عاد الدولار من جديد للصعود مقابل الجنيه
المصري بعد نحو ثلاثة أسابيع من الخسائر المتواصلة، بعد تجدد الطلب على العملة الصعبة خلال الأيام الماضية.
وقال متعاملون في سوق الصرف بمصر، إن هناك طلبا "مفاجئا" على الدولار منذ منتصف الأسبوع الجاري، ومع عدم قدرة
البنوك المصرية على تغطية إجمالي هذا الطلب، بدأت السوق السوداء للعملة تعود من جديد لتدفع سعر صرف الدولار إلى الصعود مقابل
الجنيه المصري.
ولأول مرة منذ صدور قرار تحرير سوق الصرف وتعويم الجنيه المصري مقابل الدولار في شهر نوفمبر الماضي، يسجل دولار السوق السوداء أسعارا أعلى من الأسعار التي تقدمها البنوك المصرية، حيث وصل الفرق في السعر إلى جنيه واحد، في إشارة إلى عودة قوية لتجار العملة للسيطرة على سوق الصرف المصري من جديد.
وقال أسامة إبراهيم، مدير فرع إحدى شركات الصرافة بالقاهرة، إن هناك طلبا قويا على الدولار خلال الأسبوع الجاري، والبنوك المصرية لا توفر إجمالي الكميات المطلوبة، وبالتالي قفز سعر صرف الدولار إلى مستويات قياسية.
وأشار في حديثه لـ "
عربي 21" إلى أنه لا توجد أية معطيات حتى نتوقع استمرار انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري، بل إن المؤشرات كافة تؤكد أن الدولار سوف يصعد بقوة خلال الأيام المقبلة.
وأشار إلى الفترات الماضية التي سجل فيها سعر صرف الدولار ارتفاعات قياسية وتاريخية بعدما بلغ مستوى يقترب من 20 جنيها، كانت الحكومة المصرية أوقفت الاستيراد بشكل تام، كما أوقفت سياحة العمرة تماما، وبالتالي لن يستمر الحال ولن يظل الاستيراد مغلقا، كما لا يمكن استمرار وقف سياحة العمرة.
وأوضح أن الحكومة قررت قبل يومين إعادة سياحة العمرة، ولكن دون أن تصدر قرارات أو تعمل على نشر هذه القرارات في وسائل الإعلام، ولكن مع تسريب الخبر وبدء عودة شركات السياحة للعمل، فمن الطبيعي أن يعاود الدولار ارتفاعه مقابل الجنيه المصري.
وخلال تعاملات متأخرة من أمس الخميس، سجل سعر
الدولار الأمريكي في البنوك المصرية أسعارا تتراوح ما بين 15.62 إلى 16 جنيها.
في المقابل، قفز سعر صرف الدولار في السوق السوداء ليسجل مستوى 17 جنيها، بفارق يبلغ نحو جنيه واحد مع أعلى سعر قدمته البنوك لسعر صرف الدولار وهو 16 جنيها.
وكان السعر الأكبر للبيع بين تلك البنوك عند 16 جنيها للدولار في بنك "كريدي أجريكول" ومصرف أبو ظبي الإسلامي، وتلاهما بنك مصر إيران للتنمية بسعر 15.9 جنيها، والبنك المصري الخليجي بسعر 15.89 جنيها.