نشرت صحيفة "نوفال أوبسارفاتور" الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن أسباب تقارب نظام عبد الفتاح
السيسي في
مصر والعاهل السعودي الملك
سلمان بن عبد العزيز.
وقد شهدت
العلاقات الثنائية بين الجانبين سلسلة من التوترات على خلفية الصراعات القائمة في منطقة الشرق الأوسط، وتنافس القوى الإقليمية الكبرى من أجل إثبات وجودها في المنطقة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الشرق الأوسط الغارق في التوترات المحتدمة، يرحب في هذه المرحلة بأي بوادر تهدئة.
وزار السيسي
السعودية، والتقى الأحد بالملك سلمان. وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من التوترات التي شهدتها العلاقة بين القوتين الإقليميتين، إلا أن العلاقة أخذت تتحسن شيئا فشيئا منذ لقاء جمعهما على هامش القمة العربية في الأردن الشهر الما ضي.
وفي استعراض للعلاقات الثنائية بين البلدين، أوردت الصحيفة أن حجم التوتر بين البلدين بلغ خلال الأشهر الأخيرة أعلى مستوياته، الأمر الذي دفع السعودية إلى قطع الإمدادات النفطية عن مصر. وقد كان السبب في اتخاذ الرياض لهذا القرار، هو الخلاف حول الملفين السوري واليمني.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرياض تدعم المعارضة السورية، وفي المقابل، أظهرت القاهرة دعمها لموسكو الحليف الرئيسي لنظام الأسد.
وأضافت الصحيفة أنه على إثر الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي، شهدت مصر موجة جديدة من القمع التي استهدفت مؤيدي مرسي على وجه الخصوص. ونظرا للانتهاكات التي تقودها آلة السيسي القمعية، تراجع مستوى علاقات واشنطن بالقاهرة، وجمدت المساعدات العسكرية التي تقدمها لها. ومن جهتها، رد السيسي على هذا الجفاء، بالتصويت لصالح قرار اقترحته موسكو في مجلس الأمن بشأن سوريا.
وفيما يتعلق بالشأن اليمني، قالت الصحيفة إن قرارات السيسي زادت الطين بلة. وفي الوقت الذي قبل فيه السيسي رسميا أن تكون بلاده جزءا من التحالف العسكري بقيادة السعودية، رفض إرسال قوات برية إلى الأراضي اليمنية، الأمر الذي أثار سخط الرياض.
وتساءلت الصحيفة حول ما إذا كان لقدوم دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والذي زاره السيسي قبل أسبوعين، دور في دعم التقارب بين واشنطن والقاهرة فقط أم أن الأمر تجاوز ذلك، وساهم في "إذابة الجليد" بين السعودية ومصر.
وأوضحت الصحيفة أنه على هامش زيارته إلى القاهرة، أشاد وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، خلال لقائه بالسيسي، "بقوة التعاون العسكري" بين الجانبين. ومن جهته، أعرب السيسي عن رغبته في رؤية العلاقات الثنائية بين البلدين، في حلة جديدة أكثر إيجابية، في ظل رئاسة ترامب.
وذكرت الصحيفة أنه في إطار جولته في المنطقة، زار ماتيس الرياض. وفي هذا الصدد، لم تخف إدارة ترامب الجديدة رغبتها في تعزيز علاقاتها بالمحور السني في المنطقة بهدف إضعاف إيران. وسلط ماتيس الضوء على الدور الذي لعبته السعودية في المنطقة، مقابل التنويه برغبة واشنطن في مواجهة جهود إيران الرامية "لزعزعة استقرار المنطقة".