نشرت صحيفة "صندي تايمز" تقريرا للمراسلة الأجنبية البارزة كريسيتان لامب، تقول فيه إن
إيران قد ترى أول امرأة ترشح نفسها للرئاسة الإيرانية، التي ستعقد في الشهر المقبل، في وقت يحاول فيه 600 شخص، بينهم رجل له خمس زوجات، رموا شباكهم للحصول على منصب الرئاسة، خلفا للرئيس الحالي حسن
روحاني.
وتقول لامب: "ينظر لانتخابات 19 أيار/ مايو المقبل، على أنها استفتاء على
الاتفاقية النووية، التي وقعتها إيران مع مجموعة خمسة +1 بشأن برامجها النووية عام 2015، وتم من خلالها الحد من معدلات تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات التي شلت الحياة الاقتصادية الإيرانية، ولهذا من المتوقع أن تشهد الانتخابات معركة بين الإصلاحيين والمتشددين".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن عملية التدقيق في طلبات المرشحين من مجلس صيانة الدستور، والنظر في المتقدمين لخوض الانتخابات الرئاسية ستبدأ اليوم، لافتا إلى أن مجلس صيانة الدستور يتألف من 12 عضوا مقربين من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي، حيث سيتم اختيار المرشحين الرسميين لخوض الانتخابات بناء على قرارات المجلس.
وتذكر الصحيفة أن ثماني
نساء سجلن أسماءهن حتى الآن، رغم أن المجلس لم يوافق على ترشح واحدة في الماضي، مشيرة إلى أن من بين الذين سجلوا أسماءهم للترشح الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد، بالإضافة إلى أن الرئيس روحاني (68 عاما) سجل اسمه للترشح يوم الجمعة، حيث يعد هو الأوفر حظا للفوز، ويتوقع أن يواجه منافسة أشد من تلك التي واجهها في انتخابات عام 2013، عندما حقق فوزا ساحقا على بطاقة إنهاء العزلة الدولية لإيران، ويتوقع الخبراء عقد جولة ثانية للانتخابات في هذه المرة، وفي حال قرر المتشددون دعم شخصية بعينها،
وتلفت الكاتبة إلى أن إبراهيم
رئيسي (56 عاما)، يعد المنافس الرئيس لروحاني، وهو نائب عام سابق، ومن المرشحين لخلافة خامنئي، ويدير مؤسسة الإمام الرضا الخيرية، ومقرب من المرشد الأعلى، ووقع على عدد كبير من الإعدامات للسجناء السياسيين في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي بصفته نائبا عاما في تلك الفترة، لكنه فشل في تقديم أي من الأشخاض الذين قاموا برش الحامض الحارق على وجوه نساء في أصفهان عام 2012، الحادث الذي أدى إلى تشويه وجوه سبع نساء، وزادت ميزته عندما نشرت صورة يظهر فيها وهو جالس على كرسي، فيما جلس زواره من قائد الحرس الثوري وضباط آخرين على الأرض، مشيرة إلى أنه في حال سمح لمتشددين، مثل نجاد، بخوض الانتخابات، فإن الصوت المتشدد سينقسم، وتخدم هذه الحالة روحاني.
ويفيد التقرير بأن روحاني هاجم منتقدي الاتفاق النووي، الذي أخرج إيران من عزلتها بعد 30 عاما، بعد تسجيل اسمه في وزارة الداخلية يوم الجمعة، وقال إن "الحفاظ على الاتفاقية يعد من أهم القضايا السياسية والاقتصادية للأمة الإيرانية"، وأضاف أن "زوجات الآباء اللاتي يحاولن قتل هذا الطفل لا يصلحن لحضانته"، لافتا إلى أن حكومته صادقت الأسبوع الماضي على زيادة المعونات المالية للأطفال، وهي خطوة وصفها نقاده بأنها محاولة لشراء الأصوات.
وتنوه الصحيفة إلى أن الاتفاق النووي لإيران سمح باستئناف بيع النفط، والقيام بأجتذاب استثمارات خارجية، وتوقيع عقود بالمليارات لشراء طائرات نقل جديدة بدلا من القديمة، مستدركة بأنه في الوقت الذي زاد فيه النمو الاقتصادي، إلا أن معدلات البطالة لا تزال بمستوى 12%، حيث يقول نقاد الاتفاقية إن المنافع الاقتصادية لم تصل بعد للإيرانيين العاديين.
وتنقل لامب عن المحاضرة في مدرسة جون هوبكينز للدراسات الدولية المتقدمة في بولونيا في إيطاليا سنام وكيل، قولها: "لا تزال الاتفاقية تحظى بشعبية، والمشكلة هي أن روحاني بالغ في وعوده بشأن المنافع الاقتصادية وسرعة تحققها"، وتعتقد أن النظام لن يخاطر بمنع ترشح روحاني، "فهذا رجل كان جزءا من المؤسسة طوال حياته، وتناول الطعام مع هؤلاء كلهم، ولهذا فإنني أبحث عن سبب يجعلهم يحرمونه من الترشح".
وتضيف وكيل للصحيفة أنه "رغم تجاوز النظام اضطرابات عام 2009، التي أعقبت الخلافات حول الانتخابات الرئاسية، وما تبع ذلك من قمع، إلا أن ذاكرة الملاحقة لا تزال حية، ومنع روحاني قد يؤدي إلى تعبئة الناس".
وبحسب التقرير، فإنه تتوقع سماح النظام لامرأة بالترشح؛ حتى تقوم بتقسيم المعسكر الإصلاحي، مع أن بعض النساء اللاتي رشحن أنفسهن هن متشددات، مرجحا السماح بالترشح لمارزة وحيد
داستجيردي، وهي طبيبة متخصصة بالولادة، وعملت في الفترة ما بين 2009 إلى 2012 وزيرة للصحة، وهي أول وزيرة في الجمهورية الإسلامية، واقترحت أثناء توليها الوزارة قانونا لفصل الرجال عن النساء في المستشفيات.
وتبين الكاتبة أن مجلس صيانة الدستور رفض الموافقة على ترشيح امرأة حتى هذا الوقت؛ لأن الدستور ينص على أن يكون المرشحون "رجال" أو "شخصيات" المؤسسة الدينية والسياسية.
وتختم "صندي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور في إيران عباس علي كادوخدائي في 31 كانون الأول/ ديسمبر، إنه لا مانع من تسجيل النساء أنفسهن مرشحات محتملات، لافتة إلى أن أحد الإيرانيين كتب تغريدة قال فيها إن الشائعات حول ترشيح داستجيردي هي حيلة من النظام؛ "لدفع الناس إلى الاقتراع، ويمكن للسلطات أن ترشح جينفر لوبيز من أجل خداع الشعب".