أكد خبراء
فلسطينيون أن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب؛ لا يرى في سياسته الخارجية تجاه
القضية الفلسطينية "سوى مصلحة
الاحتلال الإسرائيلي، ما ينذر بمستقبل صعب للفلسطينيين؛ قد يدخل المنطقة في اهتزازات تهدد المصالح الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء".
وبحسب مراقبين ومحللين؛ فقد تعددت توجهات إدارة ترامب التي تتبنى تحقيق الرؤية الإسرائيلية، فمن التخلي بشكل غير مباشر عن
حل الدولتين، إلى الحديث عن نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة
القدس المحتلة، والتوسع
الاستيطاني، وترشيح المتطرف ديفيد فريدمان سفيرا لأمريكا لدى الاحتلال، والحديث عن إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة وجزء من أرض سيناء.
اقرأ أيضا: ماذا لو تخلت أمريكا بالفعل عن "حل الدولتين"؟
وأوضح الخبير في الشؤون الأمريكية، صبري سميرة، أن "ترامب يترجم فعليا ما صرح به أثناء حملته الانتخابية، من خلال محاولته منع اصدار قرار خاص بالاستيطان في الأمم المتحدة قبل تنصيبه، وتعيين كثير من المتشددين الداعمين لإسرائيل في إدارته".
ولفت إلى أن "توجهات ترامب تجاه القضية الفلسطينية؛ كحديثه حول نقل السفارة للقدس، واعتباره أن الاستيطان ليس عقبة في طريق تحقيق السلام، وعدم أهمية حل الدولتين لديه؛ تقلب السياسة الأمريكية رأسا على عقب"، مضيفا أن "ترامب يكشف بهذه التوجهات الغطاء عن حقيقة السياسة الأمريكية التي تبنتها وأوصلتنا إليها مختلف الإدارات الأمريكية المتعاقبة بما فيها السابقة".
مرحلة ضبابية
وقال سميرة لـ"
عربي21" إن "إساءة ترامب في إدارة ملف القضية الفلسطينية؛ من المرجح أن تؤدي إلى اهتزازات في المنطقة، ووقوع حروب أو انتفاضات، ما سيعود بالسلبية الكبيرة على السياسة والمصالح الأمريكية، وعلى إسرائيل ذاتها".
اقرأ أيضا: اللواء فرج بواشنطن: هل ينجح عباس بفتح قناة مع إدارة ترامب؟
وأضاف: "إننا نعيش اليوم مرحلة ضبابية، لكننا بدأنا نتعرف على ملامح سياسة ترامب التي تتميز برفع الأسقف، والضغط الشديد، والمطالب الكبيرة، وإرساء المتناقضات، وتعيين المتناقضين في الرؤى والحلول"، مؤكدا أن "ترامب بهذه الصفات؛ إذا وجد فرصة لتحقيق إنجاز فلن يتردد في ذلك".
من جانبه؛ قال أستاذ العلوم السياسية هاني البسوس، إن السياسية الأمريكية "ستحمل المزيد من التطرف والدعم لإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية في مسائل عدة، كدعم التوسع الاستيطاني اليهودي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتوسيع مدينة القدس المحتلة وتهويدها عبر ضم العديد من الكتل الاستيطانية".
وأوضح لـ"
عربي21" أن الإدارة الأمريكية الجديدة "لن تدفع باتجاه إقامة دولة فلسطينية في حدود الضفة الغربية"، مؤكدا أنها "ستعتمد إدانة أي عمل فلسطيني مناهض للاحتلال، حتى لو كان عملا يوافق القانون الدولي".
مواقف عدائية مسبقة
ورأى الخبير السياسي والاقتصادي عمر شعبان، أن "تركيبة الإدارة الأمريكية الحالية، والمواقف التي يتخذها ترامب، والقوانين التي يوقعها؛ تشي بأن أياما صعبة قادمة على القضية الفلسطينية"، مؤكدا أن "ترامب يتبنى ويؤيد المواقف الإسرائيلية بشكل كامل".
وقال لـ"
عربي21" إن "الأخطر من ذلك؛ أن بعض أعمدة إدارة ترامب الجديدة، سواء وزير خارجيته إليوت آبرامز، أم وزير دفاعه، أم غيرهما؛ لديهم مواقف مسبقة معادية للفلسطينيين"، لافتا إلى أن هذه الإدارة "تستوجب موقفا فلسطينيا مختلفا؛ يعمل على تغيير استراتيجية الفعل الدبلوماسي الفلسطيني، وتحقيق الوحدة الداخلية".
اقرأ أيضا: مختصون لـ"عربي21": مزيد من الاستيطان الاسرائيلي بسبب ترامب
وأضاف شعبان أن "آبرامز، صاحب نظرية فرض السلام بالقوة، يؤمن بوجوب أن تكون إسرائيل هي محور منطقة الشرق الأوسط، وهو من وضع شروط الرباعية عقب فوز حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية عام 2006، حيث نفذها مبعوثها للمنطقة توني بلير بكل دقة".
قناعات دينية
من جهته؛ قال الكاتب والمحلل السياسي، فايز أبو شمالة، إن "ترامب يتحرك وفق قناعاته الدينية بحق اليهود في أرض فلسطين المحتلة"، مؤكدا أن "الرئيس الأمريكي لا يفكر بشكل سياسي؛ بمقدار ما هو جاهز للعمل وفق ما يراه الساسة الإسرائيليون المطمئنون على مستقبلهم الأمني والسياسي مع ترامب".
وأضاف لـ"
عربي21" أن الإدارة الأمريكية وفق توجهات رئيسها "تعمل على تصفية القضية الفلسطينية على المستويين الفلسطيني والعربي، من خلال هتاف عربي للحل الذي سيجلبه ترامب وصهره اليهودي كوشنير"، مشيرا إلى أن "القضية الفلسطينية تعيش حاليا تحت رحمة الرؤية الإسرائيلية".