قال البيت الأبيض إنه في المراحل المُبكرة من المحادثات المتعلقة بتعهد الرئيس دونالد
ترامب نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى
القدس، وهي الخطوة التي أثارت غضب الفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، أمس الأحد في بيان: "نحن في المراحل المُبكرة جدا من مناقشة هذا الأمر".
وتوجد السفارة الأمريكية في تل أبيب مثل معظم البعثات الدبلوماسية، وتزعم إسرائيل أن القدس عاصمتها الأبدية، لكن الفلسطينيين يطالبون بالقدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 عاصمة لدولتهم المستقبلية. وللجانبين دوافع دينية وتاريخية وسياسية.
وكان ترامب تعهد خلال حملته الانتخابية في عام 2016 بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وأي قرار لتغيير الوضع القائم للقدس سيؤدي لاندلاع احتجاجات في دول حليفة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط مثل السعودية والأردن ومصر.
عباس يلوح بإجراءات
وجاء إعلان البيت الأبيض بعد لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع عاهل الأردن الملك عبد الله في عمان لمناقشة مسألة نقل السفارة. وقال عباس في وقت سابق إن عملية السلام قد تنهار إذا نفذ ترامب خطته.
وأضاف: "قلنا للسيد ترامب نتمنى ألا ينقل السفارة من تل أبيب إلى القدس لأن القدس من وجهة نظر إسرائيل مدينة موحدة وهذا غير صحيح طبعا وغير قانوني. وبالتالي في أي مكان ينقل السفارة ينقلها سابقا لكل ما يمكن أن يحصل في المستقبل، يعني أنه يعطل عملية السلام ولذلك نتمنى أن يوقف هذا وأن تبدأ المفاوضات على أساس الشرعية الدولية".
وأضاف: "نتمنى من الإدارة الأمريكية الجديدة أمرين، الأول أن تتوقف عن الحديث حول نقل السفارة للقدس، والثاني أن تنخرط معنا في مفاوضات جدية بيننا وبين الإسرائيليين للوصول إلى حل سياسي، وهذا هو أفضل شيء بالنسبة لنا وللإسرائيليين وللمنطقة كلها".
وأشار عباس إلى أنه جرى بحث إمكانية نقل السفارة، "ونقول إذا حصل فلدينا إجراءات اتفقنا على اتخاذها سويا مع الأردن ونتمنى من الإدارة الأمريكية ألا تفعل ذلك".
حماس تحذر
من جانبها حذرت حركة المقاومة الإسلامية حماس من "خطورة" نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، واعتبرت ذلك تجاوزا للخطوط الحمراء ولا يخدم الاستقرار في المنطقة.
ونقل وكالة "شهاب" الفلسطينية عن القيادي في حماس مشير المصري، قوله إن نقل السفارة تجاوز للخطوط الحمراء، مشيرا إلى أن الرد الأمثل على هذه الخطوة هو "بالتحلل" من الاتفاقيات مع الاحتلال وسحب الاعتراف به، مشددا على أن حركته ستتحرك على كل الأصعدة لمواجهة هذه الخطوة.
في السياق ذاته، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، إن نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، لن يخدم الاستقرار في المنطقة.
وأضاف أبو مرزوق في تصريحات، نشرها الموقع الرسمي للحركة، مساء أمس الأحد، أن توجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فلسطين "تُغري الإسرائيليين بمزيد من التطرف".
وتابع: "نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يشكل خطورة متزايدة، خاصة أنه صدر عن دولة بحجم الولايات المتحدة، (...) كل الإشارات والتصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي ومن حوله لا تعطي انطباعا بأنها تخدم الاستقرار في المنطقة ولا حتى أنها في صالح الولايات المتحدة نفسها".
يشار إلى أن الكونجرس الأمريكي وافق على قانون في عام 1995 يصف القدس بأنها عاصمة إسرائيل، ويقول إنها لا ينبغي أن تقسم لكن الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين استخدموا سلطاتهم في السياسة الخارجية لإبقاء السفارة في تل أبيب ودعم المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن وضع القدس.
ومنحت إسرائيل تراخيص بناء أمس الأحد لمئات المنازل في ثلاث مستوطنات في القدس الشرقية المحتلة، لأنها تتوقع عدم معارضة إدارة ترامب لمثل هذه المشروعات مثلما كانت تفعل إدارة أوباما.