نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها في واشنطن ديفيد سميث، يعلق فيه على أكاذيب المساعدة البارزة في البيت الأبيض
كيلي آن كونوي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الجدل بدأ عندما حاولت كونوي الدفاع عن قرار حظر رعايا سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة، حيث تحدثت إلى شبكة "أم أس أن بي سي"، قائلة إن عراقيين وصلا إلى الولايات المتحدة، وتعرضا للتشدد، وهما اللذان دبرا "
مجزرة باولينغ غرين".
ويقول سميث إن الذين يقومون بالكشف عن الحقائق سارعوا كالعادة في التحقق من كلام كونوي؛ لأن كل ما تتحدث به عن الإدارة مشكوك بصحته، ووجدوا أنه لم تحدث مجزرة بهذا الاسم، لافتا إلى أن تشيلسي كلينتون، ابنة المرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون، كتبت تغريدة وصفت فيها كلام كونوي بأنه "زيف"، وقالت لها: "لا تخلقي هجمات من لا شيء".
وتذكر الصحيفة أن كونوي، التي أدارت حملة دونالد
ترامب للرئاسة، ردت بكتابة تغريدة تقول فيها إنها "ارتكبت خطأ نزيها"، وإنها كانت تقصد إرهابيين وليس مجزرة، حيث قالت إنها كانت تريد القول "إرهابيا باولينغ غرين" في ولاية كنتاكي، اللذان أدينا بمحاولات إرسال المال والسلاح لتنظيم القاعدة.
ويفيد التقرير بأنه كشف يوم الاثنين أن ما قالته كونوي لم يكن حادثا منعزلا، حيث استخدمت كلمة "مجزرة" مرتين في لقاءين مختلفين مع الصحافيين، ففي 29 كانون الثاني/ يناير تحدثت إلى موقع "كوزمبوليتان.كوم"، وكانت واضحة في حديثها عن الحادث الذي لم يقع، قائلة: "جاء مواطنان عراقيان إلى هذا البلد، وانضما لتنظيم الدولة، وسافرا إلى الشرق الأوسط للتدرب وتحسين مهاراتهما الإرهابية، وعادا إلى البلاد لتدبير مجزرة باولينغ غرين لاستهداف الجنود الأبرياء"، لافتا إلى أن كونوي ظهرت في اليوم ذاته في شريط فيديو بثه موقع "تي أم زيد"، حيث قالت: "هناك عراقيان جاءا هنا، وأصبحا متشددين، وانضما إلى تنظيم الدولة، وكانا المدبرين لمجزرة باولينغ غرين ضد جنودنا الشجعان".
ويلفت الكاتب إلى أن النواب الديمقراطيين وجدوا فرصة ذهبية في يدهم، حيث قال المستشار البارز للجنة القومية للحزب الديمقراطي زاك بيتكناس: "أصبح واضحا أنه لم يكن خطأ نزيها أو خطأ عفويا"، وأضاف أن "إدارة ترامب يائسة، ولا تحظى بشعبية، وأن الحظر المعادي للمسلمين كان وراء اختلاق قصص عن الإرهابيين لتخويف الناس حتى يتقبلوه".
وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم جماعة الضغط الليبرالية "الديمقراطية من أجل أمريكا" نيل سروكا، قوله: "ليس غريبا أن الذين يقودون دونالد ترامب في البيت الأبيض يتبعون خطواته، بصفته كذابا بطريقة لم ير مثلها، وفكرة اختلاق هجمات إرهابية من أجل دعم سياسة متعصبة مثيرة للقرف"، وأضاف: "أي شخص لديه انحياز لترامب لا يشعر بالخجل، وأعتقد أنه يجب عليها (كونوي) الاستقالة، ولا شك لدي أنها ستظل جالسة في مكتبها الجميل في البيت الأبيض وتواصل إرسال النفايات".
وينوه التقرير إلى أن كونوي كانت ماهرة في إدارة حملة ترامب، إلا أن المهزلة الأخيرة تأتي بعد تعليقها حول "الحقائق البديلة"، التي أدت إلى السخرية بشأن نشر الأخبار المزيفة، مشيرا إلى أن ترامب رد سريعا على تهمة الأخبار المزيفة، فهاجم يوم الاثنين صحيفة "نيويورك تايمز"؛ لنشرها تقريرا عنه، وزعم غير مستند إلى أدلة أن الصحافيين يقومون بتجاهل الهجمات الإرهابية.
ويبين سميث أن ترامب خرج عن النص أثناء حديثه في القيادة المركزية في فلوريدا، وقال للجنود: "لقد شاهدتم ما حدث في باريس ونيس، ويحدث هذا في أوروبا كلها، ووصل الأمر إلى درجة عدم تغطيته (إعلاميا)، وفي الكثير من الحالات يقوم الإعلام غير النزيه بعدم تغطية الهجمات، ولديهم أسبابهم وأنتم تعرفون هذا".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن المتحدث الإعلامي باسم البيت الأبيض شون سبايسر، قال إن الرئيس كان يقصد أنه لا يتم الاهتمام بهذه الهجمات كثيرا وليس تجاهلها.