لا يزال صدى سيطرة مجموعات مناوئة لقوات اللواء خليفة
حفتر؛ على موائئ نفطية في شرق
ليبيا، السبت، يتردد داخل ليبيا وخارجها، في حين أثار التراجع السريع لحفتر في ميناءي راس لانوف والسدرة؛ عدة تساؤلات حول موقف داعمي حفتر الإقليميين، وعدم تدخل الطيران المصري لنجدته، كما حصل في مرات سابقة، إلى جانب تساؤلات عمن يسيطر فعليا هذين الميناءين حاليا في ظل إعلان
حكومة الوفاق في طرابلس رفضها لما جرى.
وأكدت مصادر قريبة من قوات سرايا الدفاع عن
بنغازي، وهي مجموعات عسكرية مناوئة لحفتر في الشرق الليبي وتضم خصوصا مقاتلين فروا في بنغازي بعد سيطرة قوات حفتر في أوقات سابقة، أن القوات سيطرت على منطقة
الهلال النفطي بعد طرد قوات تابعة لحفتر، كانت مدعومة بعناصر تشادية وسودانية، حسب المصادر لـ"عربي21".
من جهته، أوضح آمر غرفة عمليات القوات الجوية المنطقة الوسطى التابعة لحفتر، شريف العوامي، في تصريحات صحفية، أن قواتهم الجوية انسحبت من مطار راس لانوف (شرق ليبيا)، مضيفا: "ربما نخسر معركة، لكن الحرب في الهلال النفطي بدأت من الآن ولا مزيد عندي من التفاصيل"، وهو ما يؤكد تراجع قوات حفتر.
واتهم الناطق باسم قوات حفتر، العقيد أحمد المسماري، قطر وتركيا بدعم القوات التي هاجمت الهلال النفطي، إن "القوة المهاجمة زُوّدت بمدرعات حديثة ورادار للتشويش على الدفاع الجوي".
وتواصلت "عربي21" مع مكتب الناطق باسم قوات حفتر لتأكيد أو نفي السيطرة الكاملة لقوات سرايا بنغازي على الموانئ ومطار راس لانوف، إلا أنه قال إن المتحدث "مشغول في غرفة العمليات ولن يستطيع التصريح".
تأمين الموانئ
من جهته، أكد رئيس المجلس العسكري لمدينة صبراتة (غرب ليبيا)، العقيد الطاهر الغرابلي، أن "ما حدث في الهلال النفطي هو محاولة لإنهاء حالة الانقسام وما يقوم به حفتر من استغلال للموانئ وعمليات مضادة هناك"، موضحا أن "الهدف تأمين الموانئ وإرجاعها للدولة".
وأضاف لـ"عربي21": "هناك الكثير من القوات تحاول الانضمام إلى قوات سرايا الدفاع لإكمال العملية، ونحن نرفض أي تدخل عسكري في ليبيا من أي طرف دولي أو إقليمي، وسنعامل أي دولة تتدخل معاملة العدو وسنمنعها من الاستثمار في بلادنا مستقبلا"، حسب قوله.
لكن عضو التكتل الفيدرالي الليبي، أبو بكر القطراني، استغرب من "عدم وجود أي تحرك مصري تجاه أحداث الهلال النفطي، لدعم قوات حفتر"، مضيفا لـ"عربي21": "العالم يتعامل فقط مع من يمتلك واجهة الدولة، وهذا متوفر في حكومة طرابلس (يقصد حكومة الوفاق الوطني)، ولم يستطع الجنرال حفتر استثمار سيطرته على الموانئ طيلة الفترة الماضية".
صمت مريب
لكن عضو مجلس النواب الليبي، صالح فحيمة، رأى أن "العملية هدفها لفت انتباه العالم إلى المجلس الرئاسي، بعد فشله في تحقيق مهامه، بهدف تحسين وضعهم التفاوضي"، كما قال.
واعتبر أن "الوضع العسكري الآن ليس بالسوء الذي تتناقله وسائل الإعلام"، مضيفا: "أطلعني بعض الضباط على الوضع وأعتقد أن انسحابات الجيش (قوات حفتر)، كان لا بد منها حماية للمؤسسات النفطية، لكني استغرب الصمت المريب من قبل بعض الدول والمنظمات الدولية تجاه الهجوم، الذي جاء في وقت صعب جدا من الناحية الاقتصادية"، حسب تعبيره.
تحجيم حفتر
ورأى الكاتب الصحفي الليبي، عبد الله الكبير، أن "ثمة قوى دولية ترغب في تحجيم حفتر قليلا حتي ينصاع للحل السياسي، بنزع أهم أوراقه وهي منشآت النفط".
وأضاف: "من الصعب على مصر والإمارات الدخول بشكل واضح ومباشر في الصراع الآن، خوفا من إثارة الاتحاد الأوروبي الذي يعمل علي التهدئة تمهيدا لحل سياسي"، وفق تقديره.
وتابع: "ميدانيا، هناك تذمر في صفوف بعض الفصائل التابعة لقوات حفتر في منطقة الهلال النفطي، لذا لا توجد على الأرض قوات قادرة على صد الهجوم المفاجئ الذي قامت به سرايا الدفاع عن بنغازي"، وفق قوله لـ"عربي21".
وأكد الناشط السياسي من بنغازي، فرج فركاش، أن "هجوم سرايا الدفاع كان مباغتا وخاطفا، وأظهر هشاشة الاستخبارات العسكرية وضعف حرس المنشآت التابعة للقيادة العامة (يقصد قوات حفتر)".
وعبّ فركاس عن اعتقاده بأن "هدف الهجوم هو تعزيز موقف طرف معين في التفاوض وهي حكومة الغويل (في طرابلس) وما يمثله من جبهة المفتي العام وبقايا المؤتمر الوطني"، حسب قوله.
واستدرك في حديثه لـ"عربي21" بالقول بأنه "من الصعب التقدم إلى الشرق، وخاصة في بنغازي، مع انعدام شعبية سرايا الدفاع هناك، لكن ستكون حالات كر وفر بين القوتين في الأيام المقبلة".
وتوقع عضو المؤتمر الليبي السابق، محمد دومة، أن "الجيش (قوات حفتر) سيسترد الموانئ النفطية قريبا جدا، معتبرا أن "مصر هي الخاسر الأكبر لو صح تخليها عن "حفتر"، وفق قوله لـ"عربي21".