نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن
مذكرات القناص السابق في صفوف القوات البحرية الأمريكية، كيفن لاكز، التي دوّنها باللغة الإسبانية، في كتاب تحت عنوان "القناص الأخير"، وسرد فيها مشاعره تجاه عمله السابق في
العراق.
وقالت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته "
عربي21"، إن لاكز كان يطيح في السابق بالعديد من الأرواح. أما الآن، فقد أصبح يسعف الكثير منها. وعلى الرغم من اختلاف تجاربه، إلا أنه لم يندم أبدا على "قتل
الإرهابيين"، كما يقول.
وأوردت الصحيفة أن هذا القناص كان من النخبة التي تمثل نسبة اثنين في المئة من الجنود الذين لا يشعرون بالندم أبدا، خلال عمليات قتل العدو. وعلى الرغم من ذلك، فإن مظهر كيفن لا يوحي بأنه شخص من النوع العدواني جدا، فهو يبدو هادئا وودودا. وهو قادر على إصابة هدفه على بعد كيلومتر.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الوجه معروف في عالم السينما، إذ كان له دور في فيلم "القناص" (سنة 2014)، دوّن فيه ذكرياته التي عاشها خلال تجربته العسكرية.
وأضافت الصحيفة أن القناص الأمريكي قاتل في صفوف القوات البحرية الأمريكية، لمدة سبعة أشهر، في معارك الرمادي والفلوجة في العراق. وبالإضافة إلى ذلك، كان أحد القلائل الذين تمكنوا من نقل تجربتهم العسكرية، في كتابه الذي لم يحتو فقط على بيانات وتفاصيل المعارك، بل كان بمثابة نقل لتجربة عاطفية مشحونة بالمشاعر.
ونقلت الصحيفة عن القناص تعليقه على ما كان يقوم به خلال تجربته العسكرية، حيث قال: "لم يكن من السهل فعل ذلك، لقد كنت في موقف حساس، لكن كان يجب كتابة هذه المذكرات؛ لكي أخلّد قصة زملائي الذين فقدتهم في الحرب. لقد كانت تلك الفترة الأتعس في حياتي، وأكثرها حزنا. كما دونت ما حصل معي في هذه التجربة من وجهة نظر عاطفية، وهو ما ساهم في تحسين القصة".
وتابع قائلا: "في بداية الأمر، بدأت العمل كقناص مبتدئ. كما أنني لم أكن أعرف كيف أتصرف على أرض المعركة. في المقابل، كان زميلي كريس كايل الذي توفي في الحرب، يبث في نفوس فريقه الثقة في النفس، وكان بالنسبة إليهم يعتبر مثالا يقتدى به".
وأوضحت الصحيفة أن كيفن لم يفقد إلى الآن الكره الدفين، الذي يحمله تجاه عناصر تنظيم القاعدة في العراق، والذي مهّد لظهور تنظيم الدولة في البلاد. وقال إنه كان يرغب في شرح درجة الشر التي يتميز بها العدو، الذي كان "يصطاده" برفقة زملائه، من خلال كتابه.
ويواصل كيفن قوله: "لم يكونوا من الأشخاص الذين يحبون مجتمعهم، أو يعتنون بأبنائهم. لقد كانوا أشخاصا مثيرين للرهبة. لقد كانوا يقتلون المدنيين؛ لزرع الخوف في القرى. لم أشعر أبدا بالتعاطف تجاه هذا النوع من الأشخاص".
وبينت الصحيفة أنه كان لكيفن دور مزدوج يتراوح بين القتال ضد العدو، ومداواة أصدقائه في الحرب؛ نظرا لأنه كان مساعدا طبيا.
وفي هذا السياق، أشار في حديثه إلى أن العديد من زملائه لم يرغبوا في العودة للعمل كمساعدين طبيين بعد هذه التجربة، لكنه على عكسهم تماما، كان يرغب دائما في أن يساعد الناس. وقال إنه في العراق، كان يقتل الإرهابيين، ويساعد أصدقاءه في الوقت ذاته، وأنه عند مغادرته الجيش واصل بنفس العقلية.
وأضافت الصحيفة أن القناص الأمريكي قد خالجه شعور مختلط بين الحلو والمر، بعد أن تحدث عن تجربته. وقد أورد أنه بعد مرور عشر سنوات من وفاة أصدقائه، تمكن هو من تكوين عائلة، لكن أصدقاءه "لم يتمكنوا من فعل ذلك؛ لأنهم ضحوا بحياتهم، وخسروا كل شيء".
وفي هذا الصدد، يقول القناص: "انسحاب قوات التحالف، مهد الوضع إلى حدوث فراغ في السلطة في العراق، وساهم في توفير أرض خصبة لظهور تنظيم الدولة".
ويوضح أنه "يشعر وكأنه بمجرد توقفهم عن مراقبة البلاد والسيطرة عليها، توفرت الظروف المثالية لولادة تنظيم الدولة. كما أنه يشعر بالغضب أمام هذا الوضع، لكنه يعتقد أنه لم يفت الأوان بعد لحل هذه المشكلة".