في أقل من أربعة أيام، تمكن أكثر من 850 مهاجرا إفريقيا في
المغرب من دخول جيب
سبتة الإسباني وبالتالي الاتحاد الأوروبي من خلال اقتحام السياج الحدودي على خلفية توتر بين الرباط وبروكسل.
وقالت السلطة المحلية في سبتة في بيان إن "نحو 600 مهاجر من جنوب الصحراء الإفريقية حاولوا الاثنين دخول سبتة نجح 359 منهم" في ذلك.
وأوضح متحدث باسم السلطة: "دخلوا بعد أن حطموا الأبواب بمناشير ومطارق"، متفادين تسلق السياج البالغ ارتفاعه ستة أمتار.
وحصلت عملية الدخول، بحسب المصدر ذاته، من "المنطقة الصعبة المراقبة نفسها" التي شهدت الجمعة دخول 498 مهاجرا من 700 حاولوا ذلك.
وبحسب إيزابيل براسيرو المتحدثة باسم الصليب الأحمر بسبتة فقد سجلت هذه المرة إصابات خطرة جدا بين المهاجرين "ونقلنا 11 منهم إلى المستشفى واحتاج ثمانية منهم إلى تقطيب جروح وثلاثة أجريت لهم صور أشعة".
وقالت السلطة المحلية إن "حارسين مدنيين ومهاجرا عولجوا من جروح خطرة بعض الشيء".
ويشكل جيبا سبتة ومليلية الإسبانيان في شمال المغرب الحدود البرية الوحيدة بين الاتحاد الأوروبي والقارة الإفريقية. ويتولى المغرب وإسبانيا مراقبة هذه الكيلومترات الثمانية من الحدود البرية.
وعلى المهاجرين الآن انتظار نقلهم إلى البر الرئيسي لفحص أوراقهم. ومن المرجح أن تجري إعادة معظمهم إلى المغرب أو إلى بلادهم.
وحاول أكثر من 1100 مهاجر العبور إلى سبتة في كانون الثاني/ يناير لكن معظمهم أعيدوا.
خلاف الرباط وبروكسل
لكن علاقات الرباط تشهد فتورا مع الاتحاد الأوروبي ولمحت من قبل إلى أنها يمكن أن تخفف من هذه المراقبة على المهاجرين.
ويدور خلاف بين المغرب والأوروبيين حول كيفية تنفيذ اتفاق التبادل الحر على منتجات الزراعة والصيد البحري.
وفي تحكيم صدر نهاية 2016 قررت محكمة العدل الأوروبية أن الصحراء المغربية ليست معنية بهذا الاتفاق لأن وضعها لم يتحدد حتى الآن من المجتمع الدولي.
ومنذ ذلك التاريخ تحتج جمعيات تدعم البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء المغربية، على بعض العمليات التجارية.
وحذرت وزارة الزراعة المغربية في 6 شباط/فبراير من أن أوروبا تعرض نفسها "لخطر حقيقي لاستئناف تدفق المهاجرين الذي نجح المغرب بفضل جهد كبير في إدارته".
وقال وزير الزراعة عزيز أخنوش في بداية شباط/فبراير: "يجب الآن أن تكون الأمور واضحة وصادقة بشأن المستقبل الذي نريد تطويره بين المغرب والاتحاد الأوروبي".