شارك وفد يضم عددا من القيادات الحزبية والعسكرية والبرلمانية المصرية، الموالية لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، تحت اسم "وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية"، في الاحتفال بتنصيب الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، الجمعة.
وأدلى رئيس الوفد، أحمد
الفضالي، بتصريحات صحفية، لوسائل الإعلام المصرية، الأحد، زعم فيها أن قيادات الجيش الأمريكي، وكبار المحاربين الأمريكيين القدامى، يرون في ترامب
شجاعة السيسي، بحسب تعبيره، وذلك وسط قلق متنام بين الأذرع الإعلامية للسيسي من التقارب المصري مع إدارة ترامب، في ظل رؤيته المتطرفة للمسلمين، والمنطقة العربية، ودعمه لإسرائيل.
والتقى "وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية"، برئاسة الفضالي، - وهو في الوقت نفسه رئيس ما يُسمى بتيار الاستقلال وتلاحقه دعاوى قضائية عدة في مصر بالنصب والاحتيال- قيادات الجيش الأمريكي، وكبار المحاربين القدامى، في احتفالية التنصيب.
وزعم الفضالي أن عددا من ضباط الجيش الأمريكي المشارك في احتفالية التنصيب "أعربوا عن إعجابهم بالرئيس السيسي، وقيادته لمصر"، مشيدين بدوره الكبير في مواجهة الإرهاب والجماعات المتطرفة المسلحة، على حد زعمه.
وقال الفضالي، على هامش مشاركته في الاحتفالية، بحسب صحيفة "الوطن"، الأحد: "إن ضباط الجيش الأمريكي والشخصيات العامة الأمريكية يعتبرون الرئيس السيسي مثلا أعلى للضباط الأمريكيين ،وللعسكرية، والانضباط".
ونقل عن الجنرال الأمريكي، جون ميشيل، قوله: "إن السيسي خاض حربا شرسة وقوية ضد الإرهاب، وإن قيادته لمصر في هذه المرحلة العصيبة من تاريخها حالت دون وقوعها في أيدي المتطرفين"، وفق وصفه.
وأضاف ميشيل أن "نظام مصر الحالي مثَّل حائط صد ضد توغل تنظيم داعش الإرهابي في مصر، وأن العسكريين الأمريكين يرون في دونالد ترامب شجاعة السيسي، وهو ما سيؤدي إلى تشكيل درع قوية ضد الإرهاب في العالم"، بحسب قوله.
وتوقع الجنرال الأمريكي، أن تشهد المرحلة المقبلة علاقات استراتيجية قوية بين مصر والولايات المتحدة بعد وصول الرئيس ترامب لقيادة البلاد نظرا لتقارب وجهات النظر المختلفة في كثير من المجالات بين الإدارة المصرية بقيادة السيسي والإدارة الأمريكية الجديدة، على حد قوله، وفق صحيفة "الوطن".
"مكاسبنا وخسائرنا مع ترامب"
في مقابل هذه التصريحات، أعرب عدد من الإعلاميين الموالين لسلطات الانقلاب، عن قلقهم المتزايد من التقارب المصري مع إدارة دونالد ترامب.
ورصد الكاتب الصحفي المصري، عماد الدين حسين، تحت العنوان السابق، عددا من المكاسب والخسائر التي سيحصدها النظام المصري من فترة ولاية دونالد ترامب، بحسب رأيه، مؤكدا أن محاربة التطرف أحد أهم مكاسب النظام المصري من ترامب، لأنها تعد قاسما مشتركا بينهما.
وفي مقاله بصحيفة "الشروق"، قال حسين: "على الحكومة، وكل المصريين، أن يقلقوا كثيرا، وهم يتأملون الجانب الآخر الأكثر إظلاما في ترامب وفريقه، ترامب يتبنى وجهة نظر عنصرية شوفينية متطرفة ضد الإسلام والمسلمين، وليس فقط ضد المتطرفين والإرهابيين".
وواصل حديثه فقال: "هو أيضا ينوي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهو تطور في غاية الخطورة، ويؤيد ضم إسرائيل للكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، بل ويزايد على مصالح إسرائيل بصورة أكبر كثيرا من بعض الإسرائيليين أنفسهم.. هو يتبنى منطق الصفقات في كل شيء، من تجارة العقارات إلى المصالح السياسية، وهو منطق قد يقود إلى كوارث لاحقة في المنطقة والعالم".
واختتم رئيس تحرير صحيفة "الشروق"، مقاله بالقول: "فيما يخص موقف الحكومة المصرية، فهي قد تستفيد مؤقتا من سياسات ترامب بشأن التطرف والارهاب، لكن قد نجد أنفسنا ندفع ثمنا باهظا كعرب ومسلمين في الجانب الآخر"، حسبما قال.
"استعمار جديد للمنطقة العربية"
ومشاركا عماد الدين حسين شعوره بالقلق، نقل الإعلامي الموالي للسيسي، معتز بالله عبدالفتاح، عن أحمد منصور، ما كتبه على موقع "ساسة بوست"، وذلك في مقاله بصحيفة "الوطن"، تحت عنوان: "ترامب في مقعد القيادة"، الأحد.
وتوقع منصور أن تبدأ مرحلة جديدة كارثية في الشرق الأوسط، تحمل احتمالية واحدة للمنطقة هي بدء فترة استعمارية جديدة للمنطقة العربية، تقتسم فيها روسيا وأوروبا والولايات المتحدة، قوى الغرب إجمالا، منطقة صارت هي الأكثر تعقيدا في مناحيها السياسية الداخلية إلى درجة تناقضية الصراع، والأكثر تضاؤلا في المنحى الاقتصادي والإداري"، وفق وصفه.
وبحسب رأي منصور فإن: "هذا الحديث عن حقبة استعمارية جديدة مخالف لما يتداوله الباحثون والساسة حول مؤامرة غربية لإعادة ترسيم الحدود، إذ إعادة الترسيم وقتها ستكون جزءا تنفيذيا، وليس هدفا في حد ذاته".
"ترامب هو السيسي الأمريكاني"
ويُذكر أن صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نشرت مقالا للكاتبة المصرية، منى الطحاوي، تحت عنوان "السيسي الأمريكاني"، سخرت فيه من النزعة المتزايدة للرئيس الأمريكي الجديد في عسكرة الحكومة الأمريكية، وذلك في تشابه كبير مع نظام الديكتاتور المصري، وفق وصفها.