تحدث الفنان
اللبناني فضل شاكر عن وضعه الحالي في مكان إقامته بمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، وشدد فضل على أن ابنه سيكمل مسيرته الفنية وسيكون بجانبه، وفق ما أكده في لقاء مع صحيفة الحياة اللندنية.
يقيم "الفنان السابق" فضل شاكر في داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، وليس عند أطرافه التي تسيطر عليها المجموعات المتشددة، فشاكر ابن المخيم على الرغم من أنه لبناني، نشأ وترعرع في أزقته، وكان باشر غناءه في حفلات زفاف في عين الحلوة.
إقرأ أيضا: فضل شاكر يظهر مجدّدا ومعلومات جديدة حول "تسوية ملفه"
وأشار فضل إلى أنه حين لجأ إلى المخيم بعد أحداث عبرا، لم يقصد فيه المناطق التي لجأت إليها جماعة أحمد
الأسير في تعمير المخيم، وقرر الابتعاد عن مناطق نفوذ "جند الشام"، واختار إقامة أهلية يمكنه فيها أن يُجري مراجعة لتجربة يقول إنها كانت مريرة.
يتولى فضل شاكر تدريب ابنه محمد على الغناء، ومحمد الذي يبلغ من العمر 23 سنة أطلق أغنية "وجدانية" يقول فضل إنه راضٍ عنها، وإن لدى بكره "إحساسا" على الرغم من أنه يحتاج إلى مزيد من التدريب والجهد. والأغنية "وجدانية"، أي إنها لا ترغب في الإفصاح عن انتمائها، بين أن تكون امتدادا لأغاني فضل قبل "توبته" أو جزءا من مرحلة تحوله إلى "منشد"، لكن محمد منجذب إلى صورة أبيه المغني ويسعى إلى إحيائها مجددا.
وعن عودته إلى الغناء في حال خروجه من مخبئه، أجاب شاكر: "أنا فنان سابق"، وابني محمد سيُكمل مسيرتي وأنا سأكون إلى جانبه في رحلته.
أحداث عبرا
وينفي فضل شاكر بشدة أنه شارك في أحداث عبرا بين الجيش اللبناني وجماعة أحمد الأسير في حزيران/ يونيو 2013، ويشير إلى أنه كان باشر ابتعادا عن الشيخ أحمد الأسير وخلافا معه قبل شهرين من الأحداث.
وأكد شاكر أنه قبل أسبوعين من أحداث عبرا، طلب منه الجيش اللبناني تسليم الأسلحة التي في حوزة "مجموعة حمايته"، والتي يبلغ عدد أفرادها حوالي ثلاثين مسلحا، فوافق وطلب من قيادة الجيش إلغاء مذكرات الجلب في حق مرافقيه، وبدأت عملية تسليم الأسلحة مقابل إلغاء المذكرات، لكن أحداث عبرا استبقت استكمال العملية.
إقرأ أيضا: متهم يروي لأمن الدولة كيف انتقل فضل شاكر إلى عين الحلوة
ولا يخفي شاكر تذمره من أحمد الأسير، لكنه يبدي تذمرا أكبر من "ممثلي الطائفة السنية في السلطة"، وهو بذلك يشير إلى "تيار المستقبل" من دون أن يسميه، قئلا: "لقد تعاملوا مع ما جرى معنا كأننا المتسببون الوحيدون به، وتُركنا لقمة سائغة لخصومهم المفترضين"، ويُصر شاكر على أنه بريء، وأن التُّهمة الموجّهة إليه هي "الإساءة إلى العلاقات مع دولة شقيقة".
وبخصوص عدم تسليم شاكر نفسه إلى السلطات اللبنانية، رغم يقينه من براءته، فيقول إن "ما حصل معه خلال سنوات التواري الثلاث، دفعه إلى بعض الريبة من نيات كثيرين". ويشكو شاكر أيضا من استغلال كثيرين قضيتَه، وهو ما استنزف ثروته، إذ إنه اضطر لبيع معظم أملاكه لينفق على محامين ووسطاء تركوه في منتصف الطريق بعدما تقاضوا منه أموالا طائلة.
تجربة "الأسير"
يُفضّل شاكر أن يجيب عن سؤال عما إذا كان نادما على تجربته مع أحمد الأسير، بأنه يُجري مراجعة لتلك التجربة، وأن إقراره بالندم يعني اعترافه بأنه كان جانيا، في حين يُصر هو على أنه استُدرِج إلى مواجهة مع جماعة "
حزب الله"، وليس مع الجيش اللبناني، وأنه ومجموعته لم يُطلق رصاصة على الجيش ولا على الحزب.
وأوضح أن كل ما أقدم عليه هو مشاركته في تظاهرات احتجاج على نفوذ "حزب الله" في صيدا، وتنديد بجرائم النظام في سوريا، وهو ما لا يستحق ما طلبه له القاضي في القرار الظنّي بالسجن خمس سنوات.
وكشف فضل شاكر في المقابلة ذاتها مع صحيفة الحياة، أن دولة معادية لـ"حزب الله" كانت عرضت عليه قبل أحداث عبرا تمويل ترشُّحه إلى الانتخابات في صيدا، لكنه رفض وأكد لموفد هذه الدولة أنه "مجرد فنان متضامن مع الشعب السوري"، لكن خبر هذا العرض وصل إلى "تيار المستقبل"، فأثار غضبا ما زال شاكر يدفع ثمنه.