تحالف مصري عراقي يدشنه السيسي والحكيم.. مفتاحه 3 مجالات

أسفر لقاء رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ورئيس التحالف الوطني العراقي عمار الحكيم (أكبر كتلة شيعية في برلمان العراق)، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة بالقاهرة، الثلاثاء، عن الاتفاق على "بناء تحالف استراتيجي بين البلدين، في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية".

ووصل وفد التحالف برئاسة الحكيم، مساء الاثنين، إلى العاصمة المصرية؛ تلبية لدعوة رسمية من السيسي، والتقى بالأخير الثلاثاء، بحضور وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة خالد فوزي، والسفير العراقي بالقاهرة حبيب الصدر، وممثل كتلة "المواطن" العراقية بالقاهرة، محمد أبوكلل، وعدد من أعضاء مجلس النواب العراقي.

وذكر بيان صحفي أصدره مكتب التحالف في بغداد، الثلاثاء، أنه "خلال جولة وفد التحالف الوطني العراقي في جمهورية مصر العربية التقى الحكيم في القاهرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكان الهمّ العربي حاضرا في اللقاء، والعلاقات الثنائية بين العراق ومصر، وسبل تطويرها، وبناء تحالف استراتيجي بين البلدين الشقيقين في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية، بما يخدم مصالح الشعبين".

وبحسب البيان، "تم استعراض تطورات الحرب على داعش، وأشاد السيسي بجهود العراق، وتضحيات أبناء شعبه في محاربة الإرهاب، والانتصارات التي تتحقق في هذا المجال، وأيضا تم التأكيد على دعم العراق ووحدته ومساره الديمقراطي، واحترام سيادته".

وتابع البيان بأن "مستقبل العراق ما بعد داعش كان حاضرا بقوة في اللقاء، إلى جانب التأكيد على أن مشروع التسوية الوطنية مشروع كبير، ويستحق الدعم، كما تم بحث ملفات إعمار المدن المحررة، وإعادة النازحين منها".

وأضاف التحالف أنه "تم التأكيد على الأولويات العراقية الخاصة بوحدته، وسيادة أراضيه، وعروبته، وديمقراطيته، وترسيخ دولة المواطنة".

وبحسب بيان التحالف أيضا، "شدد اللقاء على الحل السياسي للأوضاع في سوريا واليمن، ورفض سياسة التدخل في شؤون الدول الداخلية، بالإضافة إلى الحوار السعودي الإيراني كمدخل لإحداث تسوية إقليمية".
 
وبجانب البيان، نشرت الصفحة الرسمية للحكيم، على موقع "فيسبوك"، صورا من لقائهما بقصر "الاتحادية".

بيان المتحدث المصري

من جهته، أصدر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، علاء يوسف، بيانا صحفيا مماثلا، جاء فيه أن لقاء السيسي والحكيم "تطرق إلى عدد من مجالات التعاون المشترك، وسبل تعزيزها لمصلحة الشعبين الشقيقين، حيث أعرب الجانبان عن تطلعهما لاستمرار التنسيق بين البلدين، والعمل على تطوير العلاقات المتميزة القائمة بينهما".

وأضاف البيان أن اللقاء تناول آخر التطورات على الساحة العراقية، حيث أشار الحكيم إلى الجهود الجارية حاليا لتحقيق مصالحة وطنية بين مختلف أطياف الشعب العراقي، واستعرض جهود القوات المسلحة العراقية في مواجهة تنظيم داعش، مؤكدا عزم بلاده القضاء على الإرهاب، واستعادة الاستقرار، بما يمكّن المواطنين العراقيين، سواء من النازحين أو اللاجئين، من العودة إلى مدنهم، ويفسح الطريق للمضي قدما في سبيل إعادة إعمار المناطق التي شهدت مواجهات عسكرية، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وفق البيان.

وتابع المتحدث المصري بأن الرئيس (السيسي) أشار إلى أهمية تجاوز الخلافات بين مختلف الكتل السياسية، والحيلولة دون محاولات إشعال الفتنة والانقسام المذهبي والطائفي، مؤكدا ضرورة تكاتف طوائف المجتمع العراقي كافة؛ لتحقيق مصالحة وطنية تسهم في تعزيز وحدة النسيج الوطني، وقطع الطريق على محاولات بث الفرقة.

وحسب المتحدث، أعرب السيسي عن ترحيبه بالحكيم، مشيرا إلى العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين، وحرص مصر على الوقوف بجانب العراق، ودعمها لوحدته وسيادته على كامل أراضيه، ومساندتها للجهود الرامية إلى استعادة الأمن كافة، والاستقرار في هذا البلد العربي الشقيق.

وفي السياق المصري نفسه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، إن العراق دولة كبيرة، ويواجه تحديات مرتبطة بالإرهاب والنزاعات الطائفية، مشددا على أن مصر تدعم العراق في محاربته للإرهاب، واستعادة استقراره.

وأضاف أبو زيد، في مداخلة هاتفية مع برنامج "الحياة اليوم"، عبر فضائية "الحياة"، مساء الثلاثاء، أن مصر تتعامل مع العراق كشعب واحد، وتساعده كي يستعيد دوره العروبي، مشيرا إلى أننا منفتحون على جميع القوى السياسية في العراق.

برنامج حافل

يُذكر أن الجانب المصري أعدَّ برنامجا حافلا للحكيم والوفد المرافق له، إذ يضم جدول لقاءاته في القاهرة كلا من: رئيسي مجلسي الوزراء والنواب، ووزير الخارجية، والأمين العام لجامعة الدول العربية، وشيخ الأزهر، والبابا تواضروس.

وتأتي زيارة الوفد إلى القاهرة ضمن جولة تشمل عددا من دول المغرب العربي، وقال مكتبه إنها تستهدف "إطلاع القادة العرب على مجريات العملية السياسية في العراق، والحرب على الإرهاب، والتحديات المشتركة التي تواجه المنطقة، وسبل تفعيل العلاقات الثنائية".