على إثر تهديدات بالقتل، فر أزيد من ألف أستاذ بمحافظة "سوم" شمال
بوركينا فاسو خوفا على حياتهم، تاركين أزيد من 54 ألف تلميذ دون تمدرس.
ونقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن وزارة التربية والتعليم ببوركينا فاسو قولها إن
الأساتذة هجروا 380 مدرسة في آذار/ مارس الماضي، تاركين أزيد من 54 ألف تلميذ دون تمدرس، كاشفة أن محافظة "لودالان" عرفت
فرار أزيد من 60 بالمائة من الأساتذة.
ولفتت الصحيفة في
تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن حادث اغتيال مدير مدرسة في 3 آذار/ مارس الماضي بمكتبه خلف هلعا لدى أسرة التعليم نتج عنه فرار 1677 أستاذ من محافظة "سوم".
وفي تصريح لأحد الأساتذة، قال إنه بعد معرفته بمقتل المدير "أمرت التلاميذ بمغادرة القسم دون أن أشرح لهم السبب حتى لا أرعبهم. قمت بمعية زملائي بجمع أغراضنا وفررنا. في الطريق كان الجميع مشدوها وخائفا في نفس الوقت".
وعزى عدد من الأساتذة الذين استجوبتهم الصحيفة الفرنسية إلى أن السبب في استهدافهم من قبل الإرهابيين يرجع إلى مشاركة عدد منهم في تكوين نظمته وزارة الأمن في كانون الأول/ ديسمبر 2016.
وقال أحد الأساتذة بمدرسة ابتدائية جنوب محافظة "دجيبو"، إن التكوين الذي نظمته وزارة الأمن شهد تغطية إعلامية واسعة "ما أعطى انطباعا بأننا نعمل مع الشرطة، الأمر الذي جعلنا هدفا للجماعات الإرهابية، خصوصا أن ملامحنا كانت واضحة".
وأكد وزير الأمن، سيمون كومباوري في تصريح لوسائل الإعلام في 24 آذار/ مارس الماضي أن وزارته وضعت خطة لتعزيز أمن أعضاء هيئة التدريس بالبلد، وقال: "أنا على يقين بأن الأساتذة سيعودون لفتح أقسامهم.. لن نرضخ لإملاءات الإرهابيين.. نرفض أن نعيش مرعوبين".
ووفقا لوزارة التربية والتعليم، فإن جل الأساتذة المتواجدين في شمال البلاد عادوا إلى مؤسساتهم التعليمية مع مستهل الشهر الجاري، لكن وفقا لعدة مصادر محلية، شمال "جيبو" فإن القرى القريبة من الحدود مع مالي، مازالت تعرف غياب الأساتذة عن أماكن عملهم، لعدم إحساسهم بالأمان رغم تطمينات السلطات.