تسود حالة من الاستياء العام في
الضفة الغربية المحتلة بفعل الارتفاع الكبير في أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، ولاسيما
الدجاج، التي قفزت أسعارها بشكل كبير مع ترجيحات بمزيد من الارتفاع خلال الأيام القليلة المقبلة.
وشهدت الأسعار في مدن وقرى الضفة ارتفاعا غير مسبوق، إذ تراوح سعر الكيلو ما بين 20 - 30 شيقلا (3.67 شيقل لكل دولار)، وذلك حسب الحجم والنوع، وأجزاء الدجاج المباعة.
ومع غياب دور الجهات الرقابية الرسمية، فقد دعت مؤسسات ونشطاء لمقاطعة شراء اللحوم، خاصة الدجاج وذلك أملا في وقف تغول الأسعار.
وقال المواطن رشيد قاسم من مدينة نابلس لـ"
عربي21" إن "ارتفاع الأسعار لم يقتصر على الدجاج فقط، بل وصل كل شئ كالخضروات والفواكه والمواد الاستهلاكية الأساسية التي لا يستغني عنها كل بيت".
جشع التجار
وأضاف قاسم أن "جشع التجار وغياب دور وزارة الزراعة والجهات الرقابية على الأسعار؛ تسبب باستفراد التجار بالسوق، حيث يجري تحديد الأسعار وفق مزاجهم سعيا منهم لتوسيع هامش الربح على حساب قوت الغلابة والفقراء".
من جهته قال الخبير الاقتصادي نصر عبد الكريم، إن الارتفاع الذي تشهده الأسواق الفلسطينية في أسعار المواد الاستهلاكية وآخرها أزمة الدجاج؛ ترجع إلى غياب أي دور للحكومة الفلسطينية في إدارة السوق وضبط الأسعار، إضافة لانكشاف السوق الفلسطينية بشكل مطلق على إسرائيل، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من الأزمات التي تهدد الأمن الغذائي.
وأشار عبد الكريم في حديث لـ"
عربي21" إلى أن "الاقتصاد الفلسطيني ليس حرا، بل يخضع للاقتصاد الإسرائيلي الذي يتحكم فيه بشكل مباشر ويؤثر فيه، الأمر الذي ينعكس سلبا على الأسعار "الملتهبة" في الأراضي الفلسطينية".
من جهته، عزا المزارع نواف جرابعة صاحب مزرعة دجاج في رام الله الأزمة إلى قلة المعروض من الدجاج اللاحم في أسواق الضفة الغربية المحتلة.
واتفق جرابعة مع الخبير عبد الكريم حول تأثر السوق الفلسطينية بنظيرتها الإسرائيلية حين أشار إلى أن شح المعروض في الأسواق الإسرائيلية وما نتج عنه من وقف تصدير الدواجن للأسواق الفلسطينية أدى لزيادة الأسعار.
ولفت في حديث مع "
عربي21" إلى أن عزوف الكثير من صغار المنتجين على تربية الدجاج، بسبب تكلفتها العالية خاصة في الشتاء وما لحق بهم من خسارة قبل أشهر بفعل انخفاض أثمانها ما أدى إلى نقص حاد في حجم الكميات المعروضة حاليا وتسبب برفع الأسعار بشكل كبير .
انخفاض متوقع
وعن تغطية الإنتاج للسوق قال إن "قطاع إنتاج الدواجن المحلي في فلسطين يغطي ما لا يقل عن 80 بالمائة من حاجة المستهلك، ولكن غياب الرقابة من الجهات الرسمية وعدم الاهتمام بالمزارع أثناء فترة الخسارة التي تلحق به أدت قلة الانتاج حاليا.
وعلى عكس التوقعات قال جرابعة إنه "رغم الارتفاع الحالي أتوقع أن تنخفض أسعار الدجاج خلال الفترة المقبلة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة التي تؤدي إلى الاستغناء عن غاز التدفئة باهظ التكاليف في المزارع، إضافة إلى قلة انتشار الأمراض بين قطعان الدجاج ما يؤدي إلى انخفاض نسبي في تكلفة الإنتاج".