ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن فريق الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب حذر
إيران "رسميا"، خاصة بعد قيامها باختبارات صاروخية.
وتقول الصحيفة في تقرير أعده مراسلوها جوليان بورغر وديفيد سميث في واشنطن، وسبنسر إكرمان في نيويورك، إن إدارة ترامب قالت إنها أرسلت "رسائل" لإيران بأنها تراقبها، في رد على الاختبار الصاروخي ومهاجمة الفرقاطة
السعودية من المتمردين الحوثيين، الذين تدعمهم طهران في اليمن.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن التهديدات، وهي الأولى من مستشار الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب،
مايكل فلين، جاءت في بيان، جاء فيه أن
الاختبارات الصاروخية يوم الأحد، والهجوم على الفرقاطة السعودية، يظهران "التصرف المزعزع للاستقرار في أنحاء الشرق الأوسط" لإيران.
ويذكر الكتّاب أن فلين لم يحدد الطريقة التي سترد فيها الحكومة الأمريكية على التطورات الجديدة، وعندما طلب من المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر تقديم تفاصيل، قال إن الرئيس يريد تفهيم الإيرانيين "أننا لن نقف مكتوبي الأيدي، ولا نتحرك ضد أفعالهم"، مشيرين إلى أن المسؤولين البارزين في البيت الأبيض لم يستبعدوا أي خيار، بما في ذلك الخيار العسكري.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول أمريكي بارز، قوله: "هناك عدد كبير من الخيارات المتوفرة للإدارة"، وأضاف: "سنقوم باتخاذ الأفعال المناسبة"، وأجاب عندما سئل عما إذا كانت الإدارة الأمريكية سترد عسكريا، قائلا: "نقوم بدراسة عدد واسع من الخيارات"، لافتة إلى أن المسؤول رفض التوضيح فيما إذا كانت الإدارة قد أرسلت رسائل تحذيرية لإيران، وقال: "نحن في الأسبوع الثاني، ولا نريد أن نتصرف بطريقة متعجلة أو غير ناضجة باتخاذ أفعال قد تكشف عن خياراتنا، أو تسهم في توليد رد فعل سلبي".
ويفيد التقرير بأن الإعلان لم يرفق بأي تغير في مواقف الجيش الأمريكي، ولا نشر إضافي للقوات في المنطقة، وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط: "شاهدنا البيان، ولا يزال الأمر على مستوى السياسة، ونحن بانتظار أوامر تأتي على الطريق، ولم يطلب منا تغيير أي شيء يتعلق بالعمليات في المنطقة".
ويلفت الكتّاب إلى أن وزارة الدفاع "البنتاغون" أعلمت بالتصريح، حيث طلب وزير الدفاع جيمس ماتيس من فلين تخفيف لهجته تجاه إيران، كما ورد في نسخة أولية من البيان، وفي ذلك الوقت كان ماتيس في طريقه إلى آسيا لزيارة اليابان وكوريا الشمالية.
وتورد الصحيفة نقلا عن الخبير في الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية علي فائز، قوله: "إنه تهديد فارغ أو تعبير واضح عن النية للحرب مع إيران.. ففي محاولة من الإدارة لأن تبدو قوية، فإنها قد تتعثر في حرب تبدو فيها حربا أفغانستان والعراق مثل التنزه في الحديقة".
وينوه التقرير إلى أن فريق ترامب عبر أثناء الحملة الانتخابية عن نيته اتخاذ موقف متشدد من إيران في حال وصوله إلى البيت الأبيض، واعتبر كل من فلين وماتيس إيران خطرا استراتيجيا للمصالح الأمريكية.
ويبين الكتّاب أن المسؤولين في البنتاغون أكدوا يوم الأربعاء أن ماتيس تحدث مع نظيره السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبحسب بيان الوزارة، فإن الوزير أكد "أهمية السعودية للمصالح الأمريكية، ومواجهة المخاطر الأمنية الاستراتيجية البارزة في الشرق الأوسط"، وبحسب البيان السعودي، فإن المحادثة تركزت على إيران، وعبر كلا الرجلين عن "رفضهما الكامل للنشاطات والتدخلات المريبة للنظام الإيراني وعملائه".
وبحسب الصحيفة، فإن فلين استخدم ظهوره في البيت الأبيض لتقديم تقرير لانتقاد إدارة باراك أوباما، التي ادعى أنها "فشلت في مواجهة النشاطات الخبيثة، بما في ذلك نقل الأسلحة ودعم الإرهاب، وغير ذلك من الانتهاكات للقوانين الدولية"، وقال فلين إن إيران بدلا من أن تشكر أمريكا على الاتفاقيات التي وقعتها مع الأمريكيين فإنها تبدو جريئة، "واليوم نحن نحذر إيران رسميا".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن صحيفة "نيويورك تايمز" كشفت أن فلين توصل أثناء عمله مديرا للاستخبارات العسكرية، إلى أن إيران تقف وراء الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2012، وطلب من مساعديه التحقيق، لافتة إلى أن الاستخبارات العسكرية لم تكتشف أدلة عن تورط إيراني، حيث كان العمل من تنفيذ جماعة أنصار الشريعة.