في الوقت الذي أجمع فيه
المعلقون الإسرائيليون على أن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب حرص على أن يظهر متبنيا موقف اليمين الإسرائيلي، في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، فإن بعض المعلقين استخلصوا أن ما صدر عن ترامب يدل على "عقمه".
وفي تعليق نشره موقع صحيفة "هآرتس"، الخميس، قال معلقها السياسي باراك رفيد إن ما صدر عن ترامب "يعكس عقما وعدم إدراك لطابع الصراع، وهو ما دلل عليه التناقضات الداخلية التي زخرت بها كلمته خلال المؤتمر الصحافي"، مشيرا إلى أن ترامب حرص بشكل خاص على "ترديد شعارات من أجل تسجيل نقاط سياسية داخلية".
وحذر رفيد من خطورة التعاطي "بجدية مع ترامب، فيتوجب عليك أن تأخذها بالإضافة إلى خمسة كيلوغرامات من الملح"، مشددا على أن كلامه يدلل على أنه وفريقه يحيطون بقضايا الصراع "بشكل محدود للغاية، وهم أبعد ما يكونون عن انتهاج استراتيجية واضحة".
ونوه رفيد إلى أن أكثر ما يعكس التناقض في تصريحات ترامب هو حديثه عن "الدولة الواحدة"، منوها إلى أن هذا "يمثل ضربة قوية للفكرة الصهيونية، ويتناقض بشكل تام مع خطاب اليمين واليسار والوسط الصهيوني".
واستدرك رفيد بأنه "لا يوجد ما يدلل على أن ترامب يعي مغزى ما صدر عنه من تصريحات".
وحتى دان مرغليت، كبير المعلقين في صحيفة "يسرائيل هيوم"، التي يملكها الملياردير الأمريكي اليهودي شيلدون أدلسون، الذي تبرع بـ100 مليون دولار لحملة ترامب، أشار إلى أنه لا يوجد ما يدلل على أن ترامب يعي "جوهر ومغزى فكرة الدولة الواحدة".
وفي مقال نشرته الصحيفة، التي تعد ناطقا غير رسمي باسم ديوان نتنياهو، في عددها الصادر اليوم الخميس، نوه مرغليت إلى أن الحديث عن دولة واحدة يعني "دولة ثنائية القومية لا يمكن أن تقبلها الحكومة الحالية".
في سياق آخر، حذرت صحيفة "معاريف" من خطورة العلاقات الشخصية القائمة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محذرة من أن هناك خطر أن يقوم ترامب بنقل المعلومات السرية التي أبلغه بها نتنياهو إلى الروس.
وفي تقرير نشرته اليوم، قال معلق الشؤون الأمريكية في الصحيفة شموئيل روزنير، إن هناك ما يبعث على القلق من طابع العلاقات الشخصية بين ترامب والروس، والتي يمكن أن تهدد الأمن الإسرائيلي.
يذكر أن صحيفة "يديعوت أحرنوت" قد نقلت قبل شهر عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن هناك احتمال أن تقوم الإدارة الأمريكية الجديدة بتسريب المعلومات الاستخبارية التي تحصل عليها من إسرائيل لروسيا.