شركات بمصر تعرض شراء الدولار بأي سعر بعد قفزة "صاروخية"

قفز سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري بشكل "صاروخي" خلال تعاملات الثلاثاء، مواصلا الزحف صوب مستوى الـ19 جنيها.

ومجددا، عاد سعر صرف الدولار في السوق الرسمية والبنوك المصرية أعلى من 17 جنيها، مسجلا مستوى 17.55 جنيه في تعاملات متأخرة الثلاثاء.

ونشطت السوق السوداء بنسبة كبيرة، وتسببت مضاربات عنيفة في أن يقفز سعر صرف الدولار ليسجل مستوى 18.20 جنيه، وهي المرة الأولى خلال العام الجاري، التي يسجل فيها سعر صرف الدولار هذا الرقم في السوق السوداء.

وكان الدولار قد تراجع منذ بداية منتصف شباط/ فبراير الماضي من مستوى 17.90 جنيه في البنوك، ليسجل في بداية الشهر الجاري نحو 15.75 جنيه، بنسبة تراجع تقدر بنحو 12 في المئة، وذلك تزامنا مع تحركات غير مباشرة من قبل الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة المالية والبنك المركزي المصري لخفض سعر صرف الدولار في السوق الرسمية، تمهيدا لزيارة مرتقبة لوفد من صندوق النقد الدولي، للاطلاع على تداعيات تحرير سعر الصرف وتعويم الجنيه.

وقال متعاملون في سوق الصرف، إن هناك طلبا كبيرا على العملة الأمريكية، وهنا شركات كبرى تعرض شراء الدولار بأي سعر، بسبب شح العملة الصعبة في السوق المحلية، وعدم قدرة البنوك على توفير كامل المبالغ التي تطلبها شركات الاستيراد.

وأوضح متعامل السوق السوداء للدولار في حديثه لـ"عربي21" أن عددا كبيرا من شركات الاستيراد عادت مجددا إلى السوق السوداء، بعدما كانت ترفض خلال الفترة الماضية التعامل مع التجار، ولكنها في الوقت الحالي أعادت العمل مع عدد كبير منهم طمعا في توفير الدولار، الذي لم يعد موجودا في البنوك.

وقال مشترطا عدم ذكر اسمه، إن البنوك المصرية تساهم في خلق السوق السوداء من جديد، خاصة أن البنك الواحد يعرض الدولار ويشتريه بأكثر من سعر، إذ يحصل تجار العملة وشركات الاستيراد على أسعار مرتفعة للدولار، فيما تتعامل مع جميع المواطنين بالأسعار التي تعلنها على الشاشات.

وأشار إلى أن التوقعات تشير إلى أن الدولار سوف يكسر مستوى 20 جنيها خلال تعاملات الأسبوع المقبل، خاصة مع استمرار الطلب العنيف عليه وفي نفس الوقت عدم قدرة البنوك على تغطية هذا الطلب الكبير.