قال مختصون في الشأن الفلسطيني، إن قيام "إسرائيل" بهدم قرية
أم الحيران الواقعة في النقب المحتل؛ هو حلقة من مسلسل "الجرائم الإسرائيلية" التي تهدف إلى "تطهير" الداخل الفلسطيني المحتل من العرب، ما ينذر باستمرار استهداف المدن والقرى الفلسطينية بالهدم والتدمير.
وحذر رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل، الشيخ
رائد صلاح، في تصريح سابق لـ"
عربي21"، من خطورة سياسة
الاحتلال الإسرائيلي التي تسعى إلى "تصفية" الوجود العربي الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948.
وأكد رئيس القائمة العربية الموحدة في الكنيست الإسرائيلي، أكد أيمن عودة، في تصريح له على صفحته الشخصية في موقع "فيسبوك" أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شخّص المواطنين العرب في الداخل المحتل "العدو رقم واحد".
اقرأ أيضا: ماذا قال الشيخ رائد صلاح لـ"عربي21" بعد الإفراج عنه؟
وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا قد صادقت في 5 أيار/ مايو 2015 على قرار الحكومة الإسرائيلية الذي اتخذته عام 2002 بهدم قرية أم الحيران وتهجير أهلها، وبناء بلدة "حيران" اليهودية ومرعى للمواشي على أنقاضها، وفق ما ذكره "المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل" (عدالة).
وأوضح المحامي الفلسطيني خالد زبارقة، أن نتنياهو "يتعامل مع كافة القضايا من الجانب الأيديولوجي الديني"، مؤكدا أن "ما يقلق إسرائيل وحكوماتها المتعاقبة؛ هو الوجود والتكاثر العربي في الداخل الفلسطيني المحتل".
وقال لـ"
عربي21" إن أذرع الاحتلال المختلفة "بدأت منذ سنوات في إعداد الدراسات والمخططات التي تستهدف الوجود الفلسطيني في هذه البلاد"، معتبرا أن "ما تقوم به حكومة الاحتلال اليوم من هدم للقرى الفلسطينية؛ هو فصل جديد من فصول
النكبة الفلسطينية التي بدأت عام 1948".
تكرار مشاهد النكبة
وقال زبارقة: "لقد بتنا نشهد اليوم وحدة حال بين أهلنا في كل من أم الحيران وقلنسوة وغزة ومخيم قلنديا والقدس وجنين وطولكرم وغيرها، حيث أصبح الجميع مستهدف من قبل الاحتلال، لا لشيء إلا لأنه عربي فلسطيني".
وطال تدمير القرى وهدم المنازل بالقصف والتجريف؛ كافة المدن والقرى الفلسطينية.
اقرأ أيضا: عودة: نتنياهو شخّص المواطنين العرب "كعدو رقم واحد" (فيديو)
وأشار المحامي الذي يقيم في فلسطين المحتلة عام 1948؛ إلى أن "الحكومة الإسرائيلية تتعامل بغباء وحماقة عالية جدا، فهي تريد أن تحملنا نحن مسؤولية غبائها وحماقتها، وهذا باعتقادي لن يحصل"، مشددا على أن "مأساة النكبة عام 1948 لن تتكرر، فالكل اليوم يفهم تبعات هذه الجريمة، والجميع متفق على أننا لن نتزحزح من أرضنا وبلادنا".
وحول المطلوب فلسطينيا؛ قال المحامي زبارقة: "علينا أن نتحد لمواجهة المخططات الإسرائيلية التي تستهدف حاضرنا ومستقبلنا، فكلنا مستهدفون".
تطهير عرقي
وحول أهمية موقع أم الحيران بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي؛ قال خبير الاستيطان والخرائط ونظم المعلومات الجغرافية، خليل التفكجي، إن هذه القرية "تقع بجوار العديد من المستوطنات الإسرائيلية، ولأجل حماية تلك المستوطنات يجب تطهير المنطقة من العرب وفق السياسية الإسرائيلية".
اقرأ أيضا: تصريح مثير لمذيعة بإذاعة الجيش الإسرائيلي يؤدي لطردها
وأضاف لـ"
عربي21" أن "إزالة أم الحيران تتيح ربط المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة؛ بالمستوطنات التي تقع خارجها"، لافتا إلى أن "سيطرة السلطات الإسرائيلية على المنطقة الإستراتيجية المرتفعة التي تتربع عليها قرية أم الحيران؛ تتيح لها الإشراف على منطقة بئر السبع بشكل كامل".
وأكد التفكجي أن "الجانب الإسرائيلي لديه مخطط في تلك المنطقة، وهو ما يتطلب إزاحة القرى العربية غير المعترف بها من قبله"، موضحا أن سياسية الاحتلال هذه "تأتي ضمن عملية تطهير عرقي كاملة على جانبي الخط الأخطر؛ بدأت من الجنوب، وتمتد إلى غور الأردن حتى منطقة بيسان شمالا".
واقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال، أمس الأربعاء، قرية أم الحيران، وقتلت المعلم يعقوب أبو القيعان (44 عاما) وجرحت آخرين، وذلك قبل البدء في هدم القرية الفلسطينية غير المعترف بها من قبل الاحتلال، حيث سادت القرية أجواء من التوتر الشديد، في حين توافد إليها العديد من الشخصيات الفلسطينية.
وساد الخميس إضراب عام وحداد في الداخل الفلسطيني المحتل، استنكارا لجريمتي القتل والهدم التي ارتكبتهما شرطة الاحتلال في القرية.