قتلت قوات تابعة للداخلية
المصرية أربعة أشخاص في منطقة كرداسة غرب القاهرة زعمت أنهم "قيادي
إرهابي و3 من مرافقيه كانوا يخططون لتنفيذ عمل عدائي كبير خلال الفترة المقبلة".
وقالت الوزارة في بيان لها إنها توصلت لمعلومات تفيد بأن ما أسمته "إحدى البؤر الإرهابية التي تعتنق أفكارا تكفيرية ويقودها سامح محمد فرحات عبد المجيد تعقد لقاء تنظيميا مع عناصرها للإعداد والتخطيط لتنفيذ عمل عدائي كبير".
وأوضحت أنها قامت بمهاجمة "العناصر" بعد "استئذان النيابة العامة والتي باشرت التحقيق بعد الهجوم" على حد قول الوزارة.
ولفت البيان إلى أن "عناصر البؤرة الإرهابية" بادروا إلى إطلاق النار على الشرطة والتي ردت بالمثل لتنتهي العملية بمقتل 4 أشخاص.
وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيه الداخلية المصرية عن قتل أشخاص بزعم أنهم عناصر جماعات إرهابية ليتبين في معظم الحالات أنهم مصريون معارضون للانقلاب وفي بعض الحالات للتغطية على ممارسات نظام الانقلاب مثلما حدث مع عمال قتلتهم الشرطة في القاهرة بزعم أنهم أفراد عصابة أشرفت على تعذيب وقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني والتي تشير العديد من المعطيات أن الأمن المصري متورط في خطفه وتعذيبه وتصفيته.
من جانبه قال الموقع الرسمي لحزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين بمصر إن "مليشيات الانقلاب اغتالت مجددا 3 شبان من رافضي الانقلاب من أهالي كرداسة وبني مجدول".
وأشار الموقع إلى أن الشبان هم "عبد الرحمن محمد النائي وعبد الحكيم العكيزي وأمين إبراهيم عيسى"، مضيفا أن "بيان داخلية الانقلاب كان يزعم تخطيطهم لأعمال تهدف لزعزعة الأمن".
ولفت إلى أن الحادثة تأتي بعد يوم واحد من اغتيال 5 شبان أمس الخميس، اثنان منهم في كرداسة وثلاثة آخرون في منطقة فيصل "ضمن سلسلة إجرامية بدأت داخلية الانقلاب تقترفها باستهداف أبرياء بالقتل دون ذنب أو مسوغ قانوني، الأمر الذي يمثل جريمة قتل عمد لا تسقط بالتقادم".
المحلل السياسي والمعارض المصري، أحمد حسن الشرقاوي قال إن
السيسي يواصل عمليات القتل الممنهج والإعدامات، خارج إطار القانون.
وقال الشرقاوي لـ"
عربي21" إن عمليات التصفية الميدانية لا يمكن أن تتم بوجود نظام يحترم شعبه والقانون والحريات العامة والدستور السائد في البلاد لكن ما يفعله السيسي وما يجري في مصر هو خلاف ذلك.
واعتبر أن السيسي يلجأ لهذا النوع من القتل لـ"توفير الوقت" بدلا من اللجوء للمحاكمات والقوانين والإجراءات الجنائية واعتماد الأدلة الثبوتية والتحقيقات وحق المتهم بالوقوف أمام قاضي طبيعي ومحام للدفاع عنه ومجمل الإجراءات القانونية التي "تعارفت عليها البشرية".
وأشار إلى أن السيسي يسعى كذلك من خلال هذه التصفيات لـ"ضرب عصفورين بحجر واحد" من خلال تصفية أي خصم على الساحة يشكل تهديدات لانقلابه بالإضافة إلى ردع كل "من تسول له نفسه التمرد على الانقلاب خاصة ممكن كانوا يؤيدونه".
وأضاف: "السيسي يريد توجيه رسالة لأولئك الذين أيدوا انقلابه أنه لن يستاهل مع أي تحرك خصوصا بعد تزايد حجم التململ والتذمر من سياساته وممارساته وأن الرصاص سيكون كفيلا بمنعهم من التفكير في تغييره".
وعلى صعيد الاتهام الدائم للأفراد الذين تتم تصفيتهم بأنهم جماعات إرهابية لتبرير قتلهم قال الشرقاوي: "هذا لا يعفي السيسي أبدا من كل هذه الدماء البريئة التي سفكت من أجل أن يحافظ على منصبه" مضيفا أن السيسي "سيدفع هو ومن يشارك معه في القتل ثمنا باهضا لسفكهم كل هذه الدماء البريئة".
وأوضح أن السيسي لم يكتف بسفك دماء المصريين بل إن هناك عشرات القضايا الغامضة التي تحمل علامات استفهام حول الجهة التي تقف وراءها بدءا من اغتيال النائب العام المصري هشام بركات ومرورا بالقاضي وليد شلبي الذي قيل إنه شنق نفسه وليس انتهاء بتصفية الطالب الإيطالي جوليو ريجيني وغيره الكثير".
وشدد الشرقاوي على أن أجهزة الاستخبارات في العالم كله تعلم أن السيسي "سفاح ومجرم ويقوم بالقتل خارج إطار القانون والصحف الغربية مليئة بالتقارير التي تتحدث عن فاشية نظام السيسي وقبضته الامنية والقتل الذي يمارسه خارج إطار القانون".