسكريا لها، والمفروض يكون تابعا لوزارة الدفاع أو الداخلية، لكننا نراه يظهر مع قوات الحشد الموالية لإيران.
كيف رد الحكومة العراقية؟
وعلى صعيد الحرج الذي يمكن أن تسببه هذه التصريحات للحكومة العراقية عن تعامل سليماني مع القاعدة، أعرب الوندي عن اعتقاده بأن تصريح الهاشمي لايدوا كونه يظهر للرأي العام كيف كان نفوذ سليماني مبكرا بالعراق، في وقت كان الجميع ينكر تدخله في السياسة العراقية.
واستبعد أستاذ العلاقات الدولية، أن "تعطي الحكومة العراقية أهمية لهذه الحقائق، وذلك لأنها منغمسة في قضايا أكثر أهمية، لأن العراق الآن يمارس الوساطة بين إيران والسعودية كما صرح وزير الخارجية إبراهيم الجعفري".
والحالة العراقية، بحسب قول الوندي، تستطيع برغم ما موجود فيها من خلل وشلل تستطيع أن "تستوعب" أكبر من موضوع حوار تم قبل سنوات بين الهاشمي وسليماني، فهناك الآن دخول عسكري أصبح إقليميا ودوليا ومخابراتيا في العراق.
وشدد أستاذ العلاقات الدولية في حديثه لـ"
عربي21" على أن أهمية هذه الحقائق التي كشفها نائب الرئيس العراقي السابق، تمكن في أنها تعطي تأكيدا للتدخل الإيراني في العراق ولاسيما شخص قاسم سليماني.
ولفت إلى أن "إيران تمتلك مليشيات في العراق منذ عام 2003 وبعضها أصبح جزءا من منظومة الأمن والقوات العراقية والبعض منها أصبح يدعي أنه جزءا من المنظومة السياسية في الوقت الذي مازالت تمارس أعمالا عسكرية وإستخباراتية".
وتربط العراق بعد الغزو الأمريكي له علاقة وطيدة بإيران، إذ أن معظم قادة الأحزاب الشيعية الحاكمة كانت تمارس المعارضة السياسية من إيران ضد نظام الرئيس العراقي الراحل صادم حسين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
وفي تلك الفترة نشأت أيضا أحزابا ومليشيات شيعية عراقية في إيران ومنها المجلس الأعلى بزعامة عمار الحكيم ومليشيا بدر بزعامة هادي العامري.
إقرأ أيضا
الهاشمي يفجر مفاجأة من العيار الثقيل عن سليماني (شاهد)