ماذا قال كاتب يتهمه موسى بأنه يدعو لقتل السيسي؟ (شاهد)
القاهرة- عربي21- حسن محمود13-Apr-1703:36 AM
1
شارك
السيسي- جيتي
صعَّد الكاتب الصحفي، جمال الجمل، من انتقاداته لرئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، وواجهه بالقول إنه يرتب بقراراته، وآخرها إعلان الطوارئ، للقاء الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وهو الأمر الذي علق عليه أحمد موسى، وهو أحد الأذرع الإعلامية للسيسي، باتهام الجمل بأنه يهدد السيسي بالاغتيال، مطالبا الأجهزة الأمنية على الهواء بملاحقته.
لكن الجمل تحدَّى موسى، وواصل كتاباته المنتقدة لنظام حكم السيسي، معتبرا أن الأخير "لا يقل خطرا عن الإرهاب"، ومعلنا بشكل قاطع رفضه لإعلانه الطوارئ، مشيرا إلى أنه رتب للأمر قبلها، لكنه استغل تفجيري الكنيستين.
السيسي يهاتف الجمل
ويأتي هذا التحول في علاقة الجمل بالسيسي على الرغم من أن الأخير حاول استمالته، وخصَّه من قبل بمكالمة هاتفية مطولة، يوم 9 أيلول/ سبتمبر عام 2014، ألمح فيها إليه بالطلب أن يخفف من انتقاداته.
وبحسب الجمل، فقد عاتبه السيسي، فذكر "حجم الأعباء في إدارة الدولة، في ظل محدودية الموارد والإمكانات"، وكان منطقه في المكالمة: "نشيل البلد كلنا مع بعض؛ لأن مصر في مرحلة صعبة"، حسبما كتب بصحيفة "التحرير" وقتها.
لكن المكالمة لم تغير قناعة الأخير إزاء حكم السيسي؛ إذ استمر على نهجه في انتقاد سلبياته، ليفاجأ لاحقا بإبلاغ جريدة "المصري اليوم" له بإيقاف عموده بالجريدة.
وحينها كتب الجمل على "فيسبوك" قائلا: "حوصرت تماما، وفقدت آخر منبر أؤذن منه للحرية والمستقبل"، معتبرا أنه يكتب "بلا حسابات للأسقف المنخفضة، في بلد صار كل شيء فيه منخفضا"، بحسب تعبيره.
وبرغم ذلك، استمر الجمل في كتاباته النقدية ضد السيسي بمواقع أخرى، لتسمح له "المصري اليوم"، لاحقا، بالعودة للكتابة فيها، إلى أن جاء مقاله الأخير، الثلاثاء، تحت عنوان: "لماذا فرض السيسي الطوارئ؟"، إذ أبلغته بمنعه من النشر.
"لماذا فرض السيسي الطوارئ؟"
وعبر صفحته بموقع "فيسبوك"، علق الجمل بالقول: "المصري اليوم" تمنع نشر مقالي، لأسباب أتفهمها جدا، وأتفهم الضغوط التي تتعرض لها".
وفي مقاله، الذي نشرته مواقع إلكترونية عدة، الأربعاء، أبرزها جريدة "البديل"، قال الجمل: "فجأة خرج السيسي بعد اجتماع لمجلس الدفاع الوطني في أعقاب تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية، ليعلن حالة الطوارئ، بالمخالفة للمنطق، والتعسف في استخدام الدستور ونص القانون".
وتابع الكاتب: "التعسف في التعامل مع الدستور والقانون يبدو واضحا من تصريحات السيسي، التي أعلن فيها عن مجموعة من الإجراءات قال بالحرف: "تم اتخاذها"، وهي "زلة لسان تعبر عن ثقته في الحصول على الموافقة، بلا رأي ولا نقاش من مؤسسات الدولة".
وواصل: "لدي معلومات متداولة داخل أروقة السلطة، ملخصها أن هذه الإجراءات كان مخططا لها ما بين الأسبوع الأخير من يونيو والأسبوع الأول من يوليو المقبلين، ولم يكن هناك تصور واضح عن كيفية تمريرها، وعندما وقع تفجيرا كنيستي طنطا والإسكندرية، ظهر الاتجاه الذي جعل يوليو يأتي في أبريل".
وأردف: "يكاد المريب يقول: خذوني، والمريب هنا لا يشترط أن يكون متورطا في تدبير التفجير، بل يكفي توظيفه للتفجيرات في اتخاذ رد فعل مبالغ فيه؛ لأنه يقيد حرية الشعب، بدلا من معاقبته للإرهابيين وللجهات المنوط بها مكافحة الإرهاب".
واعتبر الكاتب أن "السيسي ينسى أن إعلانه لحالة الطوارئ يضع مصر في صورة الدولة "غير الآمنة" باعتراف نظامها، ويضرب أي محاولات لعودة السياحة التي أكل وشرب على حسها رجاله وغلمانه في الحفلات والرحلات والهمبكات".
واختتم مقاله، قائلا: "السيسي لا يقل خطرا عن الإرهاب.. والطوارئ لتأمين نظامه، وليست لتأمين مصر".
هكذا حرض أحمد موسى عليه
وترافق مع منع "المصري اليوم" مقال "الجمل" السابق من النشر، صباح الثلاثاء، أن قام الأخير ببث تغريدة عبر "تويتر"، في مساء اليوم نفسه، قال فيها: "السيسي يرتب بخطوات متسارعة للقاء السادات.. ولله الأمر من قبل ومن بعد".
وسارع أحمد موسى، في برنامجه "على مسؤوليتي"، بفضائية "صدى البلد"، مساء الثلاثاء أيضا، إلى إيراد التغريدة في قالب مثير، إذ قال إن شخصا كتب تغريدة على "تويتر" (اسمه سيد عثمان)، ووصفه موسى بأنه "أحد المواطنين المحترمين"، مضيفا أنه قال مغردا: "بلغوا "الأمن الوطني" عن كاتب هذه التويتة".
وأردف موسى: "حد اسمه جمال الجمل.. كاتب تويتة بيحرض فيها على اغتيال السيد رئيس الجمهورية.. سيد هو اللي مبلغ.. وإحنا شغالين على "بلِّغ عن الإخوان".. شوفوا (يخاطب أجهزة الأمن) ده مين لو سمحتوا"، ثم عرض التغريدة.
https://www.youtube.com/watch?v=Gf8TAxJUiq8
الجمل يتحدى موسى
ومن جهته، أقرَّ الجمل، عبر حسابه بموقع "فيسبوك" بأنه كتب التغريدة، وقال: "أنا عارف بقول إيه كويس.. وتعبيراتي مصاغة بدقة، ولا تخرج عن الحدود التي يشرفني الدفاع عنها".
وأضاف: "أحمد موسى هو الذي حرض في برنامجه على قتل الرئيس، كما حرض من قبل على القتل عموما، ومرحبا بأي حساب قانوني معلن وشفاف؛ لنعرف من فينا القاتل، ومن فينا المحرض على القتل".
ومعلقا على بلاغ موسى عنه، قال الجمل: "يا أهلا بالمعارك.. أمثال أحمد موسى لا يتحركون من تلقاء أنفسهم، وإذا كان قد تلقى الإشارة بفتح الباب، لبدء تحرك الأجهزة لتصفية صوتي المعارض، فليس لدي أي مانع؛ لأن معركة الحرية لن تحقق نتائجها إلا بصدام قانوني، يظهر فيه أنصار الدستور والقانون من أعدائهما، وأقولها بصوت الشيخ حازم أبو إسماعيل: أنا سعيد جدا بالمعركة دي.. تعالوا".
وزاد الجمل في تحديه لموسى، فقال: "أحب أطمن كل الأحبة المنزعجين مما أذاعه عني السطحي أحمد موسى في برنامجه، لأني واثق أن موسى هيتشد بسبب تسرعه، لأنه بوظ عليهم الترتيب بحماقته وتسرعه، وهيخليهم يعيدوا الترتيب لقضية أكثر إحكاما من الهبل اللي طرحه في برنامجه".
وتابع: "لا تخافوا من هؤلاء الفاشلين، مهما ظهروا أقوياء، فهم أخيب من الخيبة".