قدمت وزارة الاقتصاد والتجارة بدولة
قطر 9 نصائح لغرس التربية المالية في نفوس الأبناء وتعزيز السلوكيات الاقتصادية لديهم وتمكينهم من إدارة حياتهم باستقلالية عن الأهل في محطات الحياة الأساسية من تعليم وزواج وعلاج.
وأشارت من خلال هذه النصائح، إلى أن واحدة من أهم الطرق التي يمكن للأهالي اللجوء إليها لتطوير شخصية الطفل وصقل مهارات الاستقلالية لديه تتمثل في إعطائه مصروف الجيب بشكل منتظم منذ الصغر، وتدريبه على كيفية التصرف به.
ودعت الأهالي إلى ضرورة تعليم أطفالهم كيفية ادخارهم للأموال، من حيث التوضيح لهم أن المصدر الأساسي للمال هو العمل ولهذا لا يستطيع الإنسان أن ينفق إلا ما يجنيه، وتعليمهم أن الناس غالباً ما يوفرون المال من أجل شراء الأشياء التي يرغبون بها، وفي سبيل ذلك يمكن للأهالي تشجيع أطفالهم على امتلاك حصالة صغيرة أو صندوق لادخار المال بداخله.
وأشارت وفقا لصحيفة "الراية"، إلى أنه يمكن تشجيع الأطفال على ادخار جزء من مصروفهم لتحقيق أهداف خاصة بهم، كأن يقوم الأهل بحساب المال المدخر في نهاية كل شهر لديهم، من ثم التبرع بهذه الأموال إلى إحدى الجهات الخيرية؛ الأمر الذي يحفز الأطفال ويشجعهم على الاستمرارية.
ويمكن للآباء أيضا أن يضعوا جدولا يوضح عدد النقود التي استطاع أطفالهم ادخارها بما يسهم في تحفيزهم خاصة عند مشاهدتهم زيادة كمية النقود التي يدخرونها، ولفتت الوزارة أيضا، إلى ضرورة حرص الآباء على تبسيط الأمر لأطفالهم، بما يتناسب مع مراحلهم العمرية ومستوياتهم المعرفية.
وتطرقت إلى الخطوات الأساسية التي ينبغي على الأهالي اتباعها من أجل تعليم الأطفال الاستثمار، وأولى هذه الخطوات هي اصطحاب الأبناء إلى البنك وتشجيعهم على فتح أول حساب ادخار خاص بهم، عند جمعهم لمبلغ محدد من المال، حيث تتيح معظم البنوك فتح حسابات للأطفال بمبلغ بسيط من المال؛ وتعليم الأبناء كيفية التعامل الصحيح مع مصروفهم اليومي من خلال تعليمهم كيفية تقسيمه إلى ثلاثة أجزاء أساسية بحيث يتم تخصيص جزء منه للإنفاق اليومي، وجزء للادخار وجزء آخر للأعمال الخيرية مهما كان هذا المبلغ صغيرا.
والهدف من هذه الخطوة، هو تشجيع الأطفال على وضع أهداف معينة والسعي لتحقيقها، وكذلك حث الطفل على التمسك بالميزانية وضبط توزيعها وصرفها حسب نظام معين، مما سيؤدي إلى نتائج إيجابية نتيجة اتباع التخطيط السليم.
وقدمت الوزارة مثالا على كيفية تحقيق مبدأ الاستثمار، حيث أوضحت أنه في حال كان يبلغ مصروف الطفل اليومي 10 ريالات، وادخر منه مبلغ 2 ريال، عندها ستبلغ قيمة مدخراته 60 ريالاً شهرياً و720 ريالا سنويا، أما في حال كان يبلغ مصروف الطفل اليومي 30 ريالاً، واستطاع أن يدخر منه 5 ريالات، عندها ستبلغ قيمة مدخراته الشهرية 150 ريالاً و1800 ريال سنوياً، وفي حال وضع هذا المبلغ الأخير في البنك كوديعة ليستثمرها البنك، وكانت نسبة العائد السنوي للوديعة هي 2% على سبيل المثال، عندها ستبلغ قيمة الوديعة بعد مرور سنة 1836 ريالاً، وبعد خمس سنوات 9180 ريالاً، في حين ستبلغ قيمة الوديعة 18360 ريالاً بعد مرور عشر سنوات عليها.
ودعت الوزارة إلى الحذر من إظهار الثراء والغنى للأطفال عند مرافقتهم لهم في التسوق، حتى لو كان ذلك الأمر حقيقة.
كما ينبغي على أولياء الأمور الاستعانة بأطفالهم ومشاركتهم اتخاذ القرار فيما يتعلق باختيار السلعة من ناحية قيمتها ووزنها وتاريخ صلاحيتها. وبما أن الوالدين هما القدوة التي يتخذها الأطفال، فإنه ينبغي عليهما مراعاة هذا الأمر جيداً والحرص على عدم التبذير وإسراف المال فيما لا يجدي نفعاً. كذلك يمكن للأهالي مشاركة أبنائهم بمتابعة حركة الأسهم؛ مما يساعدهم على التعرف على دنيا المال والأعمال منذ الصغر.
وأشارت الوزارة أيضا إلى ضرورة اتباع الأهالي لأسلوب منتظم عند منح الطفل مصروف الجيب الخاص به، وذلك بحسب عمره واحتياجاته وقدرته على التعامل مع المال وكذلك تعليمه كيفية تقسيم مصروفه بشكل جيد، فهذه الخطوة تنمي لديه طرق التعامل الصحيحة مع المال وكيفية استخدامه في حياته اليومية.