شنت صحيفة
إسرائيلية، الأربعاء، هجوما حادا ضد المتحدث باسم البيت الأبيض، شون
سبايسر، عقب التصريحات التي أدلى بها حينما اعتبر أن رئيس النظام السوري بشار الأسد أسوأ من أدولف هتلر؛ لأن الديكتاتور النازي لم يستخدم السلاح الكيميائي ضد شعبه.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إن سبايسر "لم يظهر فقط الجهل بل اللاسامية المبطنة"، مضيفة أنه "من الصعب التصديق بأن شخصا لا يعرف ما حصل في محارق هتلر وصل إلى المنصب السامي للناطق بلسان البيت الأبيض".
وقالت الصحيفة العبرية في مقالها الافتتاحي، الذي كتبه أورلي أزولاي: "لكن في عصر الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب؛ الذي اخترع كاريزما الجهل، فإن هذا يغتفر؛ فلقد كرر سبايسر القول الغبي مرتين؛ مرة بمبادرته ومرة أخرى بعد أن ذكره الصحافي ما نسيه، أو ما لم يعرفه، أو ما فضل ألا يعرفه، لكن سبايسر بقي على حاله".
وأوضحت أن المتحدث باسم البيت الأبيض، "كان بحاجة للخروج عن طوره كي يبرر الهجوم الأمريكي على قوات الأسد؛ لأن العملية ليست فقط لأنها غير ناجعة ولم تغير الوضع في سوريا، بل بالأساس كي يرضي المعجبين بترامب من اليمين، ممن انتقدوا العملية في سوريا".
وأشارت الصحيفة إلى ما أسمتهم "الناطقين بلسان آلت رايت، الحركة العنصرية المصابة باللاسامية"، في الشبكات الاجتماعية، بأن "ترامب استسلم لصهره اليهودي ولابنته المتهودة وانطلق في عمل عسكري بسوريا كي يرضي إسرائيل ويرضيهما"، مشيرة إلى أن قاعدة القوة التي لدى ترامب "تتشكل من مندوب الحركات التي تتبنى تفوق العنصر الأبيض؛ كما أن الناطقين بلسانها يتحدثون عن اليهود بمفاهيم مأخوذة من الدعاية النازية".
ولفتت إلى أن الشبكات الاجتماعية "غرقت بالمادة الدعائية لهذه الحركات، والتي هددت ترامب كمن أحاط نفسه بمستشارين يهود وبأنه أسير في شباك اليهود ويعمل من أجل مصالحهم؛ عن وعي أو عن غير وعي".
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية: "لقد حاول سبايسر أن يصد وابل الهجمات على ترامب وإدارته بأنهما ليسا عنصريين بما يكفي كما يرغب مؤيدوهما في أن يكونا"، مؤكدة أن "ترامب إذا ما أدار ظهره لهؤلاء الأشخاص، فإنهم سيركلونه في الانتخابات القادمة".
ومضت تقول: "من الصعب القول إن ترامب لاسامي؛ فبالنسبة له الجهل هو قوة، وكل ما تبقى هو استعراض ومصالح"، مؤكدة أن المحيطين بترامب "يعرفون بالضبط كيف ينبغي له أن يرضي جمهورهم الانتخابي، وما قاله سبايسر أمس وإن كان مصابا بالجهل إلا أنه يكشف أيضا عن مستويات من اللاسامية يفهمون في البيت الأبيض بأنه ينبغي التعبير عنها".
وتابعت "يديعوت" في نهاية افتتاحيتها: "من اعتقد أن ترامب سيخرج ضد المسلمين دون أن يحاولوا في محيطه القريب أن يمسوا أيضا باليهود يعيش في نكران تام"، معتبرة أن "ما قاله سبايسر لم يكن زلة لسان؛ بل هذه هي الاستراتيجية الجديدة".