قبل حلول الذكرى السادسة لثورة 25 يناير بعشرة أيام، وفي أول
حوار شامل له مع بداية عام 2017، أطلق رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، عددا من التطمينات والوعود والرسائل للشعب
المصري، فيما يتعلق بمواجهة
الغلاء، والمشروعات الجديدة، متجاهلا قضايا الحريات وحقوق الإنسان، ومركزا على الشأن الاقتصادي، وقضايا التنمية.
جاء ذلك في الجزء الأول من حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية (الحكومية) المصرية الكبرى الثلاث: الأهرام، والأخبار، والجمهورية، وتنشره في أعدادها الصادرة، الاثنين.
واستغرق الحوار 250 دقيقة داخل قصر "الاتحادية" الرئاسي، ودمعت عين السيسي لدى الحديث عن معاناة الأسر المصرية قائلا: "سكوت الناس يؤلمني.. لا كلامهم".
وعود جديدة
وأطلق السيسي وعودا للعام الجديد بـ"تقليل معاناة المواطن، وإنشاء كيانات لتوفير السلع بأسعار مناسبة، ومواجهة الجشع والمغالاة بالقانون، وإنهاء 7 آلاف كيلومتر في المشروع القومي" وتطوير وتسليم مصانع مدينتي الأثاث والجلود لصغار الصناع خلال 9 أشهر، وعدم إغلاق الشواطئ لمصلحة طبقة دون غيرها".
وقال: "قبل رمضان القادم لابد أن يكون لدينا لحوم ودواجن وسلع أساسية بأسعار ليست منفلتة، إنما تناسب الناس"، بحسب قوله.
وأردف: "لن أترك الناس أسرى لآليات السوق الحر.. المواطن البسيط مستعد للتحمل ما دمت لا أبيع له الوهم، وأسير على الطريق الصحيح".
واستطرد: "أقسم بالله.. إن ما يتم على أرض مصر كان يصعب إتمامه في 30 عاما"، وفق زعمه.
رسائل.. بعد عام "كبيس"
ووجه السيسي في حواره عددا من الرسائل، فقال: "أقول للجشعين، توقفوا.. وبيني وبينكم القانون.. لن أترك الشعب أسيرا لكم".
كما وجَّه حديثه للمستثمرين قائلا: "أنتم مرحب بكم، والدولة تدعمكم، ولن يمسكم أحد، ونحن دولة قانون تحترم الناس، وتصون أموالهم".
وفي مستهل حواره قال: "تعرض الشعب لاختبار كبير حيث راهن العديد في الداخل والخارج على حدوث "عاصفة" تطيح باستقرار الوطن يوم 11/11/2016 اعتمادا على قيام الدولة بتحرير سعر الصرف، وتعويم الجنيه، وتحريك أسعار الوقود".
وتابع: "ربنا وحده يعلم ما أشعر به، وسكوت الناس يؤلمني لا كلامهم، والأمل في الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على تحقيق الخير من أجل الشعب المصري الصابر".
الجنود يأكلون "الزلط" لاقتصادهم
وفي الحوار، دافع السيسي عن استقلال الجيش باقتصاده وميزانيته عن اقتصاد البلاد وميزانيتها، فقال إن الجيش يبني قدرته الاقتصادية على مدار سنوات طويلة، ظل فيها الضباط والجنود يأكلون "الزلط" حتى لا تعاني القوات المسلحة مثلما عانت في حرب 1967، وحتى لا تضيق على اقتصاد الدولة، على حد قوله.
وتابع أن القوات المسلحة لم تحصل على قطعة سلاح واحدة من الموازنة العامة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، وإنما من موازنتها، لتخفيف العبء على المواطنين، بوصفها جزءا من الدولة.
ودون أن يحدد ما حجم موازنتها بالفعل، قال إن المشروعات الكبري تنفذها القوات المسلحة من موازنتها دون أن تحمل موازنة الدولة أي أعباء إضافية، وفق قوله.
أرقام ومشروعات
وحشد السيسي، في حواره، أكبر قدر من الأرقام والمشروعات التي قال إنه سيتم تنفيذها في العام الجديد، مبتدئا بالعاصمة الإدارية الجديدة التي قال إنه سيتم وضع حجر الأساس لها خلال أسابيع.
وأكد أنه سيتم الانتهاء من إنشاء أول مصنع مصري لإنتاج لبن الأطفال خلال 6 أشهر، وافتتاح مصنع للأدوية جار إنشاؤه منذ 3 سنوات لتوفير الأدوية المعالجة للأمراض المزمنة، والانتهاء من إنشاء 30 ألف صوبة زراعية قبل رمضان المقبل، وأكبر 3 مزارع سمكية بالمنطقة قبل مايو 2018.
وشدَّد على توفير 200 ألف رأس ماشية خلال عام ونصف العام، وإنهاء 7 آلاف كيلومتر في المشروع القومي، والانتهاء من مصنع لإنتاج 4 ملايين طن إسمنت يصل إلي 20 مليون خلال نهاية العام الجاري، مؤكدا أنه تم الانتهاء من إنشاء 3 مطارات في سيناء والقطامية وغرب القاهرة.
يبيع المزيد من الأراضي
وفي الحوار قال السيسي أيضا إن المشروعات القومية والكبرى كلها كان مقدرا لها 1400 مليار جنيه.
وأضاف: "لكننا نجحنا بالتدقيق، والمتابعة، وضغط التكاليف في النزول بالرقم إلى 1040 مليار جنيه، وقد يسأل البعض كيف سنسترد هذه الأموال؟
وأجاب: "أقول إن مساحة العاصمة الجديدة تبلغ 700 مليون متر مربع، وتبلغ مساحة كل من العلمين الجديدة وشرق بورسعيد 200 مليون متر، بينما تبلغ مساحة الجلالة 100 مليون متر، ومدن الصعيد الجديدة 100 مليون متر، والإسماعيلية الجديدة 100 مليون متر، أي إن هذه المدن تبلغ مساحتها 1400 مليون متر".
وتابع: "وبالطبع ثمن المتر المربع يختلف من منطقة لأخرى، فإذا قلنا إن ثمن المتر في المتوسط سيباع بألف جنيه، تكون الحصيلة 1400 مليار جنيه على الأقل، أي إن العائد من أراضي هذه المدن وحدها، يفوق كل ما أنفقناه على كل المشروعات من طرق وإسكان ومحطات كهرباء ومرافق ومدن جديدة وغيرها"، بحسب تعبيره.
وأخيرا، دافع عن تحرير سعر الدولار، فقال إن السعر الموجود حاليا ليس العادل.
أما عن القروض التي تحصل عليها مصر، فقال إنها تكون في أضيق الحدود، "ولا خطر علينا في السداد"، وفق زعمه.